سجين كورونا

اليوم العالم بأسرة وبحكم من جائحة كورونا يقبع في غيابة سجن فرضه عليه كائن لا يرى بالعين المجرده، كائن جرد الإنسانية من رداء الأمن وألبسها لباس الخوف، كشف حقيقة وهن الإنسانية

ما الفوارق الذي صنعها كورونا والتي لم تكن موجودة قبله؟

إن هذا الفيروس عرى كثير من الأنظمة، وأسدل الستار عن بلدان كنا نضنها عظيمة في كل شيئ فأصبحت عاجزة عن مواراة سوءة أنظمتها الاقتصادية قبل الطبية منها، مجتمعات كنا نضن أن بلغت ذروة الرقي الاجتماعي إلا أن قناع الرقي سقط بأول امتحان، يالها من كارثة أن يوقف عجلة الحياة كائن لا نستطيع رؤيته، أين ذهبت تلك المليارات التي أُهدرت على التسليح، أين ذهبت تلك الجهود التي بذلت في أخرج أحدث ما عند البشرية من أفكار لتتغى على عقلها.

فيروس كورونا قلب الموازين

لم يكن أحرى بتلك الأنظمة أن تنفق على التعليم بدلاً من التسليح، أن تستثمر بالصحة بدلاً من الرياضة، أن تهتم بالطبيب بدلاً من المغني لكان وضعنا الآن غير، أسئلة كثير واستفسارات عديدة تطاردني كل ليلة وأنا أتصفح الأخبار وأتابع ضحايا ذالك القاتل الصامت، أين مراكز الأبحاث العالمية؟ لما كل هذا العجز؟ ألم نكن قبل ذي فترة أحرار في كل شيئ؟ والآن كالعبيد نقبع في البيوت تحت وطأة ذالك الكائن الخفي كسجين تغطى برداء الموت.

نعم ذالك الموت الذي أخذ منا حرية الحركة، سلب منا الضحكات واللقاءات، جعلنا غرباء في أرواحنا قبل أوطاننا، جعلنا نمارس أشياء لا نطيقها، حبسنا بين جدران الخوف والملل، ذلك القاتل الصامت أبرز لنا كم نحن ضعفاء ولو أظهرنا عكس ذلك.

إلى متى سنبقى تحت سطوة هذا السجّان؟

أظهر لنا الوجه الحقيقي للبشرية، الوجه الحقيقي لذالك السجين لكنه لم يظهر لنا الوجه الحقيقي للسجان، ذلك السجين في معتقله اكتسب الكثير من العادات منها الإيجابية وأغلبها سلبيه فبعد أن كشف الستار عن السجان الالكتروني الذي أضر كثير بالأواصر الاجتماعي وفرض على البشرية أن تعيش في واقع افتراضي جاء السجان الخفي فجعل البشرية أكثر بعداً عن إنسانيتها، مالذي نتوقعه من سجين لا يمتلك حقوق التأهيل والإصلاح سواء سوء قد نحتاج لعشرات السنين كي نتعافى من ذالك السوء، ختاماً يأمل السجين أن لا تطول مدة مكوثه تحت رحمة سجان خفي لا يملك سوى رداء الموت.

فيديو مقال سجين كورونا

 

 

 

أضف تعليقك هنا