فصول العشق

بلا شك سوف يظل العشق بطلًا – مغوارًا – صامدًا – أمام رياح التغيير و سموم الأفكار، وذهب الكثيرون إلى تعريفه بأنه أعمق وأسمي درجات الحب، فهو شيء خفي يتمركز في القلب ويشغل العقل وينتج عنه كثير من المشاعر الفياضة والأحاسيس المرهفة.

القراءة غذاء الروح والعشق متعة الروح

يخيل للمرء بالتحليق في عالم آخر، هدف غريزي يتملك من الجسد ويصيبه بالنشوة الممتدة والسعادة التي لا توصف وهو مايطلق عليه الهستيريا، يقولون القراءة غذاء الروح أما العشق فهو ما يمتع الروح، بحث الأدباء والشعراء والمثقفين وحتى العلماء في فصول العشق وتوصلوا لنتيجة واحدة فسروها كليًا في أن العشق هو مايعطي القلب الوقود السحري (هرمون الأكسيتوسين) ويتفاعل مع هرمونات الجسد لتكملة مشوار الحياة وتحدي الصعاب وتحقيق المستحيل والانجذاب لطرف أو شيء ما.

أركان العشق وفصوله

هناك العشق لديننا الإسلامي الحنيف والدفاع عنه بكل ما استطعنا من قوة وجهاد، ثم هناك العشق للأهل والأولاد والزوجة ونوع ثالث هو عشق العمل والتفان والنجاح فيه، ونوع رابع هو عشق الأصحاب أو الأصدقاء والتماس معهم والتعاون المثمر المؤدي إلي النجاح ، ونوع أخير وهو عشق النفس وهو تكريمها وتقديرها بعيدًا عن الأنانية وحب الذات، قصص العشق بقيت خالدة عبر العصور وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، في سبيل العشق تقدم التضحيات والفداء بالنفس علي قدم من ذهب وأطباق من فضة وبريق من ماس، حبات اللؤلؤ تجمع بين عنقودها فصول العشق وتجمعها وتحميها من التناثر وإنفراط عقدها.

كيف تؤثر الأماكن على ذكرى العاشقين 

الأماكن لها تأثير علي تثبيت أركان العشق فملامسة الأقدام لأرض العشاق لا تمحي من الذاكرة حينما تفترش الأرض بالورود وتنتشر رائحة الرحيق المبثق منها في الفضاء الذي ترفرف فيه الفراشات وتغمر بجناحيها الحبيبين، وترسي السفن علي الشواطيء وعدًا للسلام، وصوت هدير المياه تطرب الآذان، وعندما تتقابل الأيادي تنتشي بالأحضان الدافئة، تضم القلوب التائهة وترشدها إلى طريق الأمل وتبدأ الأحلام في الوجود، من يقابل العشق في حياته ولو لمرة واحدة فقد تنازل وبني قصرًا في القلب لا يمكن مغادرته حتى وإن كسر الفراق والبعاد والوداع العلاقة، الحنين إلي العشق يجعل العقل والقلب مشغولان ويتتوقان للحظة اللقاء الذي يطفيء نار البعاد ويغسل هموم السنين.

الخيال يجعل للعشق بريقًا أخاذًا وتشدو البلابل بأعذب الألحان، حرية الاختيار بين العشق وغيره ملاذه إلي عذاب القلب وتوجعاته ويصاب بالمرض اللعين الذي لا شفاء منه، كلمات العشق قليلة بالمقارنة بما سواها ولكنها رغم ذلك كالزواج الذي لا طلاق منه، يبحث المرء عن التعويض ولكنه يبقي كالأسير في الحروب أو التائه في دروب الصحراء، العشق يجمع المتضادات ويربط بين شواطر الشمال والجنوب والشرق والغرب لا تفصله المسافات ولا اختلاف الثقافات ، شمس وقمر كانوا شهودًا في الإنتظار وكتابة العقد الأبدي، لغة العشق متاحة للجميع بلا تعقيد ولا تكليف، رذاذ المطر يبرد نار العشق وتتكاثر فصوله، ما عليك سوي تطلق العنان مثل الطيور تطير بحرية منقطعة النظير في شتي البقاع حتي ترسو علي كنز العشق فتتوقف متاعبها وتحصل علي المنال بعد أن ظلت شريدة تبحث عن وطن يبقيها علي ظهر الحياة وترتشف نسمات العشق في نقاء وصفاء يزلزل أركانها من الفرحة والسرور.

العشق بلسم لعروق القلب ومتعة للروح

تحاول رزقها بكل ما أتيت من قوة رغبة في إشباع طوفان عشقها لنفسها وأحبائها المقربين والمحتلون كل أجزاء من قلبها الغالي النفيس، ما أجمل العشق عندما يجعل الأمنية حقيقة تنمو وتتوغل بين الضلوع، وتزاحم الهواء المتنفس فيصبحوا خليطًا له مذاقا خاصًا، العشق قاموس من الإبداعات وطريقا للإختراعات ومظفرًا بالإنجازات، العشق مدرسة في رسم الشخصيات وتغييرها للأفضل بين الأفراد، ومن ثم تتولي الأوغاد عن المشهد في غيابات الإقتياد، صورة العشاق بارزة بين سطور المهيمين في الوديان قصص وروايات اتخذت من العشق فكرة فكتب لها النجاح عن ضمير، وعلا صوت العشاق ساعدونا علي البقاء وتكملة المشوار وإن انقطع حبل الوئام تبقي الحكاية محفورة في الأذهان، العشق يردم الهموم بالتراب فلا تقوم لها قائمة، ويشفي العليل من الداء رغم وجع سنوات العقود…

فيديو مقال فصول العشق

أضف تعليقك هنا