حديث الحياة

بقلم: إسماعيل الراجي

يا صديقي اعتز بنفسك، و تقبل نفسك…”هذه حياتك لا وقت للتجارب”، إن كنت في القاع، هذا هو واقعك اﻵن…المحيط الذي يحيط بك كله، يرى ذلك ، إنك حالة ميؤوس منها، هذا ما يؤكده الجميع! لم يسأل صديقنا أحد عن اﻷسباب التي كانت وراء ذاك الحال! وراء ذلك الموقع الذي يحتله، إنه في مستنقع القاع. على أي قد هبطت وقضي الأمر.  وسبب مجموعة من الأحداث والظروف والتراكمات، التي انهالت على حياته من حيت يدري ولا يدري، وعليه أصبحت حياته كارثة. (الأمل في الحياة ).

كيف كانت حالت صديقنا؟

بدأ ينتابه الشعور السلبي القاتل، بأن العالم تخلى عنه، والعالم الذي يقصد هم أولئك الأشخاص المحيطين به….اﻵن، بدون مجاملة هو في القاع.. !من عوارض حياته اليومية، النظر إلى الأرض عوض النظر إلى السماء المبهرة، ربما من أجل البحث عن نقود لعله يجدها كي يشتري علبة سجائر…استمرت حياته وهو يتملق الأرض، وما أغنت عنه من شيء، هنا كان عليه أن يعيد النظر و يغير فلسفة تفكيره، كون هذه ليست حياة، فهي حياة مليئة بالمآسي، والقهر.

الأمل في الحياة

وقف وقفة فيلسوف يحمل على كاهله مأزق العالم، وصرخ بصوت عالي في داخله وقال:”قررت أن أتغير” وهو على جبل ليس عليه إلا هو.زعزعت هذه الصرخة وجدانه، و تردد صداها في كل عروقه. وبعد هذه الصرخة للتو عاد إلى غرفته المليئة بالفراغ ، في انفرد تام بنفسه، قام و صلى و دعا الله في صلاته أن يساعده على ما نوى، و يبارك عزمه الذي عزم عليه… الله سبحانه وتعالى يبارك عزم الخير و اﻹحسان.يوما بعد يوم وجد صاحب شعار “قررت أن أتغير” في داخله شيئا يزداد بسريعة كبيرة وينمو بشكل متدرج، إنه الأمل في الحياة. و قد قيل عن اﻷمل: أنه لا توجد حياة بلا أمل، إذن الحياة أمل.

بدأ صديقنا يحس ويشعر بهذا الذي أصابه “اﻷمل في الحياة” يغير كثيرا من المفاهيم و التصورات عن الحياة و الناس، و المحيط…إنه يتغير..انه يصعد شيئا، فشيئا… إلا أنه بين الفينة واﻷخرى تأتيه أفكار من قبل؛ أنه لن يصعد من القاع، وهذا صحيح وغير صحيح! فلا مجال للشك أنه في قاع، والقاع ليس الخروج منه باﻷمر السهل، لكن و لا مجال أيضا للشك أنه غير مستحيل.

إنه انطلق ولم يعد في مكانه اﻷول

إنه انطلق ولم يعد في مكانه اﻷول، هنا أحيانا تأتينا هواجس بأننا نفشل، وهنا يجب أن نتدخل ونعيد ترتيب أوضاعنا الداخلية، و نزيد من شرب ماء و استنشاق هواء اﻷفكار البناءة و قراءة القصص الناجحة، و نزيد ربط علاقتنا باﻷشخاص ذوي فلسفة العزم، والنهوض نحوى التغيير، و اﻷشخاص المؤمنين و المستبشرين بالنجاح، و الخير… و علينا أن نستحضر اﻷشخاص الذين غيروا الواقع نحو واقع أفضل. كما يجب ألا يخفى علينا أن وراء كل قصة نجاح في الحياة؛ شخصيات ما، تختلف أدوارها و وتأثيراتها علينا، لذا يجب أخذ بعين اﻹعتبار عامل “الغير”.

ماذا تغير عند صديقنا وكيف أصبح يتحكم في قرارات حياته؟

ربط صاحبنا حزام الآمان مرة أخرى، وانطلق. إلا أن هذه المرة انطلق بسرعة أكثر من اﻹنطلاقة اﻷولى..السؤال ماذا تغير عند صديقنا؟ صديقنا أصبح وبلا ريب يتحكم في قرارات حياته، عادات إليه حياته، بعدما كانت مرهونة للأرض!  والمحيط ! و البيئة!  إنه بدأ يستمتع بلحظات الحياة التي سلبت منه، أصبح يحلم ويعيش حلمه، بعدما كان يعيش حلم الآخرين … وكم منّا يعيش حلما غير حلمه و يعيش حياة غير حياته.لقد وصلت ثقة صديقنا بنفسه إلى ذروتها، وبدأ يهتم بنفسه من جميع النواحي، إنه على ثقة عالية بنفسه، … الثقة بالنفس ليست أنانية كما يظن البعض منا، فهي مفتاح الحياة.

وها هي الثقة بالنفس اﻵن مفتاح حياته صديقنا، و ها هو راضي عن نفسه، و متقبل لوضعه، وظروفه كما هي، وليس كما يرغب أن تكون هو، و هذا منطق الحياة…عندما تعاندك أيام أو مجتمعك ولا يريدوا أن يعترفوا بوجودك، فلا تقف عندها، و امضي قدما…ولا تأبى بهم سيعلم بعد حين من أنت. فامضي إذن نحو هدفك.

خرج صديقنا من الحفرة التي كان فيها وتحسنت أحواله الداخلية والخارجية

خرج صديقنا من الحفرة التي كان فيها-القاع- وتحسنت أحواله الداخلية والخارجية وفق عمله وتطلعاته وجهده.إنه ابتسم للحياة فابتسمت له، وأعطى جهدا فنال العطاء على ما قدم من جهد، و دخلت تجربته هذه إلى أشهر قصص الحياة…هذه التجربة الحياتية، من يقرؤها يجد أن التغير ممكن بل هو نتيجة الطبيعية للجهد. ولقد خلص صديقنا أن مفتاح النجاح الأول في الحياة هو الثقة في النفس.

ارقى بنفسك، ولا ترضى بأقل ما تستحق

ثق في نفسك..و قوي إيمانك بالله سبحانه وتعالى و اعمل بفلسفة التغيير و التطوير والتحسين، وحاول بأن تحاول، فالنجاح لا حدود له، و ارقى بنفسك، ولا ترضى بأقل ما تستحق. ولا تمشي إلا و ضميرك معك فهو أيقونة و منارة الحياة. نعم الضمير ينير طريقك، وقرأ ما تيسر مما تحب قراءته بل اقرأ على مدى اﻷيام، فمن يقرأ يكون مختلف عن الآخرين. و لا تنسى أن تكون في صف المظلومين ولا تناصر الظالمين مهما كانوا منك، وهذا العمل يجعلك في مصافي حكماء التاريخ. و لا تنسى شعار “إعتز بنفسك”، “تقبل نفسك”……وتستمر الحياة و الأمل في الحياة.

يقول سقراط: إذا أردت أن أحكم على انسان، فإن أسأله: كم كتابا قرأت وماذا قرأت. ويرى شيسرون: بيت  بلا كتب جسد بلا روح.المضامين من كتاب “هذه حياتك لا وقت للتجارب” لصاحبه: جيم دونوفان، ترجمة مكتبة جرير.

اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قصة، وشاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب.

بقلم: إسماعيل الراجي 

أضف تعليقك هنا