الحياة ومنجزات العُمر

عندما نراجع أنفسنا على أفعالها وأعمالها فإننا نقوم ذلك بعد مشوار طويل في الحياة المؤكد جداً بأننا نسينا أوضاع ونذكر مثلها ففي بداية حياة الإنسان يكون ذهن الإنسان صافي ونقي يتقبل أي حدث ويتم ترتيبه بأنه الأول والأساسي في الحياة لذلك ورد قول رسول الله في الطفولة والتربية الحسنه والتدين في المعتقد.

سر التكوين

قال ﷺ: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه …وهذا سر التكوين فانت طفل تشاهد الجبال والطرق والأشخاص بضخامة اهلها وعلو مرتفعاتها لا لكبرها فقط لانك وقتها كنت صغير فمثلاً عند مشاهدتك لجبل مشهور وانت طفل او مبنى تشعر بانه اعظم ما تخيلته في الحياة ثم إذا تركت هذا الموقع وعدت له بعد حين تشعر بانه صغير ولا يتطابق مع ماهو مرسوم في ذهنك، لذالك تكون بداية الانسان في الحياة مهمه جداً في تكوين الجيل ومساعدته على نهج حياته.

فالعرب قديماً إذا انجب الرجل يجعله في البادية ومع عرب اللغة والعدات لكي لا يلحن لسانه في القول والنطق, من هنا يكتسب الجيل لغة وعادة مجتمعه ففي الاجيال القديمة كانت هناك عادات حرصوا العرب على توارثها ومنها الكرم والموقف الحازم وخدمة المجتمع متمثل في القبيلة بالإضافة الى الشجاعة وانا اعتبرها موروثه لذالك كان الاختيار في الأنساب بين القبايل ولكل شخص وما ورث.

التربية والتعليم

اما في مجتمعاتنا المتحضرة والتي أنعم الله عليها بالامن ونعمة التعليم فمراكز تربيتنا هي الأسرة اولا ثم المدرسة، وهذا الأمر يقع على عاتق المعلم ومنه يتعلم الطفل الصفات ونهج حياته، ومع الزمن وادراك الناس لاهمية التعليم اخذوا يبحثون عن الافضل ومن هذي الدرجة نشاءالتعليم الخاص وكذالك الجامعات، جدير بالذكر بان اول جامعة أهلية كانت في جدة ومنها تبنت الدولة كل الجامعات واصبحت هي المسؤله عن التربية والتعليم وهي من تحدد الاختصاص حسب سوق العمل.

نحن هنا بعد ما غادرنا التعليم لم ننسى احضانه لم ننسى ونحن في السنة الاولى وما بعدها فرحة استلام الكتب والتمتع بما فيها من صور خصوصاً الطيور والحيونات لم ننسى رسمنا للمشاعر وقبة الحرم المدني قبته الخضراء كنا نسعد بتلوينها والاهتمام بها، ثم انتقلنا الى المراحل المتوسطه واخذ يشغلنا صحيفتنا الشهريه التي كانت تعلق على الحائط كنا نراقب من يقف عندها وتشد انتباهه لكي نسعد بعملنا كنا مجموعة متعاونه وكل شخص وإبداعه لم ننسى تلك الوجوه الصغيرة التي كبرت وتفرقت وكل شخص وما حدد له من نصيب في الحياة.

التمايز في مراحل العمر

المهم جداً باننا كنا نتشارك في اعداد مسرح المدرسة الخشبي لكي نقدم لأولياء الأمور آخر العام اعمالنا وأهدافنا ونكسب دهشتهم وانتباههم نزهو فرح بما قدمنا وانجزنا خلال عام كامل، كان المعلم وقتها هو الموجه وهو من يكتشف المواهب، ما اجمل تلك الايام التي لن ننساها، بعدها التعليم الثانوي والجامعي والذي يعتبر هو موجه الخطوط والمواهب، قد يكون في هذه المرحله كبر الادراك وتحدد الاتجاه وحصل التمايز في مراحل العمر.

مع كل هذا والتقدم في العمر لم ننسى من عاشرناهم وتداركنا وأدركنا مصاعب الحياة بقوا شركاء ذهن فمنهم من التقينا بهم بعد زمن طويل ومنهم من غاب وانقطعت به الاتصال، وقد ادرك البعض هذي الفجوة وعملوا اجتماع سنوي يحاولون ربط ماضيهم الجميل بحاضرهم الحي،

مع كل هذا وبداية حياتنا العامه الكل انشغل في حياته الطبيب طبيب وهو مشغول في مرضاه والمهندس مهندس ومشغول في هندسته والإداري في ادارته سنة الحياة الدنيا،هنا يجب الإدراك بانه خلال مسيرة العمل فقدنا كثير من المواقف والاحداث لان الوضع مختلف والذاكرة لا تفرق عن ذاكرة الكمبيوتر إذا استدعاك موقف فقد تستعيد الموقف تجده او قد لا تجده حسب الملف واين وضعته،

طبيعة الحياة 

بعد مشوار طويل يقف الانسان على تل مرتفع ثم يستدير الى الخلف لكي يشاهد ما قدم في هذه الفانية فمنهم السعيد ومنهم من اكتسب اخطاء كبيرة تمنى لو يعيد به الزمن لكي يصلح ويعدل المسار،أما انا على مستواي الشخصي لم اكن نادماً على امر اتخذته وطريق سلكته في حياتي لاني اعرف حدودي واعتقد باني اتّبعت طريق المربي لم أخالفه بل اقتديت به، لكني ادرك والكل يدرك بان كل ناسخ لا يشبه الأصل لا في الصورة او النهج فقد يكون اعلى في القياس او اقل لان المتحكم في كل هذا كله الزمن وهو اداة متغيره تكون المجتمع وتنسج الصورة ، حتى على مستوى الادب فكاتب اليوم يختلف عن مفكر الامس لان الحياة والرغبات مختلفه ولا احد يشبه احد،

من هنا يدرك الانسان السوي بان ما وضع صح وكتب عن تجربة صحيحة يدوم ويعتبر درس من دروس الحياة قد يورث كماهو حاصل في الادب المنقول لنا صحيحه وروعته في وقته بقيت لامعة إلى اليوم لان المعانات وإن اختلف زمانها لكنها صادقه ما نستنتجه الان بان العمل الصادق الموزون بالعقل يبقى خالد حسب درجة وقدرة منفذه،

وها نحن هنا نقول قول الشاعر الأمير

ولاني بندمانٍ على كل مافـات

أخذت من حلو الزمـان ورديَّـه

اسال الله أن يجعل كل ما قدمناه خير لانه نتج عن تجربة فردية ومعانات شخصيه فكل انسان راحل ويبقى ذكره وما عمل، لقد خلصنا الى تجارب فيها ما يستحق ان يذكر للفائده ومنها ما يستحق ان يموت لكي يدوم الود والمعرف بين خلق الله،،،

فيديو مقال الحياة ومنجزات العُمر

أضف تعليقك هنا