سيدي احذر هذا الفخ

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

شاء القدر اليوم أن أقرأ تلك السطور التاليه (لا اعرف من كتبها) ووجدتها تعبر تماماً عن ما كنت أفكر فى كتابته عن عنوان هذا المقال ،لذلك وجدت من الفائده أن أبدأ حديثى بتلك السطور اولاً ، ثم أشير الى ما اريد أن أقوله لاحقاً :

ماذا يريد الزوج من زوجته؟

نظرت إليه بحده وهو يعترف لها ، ساتزوج عليك ، لكنها ردت بهدوء والسبب ؟ فرمقها بنظرة جامده قبل أن يُجيب .. كان من الممكن أن أقول لك هذا حقى وأكتفي ، ولكنى سأقر لك بأنك بارده!! ، فعلت وجهها الدهشة وقالت بسخرية بارده هل هى عكس دافئة أم مثيره ؟!!

لماذا يرغب بالزواج من زوجة ثانية؟

فأمتعض من سخريتها وقال بحده بل هى معنى متحجره المشاعر!! ، فتلاعبت بصوتها بنبره تمثيليه وقالت ماشاء الله أكتشاف مذهل ، أكتشفته أنت وقد تخطي عمرك الخمسين وبعد زواج دام خمس وعشرون سنه ، ثم هزت رأسها بأسف لتكمل حديثها وتقول لا توجد أمرأه متحجره ، بل كل واحده منا تنتمى لصنف زوجها ،

ما هو سبب الجفاء والبرود بين الزوجين؟

فرفع حاجبه بغيظ وقال ..ما معنى هذا الهذيان ؟! وهنا ارتفع صوتها قليلاً وقالت معناه أن من تتزوج بحراً فياضاً تصبح موجه تتراقص على سطحه ، ومن تتزوج سماء تصير إحدى غيماته الممطره ، ومن تتزوج جبلاً تتحول الى صخره صماء ، وهنا سألها زوجها بغيظ وأنا من كنت فيهم بالنسبه لك ؟!! فنظرت له بأشمئزاز وقالت .. أنت صحراء جافه ضللت طريقى فيها فحولتنى الى حفنه رمال مبعثره والغريب إنك الان تبحث عن السراب فى ليلك البارد لا فى ظهيرتك المشمسه !!

فتعجب الزوج قليلا وقال لها  سراب !! ، فضحكت بسخريه وسألته .. هل هى صغيره كما تزوجتنى  ؟ جميله كما كنت قبل إهمالك ؟! هل هى نديه مثلى قبل ذبولى ؟! وهل ستقضى معظم وقتك معها تدللها وانت الذى لم تكن تطأ قدمك البيت إلا للطعام والمبيت ؟! هل ستنفق عليها مدخرات بخلك علي أم ستغدق عليها مشاعر سألتك إياها فمنعتها ؟!!

استياء الزوجة من زوجها

هل ستجوب بها بقاع الارض لتسترد شباباً دفنته فى قبر العمل والانشغال ، ودفنتني معك لأتحجر كما تدعي ، ثم أكملت أسئلتها له وكآنها تذكر له سبب ما يشتكى منه الان فقالت هل ستتذكر تاريخ مولدها وزواجها ولقائها الاول ؟ هل ستفاجئها بالهدايا أم ستنسي كما كنت معي ؟!! وهنا وكآنه فاق وأنتبه وأدرك أخطائه وأن ما يشكو منه الان ما كان الى نتيجة ما صنع.

ولكنه أكمل وقال لن أنكر كل ما قلتيه الان ولكنى سأتغير وسأتعلم معها ما جهلت ، فأمالت زوجته رأسها وأطالت النظر إليه وقالت .. الصحراء إن جادت بالشجر فلن تجود بالثمر ، ولن يصبر على الارتحال فيها الا الجمال ، فهل حبيبتك (زوجتك القادمه ) هل هى صابره أم طامعه أم شابة هوجاء سرعان ما ستتمنى من فى مثل شبابها ؟! وهنا تغيرت نبرة صوته من التمنى والعمى الى البصيرة والرجاء وقال لها سامحينى فرفعت يدها بسرعه فى وجهه حتى لا يكمل كلامه وقالت له هل سمعت يوماً عن ناجِ من هلاك الصحراء عاد إليها !!

أزمة منتصف العمر

أيها الساده .. إن ما قدمته الان بين يدي القارئ الكريم كان حواراً أفتراضياً بين زوجين ، ورسالتى من المقال هى الاشارة الى فخ أزمة منتصف العمر وهى أزمة مدمره حقاً ولم ينجوا أحد وقع فيها الا من رحم الله ، لذلك علينا نحن من تعدي عمرهم الخمسين خصوصاً أن نحذرمنها ، فهى وكما هو معلوم للجميع تشبه الى حد كبير مرحلة المراهقه ، الا أن كونها تأتى فى هذا السن تكون دائما نتائجها فاضحه.

علينا أن نكون منصفين مع أنفسنا وزوجاتنا

فالان أنا لدى زوجه واسرة وبيت واولاد ربما منهم من اقترب من الزواج هذا اولاً ، وثانياً وكما أوضحت فى السطور السابقه أن ما سوف نبحث عنه من متعه سيكون أقرب الى السراب منه الى الحقيقه ، وعلينا دائما أن نتذكر أن مانشكوا منه ربما كنا نحن السبب فيه فعلينا أن نكون عادلون مع أنفسنا ومع الاخرين.

لا اريد أن أسترسل فى شرح أزمة منتصف العمر فمعظم حيثياتها معروفه للجميع ولكن اردت أن انقل لكم حوارا أقول فيه كل شي ببساطه ، أما تلك الشريحه التى لم تكن مشغوله عن بيتها بالعمل الطويل ووجدت نفسها تمر بتلك الازمه فعليهم أن يعلموا أن عليهم أن يراجعوا موقفهم وأنفسهم ، وعليهم أن يعلموا جيداً أن هناك كثيراً من الناس يبحثون عن المتعه ويعتقدون أن فيها ربما وجدوا السعاده.

واقول لهم هم مثل المقامر يشعر بالمتعه وهو يقامر بكل ما يملك ، ويعود الى طاولة القمار مرارا وتكرارا ظنا منه إنها تحمل له السعادة ، ولكنها سعادة مؤقته ومزيفه قد تتلوها سنون من الندم ، فأحذروا هذا الفخ أنى لكم من الناصحين اللهم أحفظ بيوتنا … اللهم احفظ مصر ..ارضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

 

أضف تعليقك هنا