معونة وحفل الزواج!

معونة أو هدية الزواج

معونة الزواج” هي التي تقدم للمتزوج خلال حفل زواجه، وهي مساعدة مادية للمتزوج يقدمها القريب والجار والصديق مشاركاً بها المتزوج إعانةً له في زواجه ، ويتم تقديمها كأجمل هدية وبأسلوب رائع تعبيراً بالفرحة والمودة والرغبة في المشاركة، وقد تختلف في مسماها بحسب اللهجات إلا أن المعنى واحد، وهي مشاركة رائعة وعمل نبيل وتكافل اجتماعي وتضامنوتعاون، يزيد من أواصر الصلة والتواصل بين الناس.

ما الغاية من تقديم معونة الزواج؟

إلا أنه في الآونة الأخيرة، نشأ حولها بعض النقد نظراً لاختلاف القصد. فالهدف الأسمى للمعونة هو مشاركة المتزوج فرحته، لكن المقاصد أو الأهداف الفرعية للهدف الأسمى اختلف، وأذكرها كما يلي:

  • الهدف الأول منها، إعانة المتزوج في تكاليف زواجه والتخفيف عليه
  • الثاني، تقديم هدية للمتزوج كتعبير عن مشاركته وسعادته بهذا الزواج
  • الثالث، رد المعروف والهدية لمن قدم ذلك سابقاً.
  • الرابع، المبادرة بفعل معروف في انتظار رده لاحقاً.

‏⁧‫فأما الهدف الأول، وهو إعانة المتزوج فهو الأسمى إن كان المتزوج محتاجاً، وعليه فتكون تلك الإعانة بحسب قدرة مقدمها وحاجة آخذها وقدر الصلة بين المعطي والآخذ، وهنا يكسب الأجر من أنفق من طيبات كسبه وأجزل في عطائه.

وأما من كان قصده الهدية بغض النظر عن حاجة المتزوج، فليتذكر مقدمها (أن الهدية قيمة من يهديها)، فليجزل في قيمة الهدية ولا يحتسب لأفعال آخذها، وليعلم مقدم الهدية أنه كلما كانت الهدية ذات قيمة كان لها في تقريب صلة ومودة آخذها.

أما من كان قصده رد المعروف، فله حق الرد والمشاركة بالمثل، ويفضل أن يكون رده أفضل وأقدر وأجزل، ويرافقها العذر الجميل والعبارات الرائعة.

أما من كان قصده تقديم المعروف للمتزوج في انتظار ردها منه، فليس السمو والرقي والقيمة في تقديم المعروف في انتظار رده مستقبلاً، بل يبذل المسلم وينفق ويصنع المعروف ولا ينتظر الجزاء من العباد بل من رب العباد.

أنواع معونة الزواج

أما عن نوع تلك المعونة، فبعضهم يقدمها مالاً، والبعض يقدمها هدايا عينية كسيف وبشت ودرع وأغنام وإبل وما إلى ذلك، ونحن في هذه الأمور يتعين علينا النظر لرغبة المتزوج لا إلى رغباتنا وهوانا وما تميل إليه أنفسنا، فهو المتلقي وهو صاحبالشأن وتلك فرحته، والواجب إسعاده بالمشاركة التي تثلج صدره وتطيب خاطره.

كيفية تقديم معونة الزواج أو الهدية

أما عن طريقة تقديم المعونة، فتكون بحضور الفرد بذاته أو ضمن مجموعة يتقدم أحدهم ويتحدث بعبارات جميلة وعذرٍ أجمليضفي جمالاً وقدراً للمتزوج والمناسبة، مع الأخذ في الاعتبار “أهمية عدم ذكر المبالغ والهدايا والمعونات بكميتها وصفتها وقدرها”، فإن ذلك من الأمور غير المحبذ ذكرها، فقد يشوبها الرياء والتباهي، أو التقليل من فعل الغير في حال كانت تلك المعونة ذات قيمة، وقد يكون فيها التقليل من حق المتزوج وقدره إن كانت المعونة قليلة الكم والقدر، وهنا تخرج المعونة عن هدفها الجميل.

لذلك، فإن من حضر وقالكمثالفيما معناه (دعوتمونا فلبينا دعوتكم، وقد جئنا إليكم بهدية زواج، فإن كانت طيبة فتستحقون الأطيب، وإن كانت قليلة فاعذروا لنا وتكملها المودة التي بيننا وبينكم”، فإنني أراها من أجمل الكلمات والأعذار، وفعلاً فإن “بعض الأعذار تفوق الأفعال”.

ما يجب على المتزوج الحرص عليه في تعامله مع الضيوف

وبخصوص المتزوج، فإنه يتوجب عليه الاهتمام بكل من دعاهم لفرحه، وأن يترك التباهي أو التحيز والتفرد لبعض الحاضرين لزواجه أو لأفعالهم، كأن يهتم بأصدقائه أكثر من أقاربه، أو ببعض الأقارب عن آخرين منهم، فذلك فعل مشين، ولتعلم أيها المتزوج أن من حضر فرحتك قد لبى دعوتك، وشاركك وتفرغ لأجلك. ثم إن الاهتمام بالبعض دون الآخرين سيولد ضغينة في النفس قد تظهر في أوقاتٍ أخرى، فلا تكن سبباً لسوء يحدث يوم فرحتك، واهتم بكل من لبى، واعذر لمن اعتذر، وكن ذو نفسٍ طيبة يجتمع الناس لأجله ويسعدون بمناسبته.

ما يجب على المدعو الحرص عليه عند حضوره حفل الزفاف

واحرص أخي المدعو للزواج  على تلبية الدعوة، فإن استطعت وإلا فلا يفوتك العذر الجميل، وابتعد عن حب الظهور والتقدم على الغير والتحدث عنهم حتى ولو كنت ترى نفسك ذو أحقية، واترك لمن معك اختياراتهم لمن يتقدم ويتحدث عنهم فهذا حقهم، فلربما صغير سن يجيد الحديث ويكفيك الوقوع في الخطأ، وتذكر المثل الشعبي القائل “حيّ من كفانا ولا نقّدنا”، يعني شكراً لمن تحدث عنا ولم يُلحقنا عتباً ولا نقداً. وتذكر أخي المدعو للزواج، أن لا تنس آداب المجالس، فلا تجلس إلا في المكان الذي يخصصه لك المضيف، فإن ترك لك حريةالاختيار فاعرف قدر نفسك ‬⁩وغيرك، فلا تتقدم على الثلاثة كبير مقام وكبير سنٍّ وصاحب علم”.

وعلى أنه من النادر أن يحصل خصامٌ في الأفراح، إلا أنه لو حدث، فإن على المشارك الصبر والعفو، فإن لم يجد في طاقته صبراً، فإما بتأجيل النقاش في الخطأ، أو الاختصار فيه على نطاقٍ ضيّق دون إحداث مشكلة أو فتنة تُخرب على الناس حفلهمولا بد للمدعو للزواج أن يكون‬⁩ ضيفاً وملبياً للدعوة عزيزاً، فلا يستعجل في حال رغبة الداعي مكوثه، ولا يثقل بطول مكوثه دونرغبة الداعي،  ولا يثقل بطلباته أو التفرد بالحديث ، وليفعل كل شيء بإذن صاحب المكان فهو الداعي وهو الآمر حينها وليتذكر: “الضيف في حكم المضيِّف”.

أدام الله على الجميع السعادة والتوفيق.

فيديو مقال معونة وحفل الزواج!

أضف تعليقك هنا

علي سعيد آل عامر

متخصص في إدارة الموارد البشرية