النصرةُ في العشرة

قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني رسول الله ﷺ وأصحابه القراء. فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله ﷺ. فذهب عوف إلى رسول الله ﷺ ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه. بنزول قوله تعالى” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )65)لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ  )66) التوبة. (نصرة النبي صلى الله عليه وسلم). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام).

المنهج الرباني في التعامل مع الإساءة

ثلاثُ جملٍ في جمع صغير، كانت كافية لتُعتبر جريمة نكراء وفعلةٌ شنعاء لتتحرك لها السماء فتزل الآيات فتسبق الصحابي لتخبر الحبيب  بما قيل، إنه المنهج الرباني الذي لا يسمح بالتعدي على المقام العظيم والصحب الكريم ولو كان في السر، وعلى هذا النهج سارت الأمة على مدار تاريخها المديد فلم ولن تسمح بالاستهزاء بالرسول الكريم وصحابته الكرام مهما كان المتحدث، وعلى هذا الطريق نسير ونستمسك بحبله المتين، فالنصرة لقائدنا وصحابته واجبٌ لن نتراجع عنه، وسنفديه بأرواحنا، ومن هنا أرى من الواجب عليَّ وعلينا تحقيق النصرة ولتكن بإحدى تلك العشرة أو بها جميعا:

كيف ننصر ديننا ونبيّنا؟

  1. الاجتهاد في التمسك بسنته r على المستوى الفردي بمختلف جوانب الحياة ، فمن أحب شخصاً اجتهد في اتباعه.
  2. التعبير عن رفض الاستهزاء بكل وسيلة قولية أو فعلية لا تؤدي إلى منكرات.
  3. لا تجاوز في الأحكام العاطفية ورود الفعل اللامنطقية، وعدم أخذ الآخرين بجريمة لم يفعلوها ولم يرضوا بها، إلا في حدود ما يردع الفاعل.
  4. المراجعة لأفعالنا وأقوالنا، فقد تكون سبباً في نفرة الآخرين عن هدي سيد المرسلين.
  5. الشمول في النظرة إلى المخالفات لهديه r، ربما تكون هناك مخالفات أكبر من الاستهزاء مثل تعطيل الشريعة وإخماد السنة، وأحياناً في بلداننا ومن أُناس يتكلمون بألسنتنا، فالحكمة وضع الشيء في موضعه.
  6.  فرصة لتذكير أنفسنا وغيرنا من الصغار والكبار بسيرته r العطرة وموافقه النبيلة مع الموافقين والمخالفين والمعاندين.
  7. الدعوة إلى الله هي سبيله r ” قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )108) يوسف ، فليسأل كل واحدٍ منا ما مدى سيره على هذا السبيل.
  8. لا يأس ولا رسائل سلبية، بل أمل وأضواء إيجابية في تغيير أحوالنا، فكلما اشتدت الازمة وزاد الطَرقُ قَرُب الفجر والفتح بإذن الله، فمن بذل الاستعداد فيما يستطيع وُهب النصر.
  9. الله أكبر، فنشر رسوم الاستهزاء دليل عجز الأعداء، فالله أكبر الذي رد كيدهم كما رد كيد الشيطان (معلمهم) إلى الوسوسة فقد جاء رجلٌ إلى النبيِّ r فقال : يا رسولَ اللهِ إني أُحَدِّثُ نفسي بالشيْءِ لأنَّ أَخِرَّ من السماءِ أحبُّ إليَّ من أن أتكلَّمَ بهِ قال : فقال رسولُ اللهِ r : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ الحمدُ للهِ الذيرَدَّ كيدَهُ إلى الوسوسةِ. يقصد كيد الشيطان.
  10. الدعاء بنصرة الدين وظهور سنة سيد المرسلين وأن تكون (نكون) سبيلاً لذلك، مع تحري أسباب الإجابة من الإكثار من الحسنات، والبعد عن المحرمات، وتجنب الموبقات، واختيار أفضل الأوقات ، فلا تدري فقد كلماتك الصادقة سبباً للنصر والتمكين. أخيرا تلك فرصة مهيأة للعمل والبذل، ، فهل سنستثمرها:

قد هيّؤوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ *** فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ

فيديو مقال النصرةُ في العشرة

أضف تعليقك هنا