صراع العقل والقلب

بقلم: أية واصف الزير

ما بين العقل والقلب 

هل تساءلت يوماً هل أنت تتعامل بقلبك أم عقلك؟ هل توظف قلبك دائماً بكل الأمور وتغلبك العاطفة؟ أم أنك تميل لاستخدام عقلك متجاهلاً مشاعِرك؟ هل إن استخدمنا عقلنا سننجو دوماً؟ أم إن استخدمنا قلبنا سيرتاح ضميرنا؟ هل نقدر على التوازن بين العقل والقلب ؟ تساؤلات عدة ، وعلامات استفهام حول ما هو الصحيح و كيف للحياة أن تسير بشكل صائب، وكيف تتخذ القرارت الصائبة من العقل أم القلب، وما سبب الإخفاق والفشل وما سبب النجاح والإنجاز؟.

أسلوب وطريقة القلب في العمل مع عقبات الحياة 

قد خلق الإنسان ضعيفاً والقوة قرار يتخذه ليكمل مسيره، نتعرض للكثير من المواقف التي تجعلنا ضعفاء نخضع لها بأنين القلب الذي يدفعنا للتعاطف للتسامح للتضحية، قد يجبرك نقاء قلبك على أن ترى الناس بطيبة وشفافية مخفية عن عينيك الخبث وما يدور خلفهم، قد تُضعفك الكلمة الطيبة والمظاهر الجميلة التي يخبرك قلبك أن الأمور تسير بكل لطف، دون معرفة خبايا الأمور وحقائقها، دون معرفة إن كانت هذه المظاهر حقيقة أم مزيفة، يتعدد البشر وتختلف ألوانهم وألوان قلوبهم، وأخلاقهم وطريقتهم، لا أحد يُشبه غيره، كلٌ له طريقتهُ الخاصة وأسلوبه وتعاملُه، كلٌ له شخصية مستقلة، وأنت لا تقدر أن تحكم على شخصية الإنسان مقارنةً بقرينه ،أو لأن البشر هكذا كل الناس يتشابهون بأطباعهم، ولا تعرف مظاهرهم الجميلة الطيبة إن كانت صداقة أم أنها تخفي خلفها شر وأذى.

وجوب إعمال العقل في مواقف كثيرة

هنا يتطلب منك الأمر الموازنة أن لا تترك نفسك إلى إيحاءات قلبك وانصت الى أحاديث عقلك، ففيه الصواب، إن بحثت به عن الطريق الصحيح عن الفكرة الصحيحة والتعامل الصحيح، لا تخسر ما دمت تشغل عقلك، أثبتت الدراسات أن عقل الانسان يستطيع استعياب 74 جيجابايت من المعلومات يومياً، لذلك عليك أن تطوره بشكلٍ يومي بأبسط الأمور بالدراسة بالعمل بالتأمل بالتدبر بمخلوقات الله بالشجر والسماء والحيوانات، بالناس بشخصياتهم بكيف يمضون وكيف يتعايشون، العقل قابلٌ للتشكل كما نريد وقابل لتوسعة ذكائه وزيادته، لكن يتوجب عليك الإرادة والعزيمة والسعي كل يوم لإعمار عقلك، قبل أن يُفسدك قلبك الذي يُصوبك الى الطرق الخاطئة في أغلب الأوقات، العمل يومياً بتعلم شيء جديد، قراءة كتاب مفيد، الاستماع إلى معلومات غريبة في شتى الأمور والعلوم، يُخلق الإنسان ويبدأ بالسعي لتزيادة مصدر رزقه وتنمية مستواه المادي وعلى قماعه بأن العقل من الله لا يمكن تعديله أو تغييره وهنا الخطأ كما نُطور مستوانا المادي علينا بتطوير مستوى ثقافة عقلنا وقته واتزانه، وسُتصبح أكثر إدراكاً ستنفتح أبواباً جديدة بعقلك اسمح لخياله بأن يكبر، اسمح لأحلامك أن تكبر وأكبر معها وتيقن بأن قادر على الوصول ،ستصبح أكثر وعياً ووضوحاً للناس للأحداث للأمور ،مدركاً ما يجب عليك فعله وما هي القرارات الصحيحة والخطوات السليمة، وتفكر ألف مرة قبل اتخاذ القرار ستكون أكثر حذراً، بالوعي والثقافة وإنماء العقل النائم،

ضرورة الموازنة بين العقل والقلب والعمل بهما معا

ونصل إلى أهمية الموازنة وقد قال الله سبحانه وتعالى: “أفلم يسيرو في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها”، عقل وقلب في جسد واحد متكاملان لبعض رغم تضادهما، رغم صراعهما واختلافهما، إلا أنه لا يمكن السير وراء القلب دوماً وإهمال العقل والتفكير ولا يمكن السير وراء العقل وإهمال القلب، العقل مركزٌ للقوة للصواب للتفكير والتدقيق بلأمور والأشياء، يعطيك رؤية صحيحة، إذ تم استهلاكه بطريقة تجعله تعمل بصالحك إما أن تركته دون تطوير دون توسعة أفقه ومزاياه سيُخسرك ويوقعك ويُؤلمك كثيراً أضعاف قلبه، استخدمه جدياً وسيكون في طريقك مضيء وخير مُدبر لأمور حياتك،

أما القلب فهو مركزٌ للين للرقة للطيبة للضعف، يُسيرك للخير لحُب الناس وللعطاء ، وللأحلام والطموح والشغف للنجاح، والتسامح مع الناس واحتوائهم ، دون قلبك وتوجاهتِه بشعورك ستسير بصلابة عقلك التي لا تنفع بالحياة، لن تقدر أن تطمح دون شغف، أو أن تعاشر دون حب، أو أن تدرس وأنت مالل وتعمل وانت مشمئِز من عملك، هنا ستُصبح حياتك باهتة وبالقلب والعقل تضع ألواناً لأيامك وترى ألوان.

في الموازنة بين العقل والقلب تستمر الحياة 

العقل والقلب مُتضادان مُتكاملان، فالعقلُ امتازَ بالصلابة والقُوة، إذ يرتكزُ دَائماً على المنطقِ والاستِدلال، ويحكُم في مُختلف القَضايا وفق معايير جازمة، بينما اختص القلب باللين واليسر، وكلاهما لا غنى للإنسان وبنائه الروحي عنهما، فصلابةُ العَقل تلطفُها رقّة القَلب، ولِين القَلب يُهذبه تَدبير العَقل. يَعيشُ الإنسَان في حياته بمحركات من مُقتضى حكمته وفَيض مشاعره، أي أن عقله وقَلبه هُما اللّذان يُحددان سُلوكه ويستَأثران في طبيعةِ مَساره وفعالياته. قَد يَختلف العقل عن القَلب تبِعاً لانقسَامه الذاتيّ وَمن ثُم الخارجي، حيثُ أنَّ المُتعارف عليه بأنَّ العقل يرتبطُ بالمَاديات والعَاطفة بالمَشاعر، لذلك يتحتمُ علينا الإتزان، والتفكير والتمعن، ثم الإستشعار، لكي نمضي بحياة سليمة، فالحياة مليئة بالمطبات بالارق بالألم بالحُزن بالأحداث بالقرارت الصعبة، بالمواقف السيئة، ولن يُنجينا سوا عقلنا وقلبنا، وكما قال التطيلي الأعمى: أُنظر بعقلك إن العينَ كاذبةٌ واسمع بقلبِكَ إن السَمعَ خوانُ. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليويتوب)

بقلم: أية واصف الزير

أضف تعليقك هنا