هجرة الأفراد

الهجرة ظاهرة عالمية قديمة وجديدة في نفس الوقت ، تعني انتقال فرد أو مجموعة من الأفراد من مكان إلى مكان آخر بهدف تحسين الوضعية ، فربما لم يعد قطران البلد شفيعا لكره عسل الآخرين ، لذلك الكثير من الشباب خاصة يحلم  أن يفتح له الحظ و القدر معا باب طائرة ليمتطيها وينقلع من هذه الأرض ، أو يلجأ للهجرة السرية عبر “قوارب الموت المطاطية” رغم أنها خطيرة على الفرد نفسه فكثير من الأحيان نسمع عن غرق قارب يحمل الكثير من المهاجرين بطريقة غير شرعية وموت كل من عليه وقد تكون هذه الهجرة اختيارية من قبل الفرد أو إجبارية نتيجة الظروف المحيطة به . إلى متى سيظل الإنسان يخاطر بحياته من أجل تغيير ظروف عيشه ، كما قال أحمد الشيخ: “هل تحددت مصائرنا بين الموت أو الهجرة؟ “.

لماذا يلجأ الناس للهجرة؟

إن الهجرة السرية أو الهجرة الغير الشرعية أو ما تسمى أيضا بالهجرة الغير قانونية تعتبر الوسيلة التي يلجأ لها الكثير للبحث عن حياة تضمن له الإستمرارية وهو يحاول من خلالها التخلّص من مخاوفَ قد تسببها ظروف المكان الذي يعيش فيه، ومن خلالها أيضًا يحاوِل تحقيق طموحاتِه وأهدافه في الأرضِ الجديدة التي يهاجر إليها. لذلك يلجأ الكثيرين للهجرة السرية التي تعد أهم أسبابها :

البطالة

أي عدم إيجاد عمل أو انخفاض فرص العمل وانخفاض الأجور الذي يتقاضاها العاملون  في البلد الأصلي إذ يمكن سببها فساد الحكومات أو ضعف إمكانية البلد و قلة ثرواته أي أن الهدف الرئيسي للمهاجر هو إيجاد عمل و توفير لقمة العيش.

الحروب

حيث أنها من أخطر أسباب الهجرة  لأنها تؤدي إلى الهجرة الجماعية دون استعداد من طرف المهاجرين وهو ما يتسبب في مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة . كما أن عدم تقدير البلد الأم لكفاءات أبنائه بسبب فساد السلطات الحاكمة و انتشار الرشوة والفساد الاداري وغيرها هو ما يدفع العديد من الشباب الخاصة لمغادرة بلدهم .

طلب العلم

نجد أن أغلب الدول المهاجر إليها تهتم لكفاءات أبنائها وتقدرهم وتقدم لهم الدعم الكافي وطلب العلم ، فقد يهاجر الطلاب لبلد أخرى رغبة في الإلتحاق بجامعات عالمية جيدة تكون لها مكانة علمية عالية ، لا تتمتع بها جامعات بلده .

الكوارث

مثل الزلازل والمجاعات والصراعات في البلاد تتسبب فى الهجرة سواء هجرة شرعية أو غير شرعية دون أن ننسى لجوء بعض الأفراد للهجرة إلى دولٍ أُخرى بحثاً عن حريّة التعبير عن الرأي والمُعتقد، هُروباً من الاضطِهاد السياسيّ المُمارس تِجاههم في وَطنهم الأم.

نتائج الهجرة على موطن المهاجرين وبلد المهجر

الهجرة خسارة الوطن للشبابها تتوزَّع نتائج هجرة الشباب على موطنهم الأم وعلى موطن الهجرة،فمنها تحسين مستوى الدخل المعيشي للأفراد وتعلم لغة جديدة ، واكتساب خبرة في معاملة الآخر وثقافات مختلفة و ازدياد وتنمية فكره وفي الوقت ذاته يتعرف أبناء بلد المهجر إلى ثقافات المهاجرين .

ويستفيد أيضا البلد الأصلي للمهاجر من العائدات المالية من دول المهجر . لكن يوجد تأثيرات سلبية للهجرة حيث نجد عدة ممارسات عنصريَّة تجاه المهاجرين، وهو ما يسبب آثارًا نفسيَّة واجتماعيَّة سيئة تؤدي إلى عدم اندماج المهاجرين بالمجتمع الجديد ، كذلك يشعر المهاجر في بلاد المهجر بالغربة والشوق إلى وطنه وأهله، وهذا الشعور قد يسبب له اضطرابات نفسية وشعور بعدم الارتياح و الأمان، وعدم الاستقرار .

كثيرًا ما يلقى المهاجرون مصير الموت في البحار عندما يهاجرون ، أو يتعرّضون لعمليات النهب والاحتيال من قبل تجار البشر لكن قد لا يجد المهاجرون في بلاد المهجَر تلك الحياة الورديّة التي كانوا يحلمون بها، فيصيبهم اليأس ، ويضطرّون للعودة إلى بلادهم، لذلك يجب البحث عن حلول للهجرة كتوفير المدارس وتطوير التعليم والجامعات تتوفر على تجهيزات متنوعة التي تساعدهم على البحث العلمي، وانشاء دور الشباب من أجل التحاور
لمعرفة مشاكلهم وحلَّها، و محاولة استثمار دولة وقيامها بمشاريع لتوفير فرص الشغل لشبابها و مساعدتكم على تكوين أنفسهم والاعتراف بكفائتهم و مساعدتهم على تطوير قدارتهم.

بقلم: شيماء القوري الجبلي

 

أضف تعليقك هنا