لقد أبدع الله الكون وجعله منظماً، وتفرد بإدارته فأحسن قيادة كل مكوناته، وخلق الإنسان ليكون خليفةً له في الأرض؛ ليعمرها بحكمة، وهذا الأمر يتطلب وجود قيادة حكيمة قادرة على رؤية المستقبل بصورة شمولية، وليس خفياً على أحد أن الأهداف يمكن تحقيقها لمجرد وجود الإمكانات المادية، بل هي بحاجة إلى أدوات وموارد بشرية تجعل من هذه الموارد الأولية صورة فنية حية.
لقد تطورت الإدارة تطوراً كبيراً، وأصبحت أداة التنمية والتطور فهي تتكيف مع المستجدات، والتغييرات البيئية الداخلية والخارجية، وذلك تبعاً للتطور التكنولوجي الحديث، وأضحى هذا التغير ضرورة ملحة، عن طريق تطوير القدرات الذاتية لكل القادة والمرؤوسين، حيث تتجه المؤسسات للتسيير الابتكاري، وإلى اثبات جدارتها في بيئة متغيرة مشحونة بالتناقضات من أجل تحقيق التميز، لأنه أصبح رهاناً أساسياً لتمكين المؤسسات من البقاء والاستمرار( بلهادي،2008 :2).
وعلى ذلك فإن بقاء أي منظمة واستمراريتها مرهون بتنمية الموارد البشرية لديها، باعتبار أن أثمن ما تملكه المنظمة هي القوة البشرية، وبالتالي تهتم المنظمة_ على اختلاف أنواع المنظمات_ بطرق تعظيم الاستفادة من هذه القوة البشرية الكبيرة لتحقيق أهداف المنظمة، وتعتبر فئة المبدعين في المنظمة ثروة حقيقية يجب استغلال إمكاناتها، وتوجيهها الوجهة الصحيحة لفائدة المنظمة ( الطوخي وآخرون، 2016 :56).
ويعتبر التعليم من أهم الأنظمة الإنسانية في المجتمعات، فهو يتناول جميع فئات وأفراد المجتمع بالتشكيل والتوجيه، حيث يزودهم بما يلزمهم من تعليم وقيم ومهارات ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، ويضع في يد الفرد الوسائل السليمة التي يستخدمها للنهوض بجميع أموره الحياتية، بالإضافة إلى أنه يزود المجتمع بالموارد البشرية التي تسهم في تنمية المجتمع في جميع المجالات، فهو الطريق الطبيعي للحرية والاستقلال.
أشارت الدراسات والبحوث إلى أن هناك مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للتنمية المهنية التي يجب أن تسعى لتحقيقها أي مؤسسة لديها رؤية للتطوير النوعي في مجال التعليم، وقد ذكر(الحر،2002) بعضاً من تلك الأهداف كالتالي:
إن التطورات التي يشهدها العالم بصفة عامة والمجال التربوي بصفة خاصة جعلت موضوع التنمية المهنية لقيادات المدارس من المواضيع الملحة، والتي عليها يتوقف نجاح التربية في بلوغ غايتها، وتحقيق دورها في إنتاج العنصر البشري القادر على العمل والراغبة فيه، ولعل للتنمية المهنية لقيادات المدارس العديد من المزايا والفوائد منها:
قد يواجه موضوع تنمية الموارد البشرية بصفة عامة العديد من المعيقات والتي يمكن تسميتها بعملية ” مقاومة التغيير”، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس تعمل على مقاومة التنمية والتغيير، وقد حددها(جون كوتر) بالتالي:
وبعد مراجعة الادبيات السابقة، وتحليل استجابة القيادات التربوية التي حصل عليها الباحث من خلال المقابلة كانت النتائج كالتالي:
محاولة توفير التسهيلات المادية والفنية والتقنية المساعدة لعملية التغيير وتنفيذها من قبل وزارة التربية والتعليم والاهتمام بالعنصر البشري كمديري المدراس والنواب لتطوير مهارتهم بالعملية الاشرافية الحديثة وخاصة بالمواد الغير قريبة من تخصصهم ،حيث توافقت مع نتيجة دراسة (الحسيني 2009) والتي توصلت الدراسة إلى ضرورة اهتمام إدارة الموارد البشرية وتركيزها على العنصر البشري حيث يعتبر أثمن مورد بشري لدى الإدارة.
1– العمل على إيجاد برامج تدريبية الكترونية تعزز الكفاية التكنولوجية بما يواكب متطلبات العصر الحالي وكيفية الاشراف القني على المعلمين ، وقد توافقت الاستجابة مع نتيجة دراسة Nathalie & Swaleyah (2017) والتي أوصت بأن موضوع الاتصالات الحاسوبية تشجع قادة المدارس على استخدام التقنيات الحديثة وتدعم التواصل بين قائد المدرسة والمعلمين .
يمكن عرض عدد من التوصيات كالتالي:
4.وضع نظام واضح ومحدد ومستمر لتوجيه عملية التنمية المهنية لإدارات المدارس ومتابعتها وتقييمها، ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، ومواكبة الأحداث الجارية .
5.دراسة خبرات الدول المتقدمة في مجال تنمية الموارد البشرية في المدارس للمدراء، والنواب، والمعلمين، ومحاولة تطبيقه بما يتناسب مع الواقع الفلسطيني .
1.بلهادي، سعيدة (2008). تنمية الإبداع الإداري في الأداء المتميز بين القادة والمرؤوسين. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم السياسية والإعلام، جامعة الجزائر.
2.الطوخي، هيثم والحربي، حماد وعوض الله، إبراهيم (2016). العلاقة بين التنمية المهنية والإبداع الإداري لدى مديري مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية من وجهة نظرهم. مجلة العلوم التربوية، ع(3)، ج (3)، ص 56
3.الحر، عبد العزيز (2002). القائد التربوي دائم التعلم. المؤتمر التربوي الحادي والثلاثين” القائد التربوي في الاستراتيجية التربوية”. جمعية المعلمين الكويتية، الكويت.
4.الحسيني ، سعيد (2009): القيادة الإدارية وأثرها في إدارة الموارد البشرية استراتيجياً. رسالة مقدم إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد في إلاأكاديمية العربية في الدنمارك وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير، الجامعة الناصرية، العراق.
1.Nathalie, C., & Swaleyah, B. (2017). Turning the Flashlight on Human Resources in Schools: A Case Study in a Secondary School in Mauritius. International Journal of Social Sciences, 3(1), 165-187
2.Riadi S, Sukard& Hakim.M.(2019). Human Resources Management in Middle School Vocational State 4 Mataram, International Journal of Multicultural and Multireligious Understanding,6(6), s: 286-292
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد