كثيرة هي الاسئلة اليوم عن الحداثة هل ساهمت في تطوير التاريخ والمجتمعات؟ وإن ساهمت.. فكيف؟ هل حررت الإنسان أم قيدته أكثر هل إن ما نعيشه اليوم من عولمة والتطورات التكنولوجية سببها الحداثة؟ مقال يتحدث عن الحداثة وما بعد الحداثة ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن تاريخ من هنا.

هل دخلت دول العالم المتخلف مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة؟

نتبين أن الاسئلة اليوم كثيرة خاصة بالنسبة إلى العقل في دول العالم المتخلف أن قسمنا العالم كما يلي إلى أربعة عوالم: عالم الأول الو.م. وعالم ثان الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين وكوريا الجنوبية، وعالم ثالث في تحول وتقدم سريع وجنوب إفريقيا وروندا كقوتين إقليميتين إفريقيتيين، وعالم رابع نام فقير شمال افريقيا المغرب العربي و اسيا بجنوبها و جنوب حنوبها وبقية الدول المتخلفة، هذا التقسيم يضعنا أمام مسلمة مفادها أن الدول في العوالم الثلاثة قد دخلت عصري الحداثة وما بعده، و إن كان ذلك كذلك فما هي انعكاسات كل منهما في تطور التاريخ؟ هل جعلت الدول تبحث في التشارك الثقافي والعلمي الكوني العالمي أم جعلت الدول المتقدمة تبحث في أساليب للسيطرة؟ لعل الاجابة عن هذا السؤال تكمن في النظر في طبيعة هذا التقدم.

ما طبيعة التقدم الذي وصلت إليه الدول المتقدمة؟

مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة لدى بعض الدول المتقدمة

الولايات المتحدة الأمريكية

إن هذا التقدم هو تقدم اقتصادي تكنولوجي فإن رأينا في الولايات المتحدة لوجدنا أنها تسيطر على 1/3 الاقتصاد العالمي وتسيطر على الاستثمار عبر شركاتها المتعددة الجنسيات التي في مجالات عدة، ولعلها في السينما كأفلام هوليوود التي تصرف مليارات من أجلها عبر شركات إنتاج كثيرة، هذه الأفلام بالإشهار لها ونسب مشاهدتها تحتل التلفيزيونات العالمية، وتسرب مسلمات مفادها أن الولايات المتحدة هي شرطي العالم السوبر مان الذي لا يمكن هزيمته فتسيطر على الإنتاج الإعلامي العالمي وتحصد بذلك أموالا كثيرة تمكنها من السيطرة على الاقتصاد العالمي فحتى وإن حاولت أفلام الهنود بولييود المنافسة تفشل لأن شوكات الإنتاج الأمريكية وتطورها في التصوير والإخراج تجعلها مسيطرة أكثر، وتسيطر أيضا الولايات المتحدة عير الشركات المتعددة الجنسيات المختلفة المجالات فتفرض عقودا غريبة على الدول التي تسيطر فيها بشركاتها فتفرض الدوين خاصة على العالم النامي، فالولايات المتحدة دخلت الحداثة و ما بعدها بالسيطرة على الاقتصاد والثقافة اي السينما فهذا التقدم التاريخي ليس إلا تقدما امبرياليا اقتصاديا.

الاتحاد الأوربي

والأمر نفسه لو نظرنا إلى العالم الثاني الاتحاد الأوروبي هذا الاتحاد يسيطر بفضل دوله المستعمرة في القرن العشرين على الدول النامية بشركاته والعقود فيمثل بذلك قوة تنافس الولايات المتحدة.

الصين

ولو نظرنا في الصين فإن منتجاتها وسيطرة شركتي ابل apple و هواوي huwayi بمنتجاتها على العالم يفتح لها المجال للسيطرة الاقتصادية خاصة و أنها لو نظرنا لوجدنا منتحاتها تباع من جهة الهواتف بعضها بارفع الاثمان و بعض المنتجات العادية التي شركات انتاجها مجهولة تباع بابخص الاثمان فبذلك تسيطر على السوق العالمية، فدخول الحداثة و ما بعدها ليس إلا دخولا اقتصاديا عندها.

كوريا الجنوبية

اما كوريا الجنوبية فإن سياراتها غزت سوق السيارات العالمية ومسلسلاتها وأفلامها الرومنسية والتاريخية واغلاسطورية غزت أيضا السوق السينمائية العالمية فهي قد باتت تنافس الو.م.ا كيف لا والمواطن اليوم في اغلب انحاء العالم خاصة النامي بسبب تسارع النمط الاستهلاكي صار يبحث عن مفر في السينما.

فالحداثة عند هؤلاء و ما بعدها ليس الا سيطرة تكنولوجية ثم تصبح ثقافية لغوية خاصة بعد سيطرة الو.م.ا منذ سنة 1990 على العالم بعد هزيمتها للاتحاد السوفياتي الذي كان مسيطرا على الشرق صارت بلغتها الانقليزية مسيطرة فان ذهبنا و نظرنا في المنتجات وفي بعض الشركات العالمية وغيرها نجد الانقليزية مسيطرة و السبب في ذلك سيطرة الو.م.ا رغم منافسة الصين وكوريا الجنوبية والاتحاد الاوروبي الذي يسيطر عبر عائلات حاكمة وهي روتشيلد وروزفلت التي تسيطر على الإنتاج وصندوق النقد الدولي.

دخول روسيا مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة عن طريق الاتحاد السوفيتي

أما روسيا فدخلت الحداثة بداية عن طريق الاتحاد السوفياتي الذي ساهم بالمد الماركسي في انتشار ثقافته فمثلا عندنا جيل الستينات يعرف كتابات ماكسيم غوركي خاصة رواية الام، و يتمعش من كتابات كارل ماركس الذي سيطر على المعسكر الشرقي إلى أن انتهى سنة 1990 ثم حاولت روسيا بعد أن عادت إلى قوتها اليوم السيطرة على آبار النفط والبترول في سوريا؛ لذلك دعمت نظام الأسد واليوم أصبحت روسيا تنتج لقاح فيروس كوفيد 19 قصد السيطرة الصحية المخبرية على العالم فدخول الحداثة و ما بعدها بالنسبة إليها ليس إلا سبيلا للسيطرة من أضعف وللتناحر في سبيل السيطرة.

كيف تصل الدول المتخلفة مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة ؟

نتبين أن الحداثة و إن ساهمت في تطور الأفكار ودخول عصر ما بعدها ليست إلا سبيلا للسيطرة على الاقتصادات والعقول وخاصة الدول الضعيفة، فالسؤال هنا كيف لدولة كانت تعيش حربا أهلية كروندا أن تصبح قوة إقليموية في إفريقيا؟ صارت روندا قوة عالمية بعد أن قامت بعديد الإصلاحات الاقتصادية و الحكومية وبالتالي دخلت عصري الحداثة و ما بعدها. فما السبيل بالنسبة إلى دول العالم الرابع؟

لعل السبيل بالنسبة إلى دول العالم الرابع هو إصلاح العقل والفكر فما المشكلة في هذا العل البطركي المستقيل الذي يعيش أزمة هوية بين هوية مركبة وأخرى منغلقة الذي استقبل نمط المجتمع الاستهلاكي ولم يفكر في إنتاج نمط اقتصاد وفكر خاصيين به إذ أثبتت عديد الدراسات أن الدول المسيطرة عبر السينما والتلفزيون هي لا تشاهد هذه الأفلام بل تبحث وتنظر في طرق جديدة للسيطرة كل يوم والتقدم كل يوم، اما هذا المجتمع إما ان ينغلق فلا يتقبل ولا فكر في إنتاج ما يتماشى وطبيعته وتطوراته التاريخية أو أن يتقبل ويرضى بسيطرة الآخر عليه، فهو يعيش استلابا اقتصاديا وفكريا دخول الحداثة وما بعدها لا يكون بالاستلاب ولا بالانغلاق ولا بالطرح لا التاريخي أي بالحديث عن الماضي و الأمجاد إنما بالنظر في مشاكل اليوم والبحث عن حلول اليوم.

فيديو مقال الحداثة وما بعد الحداثة والانعكاسات على المجتمعات