البطل المنسي “أبو سمارة”/ محمد إسحق الفراني

بقلم: أحمد أبو علي

سيرة حياة المجاهد الفلسطيني محمد إسحق الفراني 

البطل المنسي “أبو سمارة” محمد إسحق عبد الحميد الفراني، والمشهور بالاسم الحركي أبو سمارة و محمد الطحلي أبو إسحق، والمكنى بأبو جابر. مقال يتحدث عن الفدائي الفلسطيني محمد إسحق الفراني ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن أعلام الرجال من هنا.

نشأة محمد إسحق الفراني وولادته

ولد محمد إسحق الفراني في عشرينيات القرن الماضي في قرية حمامة “الضاحية الشمالية لعسقلان التاريخية” لدى أسرة مجاهدة فوالده إسحق الفراني ضابط برتبة بكباشي في الجيش العثماني ومشارك في الحرب العالمية الأولى، ومن مؤسسي الفرق الثورية في قرية حمامة أبان الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، وبذلك يكون بطلنا قد تربى على يد مجاهد جاهد الاحتلال طوال شبابه فزرع في نفسه حب الوطن والجهاد وكره المحتل الغاصب للبلاد والأوطان.

المعارك التي خاضها محمد إسحق الفراني ضد الاحتلال الصهيوني

فما كان من بطلنا أبو جابر “محمد إسحق الفراني” إلا أن ينحو منحى والده، وأن يقاتل ويجاهد العدو المحتل لوطنه فلسطين المباركة، فانضم إلى الثوار والفدائيين وشارك في القتال ضد العصابات الصهيونية في حرب فلسطين التي اندلعت إبان صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947 الأمر الذي رفضه العرب عامة والفلسطينيين خاصة فما كان للفلسطينيين إلا خوض الحرب ضد العصابات الصهيونية الغاصبة، فكان للبطل المجاهد محمد إسحق الفراني نصيبا ً في المشاركة في هذه الحرب فخاضها وحارب اليهود وشارك في معارك متعددة ضد العصابات الصهيونية ومن هذه المعارك التي شارك فيها معركة دوار المجدل، ومعركة تحرير نتساريم، ومعركة شرق البلد، ومعركة جولس الأولى والثانية، ومعركة بيت دراس وغيرها…

المعارك التي خاضها محمد إسحق الفراني بعد الهدنة ضد الاحتلال الصهيوني

واستمر بمقارعة العدو في المعارك حتى توقيع اتفاقيات الهدنة بين الجيوش العربية والاحتلال الإسرائيلي، فاتجه إلى غزة وأقام بمخيم الشاطئ ورفض الهزيمة فما كان منه إلا أن يواصل مع زملائه الفدائيين المعارك ضد المحتل الصهيوني فكان يتسلل مع رفقائه إلى الداخل المحتل، ويخوض المعارك ضد اليهود فشارك في معركة في قطرة وهي قرية فلسطينية محتلة تقع في قضاء الرملة، وشارك في معركة البركة ومعارك كثيرة، وانضم إلى كتائب مصطفى حافظ التي عرفت باسم كتيبة 141، وأصبح يخوض المعارك باسم هذه الكتيبة وكان قائداً قوياً في المعارك.

وفي أحد المعارك التي خاضها في بداية الخمسينيات من القرن الماضي تعرضوا للكشف والهزيمة في هذه المعركة واستشهد وأصيب عدد كبير ممن كان معه ومنهم من وقع في الأسر، وأما بطلنا محمد إسحق الفراني فقد إستطاع الانسحاب والهروب من المكان متجها نحو سيناء ولكن الحظ لم يكن حليفه فقد استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي والطيران الحربي الإسرائيلي بمطاردته حتى استطاعوا أصابته برصاصة بقدمه أطلقتها الطائرة عليه عند حدود سيناء فسقط على الأرض ولم يستطع أن ينهض مرة أخرى وتم ألقاء القبض عليه وسياقه إلى الأسر بعد مقاومة كبيرة منه.

وقوع محمد إسحق الفراني أسيراً لدى الاحتلال الإسرائيلي

محمد إسحق الفراني أسيراً لدى الاحتلال الإسرائيلي: لقد تعرض للتعذيب المميت داخل السجون الإسرائيلية لإجباره على الاعتراف، ولكن رغم كل محاولات التعذيب لاستخراج منه المعلومات المطلوبة لم يستجب، ولم يستسلم ولم يفيد السجان بأي معلومة، فلم يعترف على نفسه ولا على غيره، فتحدى المحتل حتى وهو مكبل بالسلاسل وخاضع للتعذيب الوحشي المميت، حتى اسمه الكامل لم يفصح عنه للمحتل فلم يكمل لهم اسمه فاقتصر على ذكر اسمه الأول والثاني محمد إسحق وبقى داخل الزنزانة لمدة 3 سنوات يتعرض فيها للتعذيب على أملاً من معذبه أن يدلي بأي معلومة وكان هو يقابلهم بالصمت والصبر حكم عليه بعد ذلك.

هروب محمد إسحق الفراني من الأسر وتحريره منه

وتنقل بين السجون وحاول الهروب عدة مرات حتى جاء موعد الهروب الأكبر فقد قاد حوالي ألفين أسير ممن معه أكبر عصيان داخل السجن وأضرم النيران بالسجن وبدأ الأسرى بالهروب واستشهد عدد منهم أثناء عملية الهروب الأكبر منهم الشهيد إسلام الفأر، وأما الأسير محمد إسحق الفراني فقد هرب هو وصديق له يلقب بأبو القنبز ناحية سوريا، ولكن أثناء هروبهم أصيب صديقه أبو القنبز في بطنه فحمله وهم هارباً به ولكن ألقى القبض عليهم وأعيدت محاكمتهم وعرض على البطل محمد إسحق أن ينفى إلى مصر ولكنه رفض وفضل السجن على النفي، وأخذ يتنقل من سجن إلى أخر ومن أشهر السجون التي قضى فيها محكوميته سجن شطة وسجن النقب الصحراوي وسجن عسقلان الذي كان أخر سجن مكث فيه حيث وبتدخل الصليب الأحمر تم التفاوض على إطلاق سراحه بما أنه قضى فترة محكوميات عالية قد بلغت ما يقارب 20 عام حيث أنه يعتبر أول أسير فلسطيني من قرية حمامة بعد حرب عام 1948 م ، وبذلك فقد حرر وخرج من الأسر في السادس من ديسمبر من عام 1970 م وتوجه إلى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وسكن فيه وتزوج من امرأة حمامية من عائلة السر من خان يونس وأنجب منها الذكور والآناث وعاش مع عائلته التي أسسها بعد أسره حيث انتقل بهم إلى خان يونس عام 1977 م وسكن سنتين بمخيم خان يونس تم انتقل ليعيش في حي الأمل بالمدينة حتى وفاته ورحيله عن عالمنا بتاريخ 12 ديسمبر 2018 م.

الكتب التي تناولت سيرة الفدائي محمد إسحق الفراني

ومن الجدير ذكره أن الأسير والمجاهد محمد إسحق الفراني ذكرته المصادر التاريخية على أنه أحد شهداء معركة دوار المجدل على آثر انفجار لغم فيه بهذه المعركة والحقيقة أنه انفجر به اللغم، وأصيب إصابة طفيفة ونجا ولم يستشهد وأنه وقع بالأسر فيما بعد، ومن هذه المصادر التي أوردت اسمه ضمن الشهداء تقارير الصليب الأحمر وكتاب حمامة عسقلان للكاتب خليل حسونة وكتاب لكي لا ننسى وغيرها من الكتب، وكذلك فإن عائلته وأهله لم يكونوا يعلمه بأن ابنهم على قيد الحياة وكانوا يظنوا بأنه قد استشهد، ولكن قدر الله أن يعود من الموت بعد عشرين عام من فقده، ولقد ذكر الكاتب الدكتور علي أبو عودة في كتابه أعلام وشخصيات قرية حمامة سيرة الأسير والفدائي محمد إسحق الفراني ضمن شخصيات الفدائيين والثوار من قرية حمامة. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: أحمد أبو علي

 

أضف تعليقك هنا