عن ثقافة الوعي العُمّالي في ظل الهيمنة الرأسمالية

علينا أن نقرأ جيداً عن رأسمالية الشركات وطبيعة العمل نحن بحاجة لاستقراء الواقع العملي والاقتصادي والاجتماعي أيضاً، يجب أن نعود لما كتبه كارل ماركس ولينين وفولتير فهم أكثر من حصنوا المُجتمعات بأفكار وقائية خالصة من عبث الرأسمالية العالمية، أفكار الوعي الاقتصادي والطبقي أمام هذا التكتل البرجوازي الكبير الذي لا يعرف رواده رحمة العمال ومتطلباتهم في ظل هيمنتهم الكبيرة على قطاع الصناعات والاقتصاد مما أفرز نتائج سلبية لا تتوافق مع متطلبات الحياة بالنسبة للبسطاء والعمال العاديين وكل من يعمل لأجل البقاء.

لماذا يُعتبر الموظف مجرد آلة صناعة لدى صاحب العمل؟

في قانون العمل العربي مثلاً في مواطن المنفىٰ الإختيارية أو حتى في الوطن الأم لا تجد سبيل لذاتك أن تعيش بإستقرار وبساطة أو حتى مُتعة في حرية التصرف والقرار فقط أنت مُجرد ألة صناعية عليك أن تعمل دون ملل لكي تعيش وترفع من مؤشر تقريرك الأسبوعي weekly report index أو الشهري لدى الجهة الإستشارية جهة التنقيب الأكبر عن أبسط الأخطاء لدى الموظف أو العامل العادي.

و عند صاحب الشأن ليرضي عنك وعن أدائك ، يبدو جهاد عملي حقيقي عليك أن تخوضه في بيئة عمل لا تقبل أدنىٰ خطأ مُحتمل قدر الإهتمام الكبير بالرقم ، يجب أن تخضع لإملاءات من هو أدنىٰ منك خبرة وتأهيل حين يكون هو في أعلى هرم التسلسل الوظيفي ذات الصبغة البيروقراطية ليس أنه أكثر مهارة منك وتعليم وثقافة بل لانه صاحب الحلال والشأن والقرار وصاحب المادة والثروة.

طبيعة الشركات الرأسمالية

هكذا هي طبيعة الشركات العائلية بالأخص هرم رأسمالي بحت لا يؤمن سوأ بالربح والعمل الدؤوب دون إنقطاع ،أجهد عقلك لاجل أن تبدع في الحلول والإقتراحات ورفعها في دقائق ،سباق معلوماتي بحت ، تخلى عن فكرة نضج الأفكار ورحلها كما هي الأهم أن تنجز مهام بأقل وقت وأعلى جهد.

يحولك غصباً لـ فكر مالي بحت تعليم مُتدرج لمعنىٰ المادية وقيمة الأصل الثابت لها وقدر الريال ،سياسة عمل معمول بها تصنع منك فكر برجوازي يمقت البساطة والحياة الطبيعة أن لم تكن مُنتبه للتسيس الفكري الناتج من خلال إحتكاكك اليومي معهم، يجب أن تصنع مُعادلة الإتزان وترجع لفلسفة الفكر الهندسي أو أي مجال تعمل به لكي تستحضر ذكاء الأفكار في التحليل والتقيم ومقارنة البدائل ثم إختيار الأنسب.

الواقع الذي يعيشه الموظفون والعمّال

هكذا هو واقع الحال لموظفي وعمال العالم وموظفي القطاع الخاص بالذات هم أكثر من تعرضوا لمُغامرات الشركات وأصحاب الفكر المالي الذي لا ينظر للعامل أو الموظف بشكل عام مُجرد ماكينه إنتاج يجب أن تحقق أعلى إنتاجية بأقل الخسائر المادية عليها، لا تدرك أن هذا العامل إنسان وكائن طاقته محدودة وقد يُذبل عطائه حين تزداد الإجهادات عليه ،أكثر من عاني ولا زال من كوراث الإقتصاد وإنهيارات رؤوس الأموال خاصة في ظل أزمة كورونا هو وخده دون إعطائه أدنى تعويضات ،أغلب الشركات أهملت موظفيها وسرحت الكثير منهم بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بمستحقاتهم ضاربة سنوات الخدمة في عرض الحائط.

لماذا يجب أن نعود لفلسفة الكفاح العمالي هل فقط لصنع جدلية بين الرئيس والمرؤوس ،أو لمجرد تحقيق ثقافة الوعي الإقتصادي والإجتماعي أمام راسمالية العصر ؟دائماً ” ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم ، بل على العكس من ذلك، الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم”.

يجب تعزيز الوعي لمجابهة إستبداد المجتمعات البرجوازية 

يجب تعزيز حضور الوجود الإجتماعي لمجابهة إستبداد المجتمعات البرجوازية ذات القوة الراسمالية التي تتحكم بقوت الأغلبية الكاسحة من سكان العالم مع إخضاعها لسياسة العمل الجماعي المُشترك تحت قانون الشراكة العمالية المُنصفة التي تجبرها أن تحقق عدالة العمل دون إرتكاب أي مظلومية، وهكذا سيكون هُناك إنصافاً لطبيعة العمل عند العمال والموظفين بعيداً عن ضغط العمل المتواصل لساعات.

فيديو مقال عن ثقافة الوعي العُمّالي في ظل الهيمنة الرأسمالية

أضف تعليقك هنا