لماذا نحن مدينات للطبيعة بالألم؟

غدا  يومي الأول بالجامعة بعد سنتين من الدراسة عن بعد..حضّرت ملابسي،حقيبتي، وكل مايلزمني بلهفة ! كيف لا وأنا امرأة تتنفس الطموح والمثابرة! ..فجأة حزن عارم خيم سمائي..وصمت مخيف ملأني ..ثم بدأت السيناريوهات تتهاطل علي..تملكني الشك..فبكيت شكيمن اللاشيء ورحت اشكي لكل من يحبني مصيبتي الوهمية بألم ! الهي ما هذا الوجع ..روحي تتقطع ..غصة بقلبي تذبحني ..ماالذي غيرحالي! كنت احلق كالفراشة قبل قليل ، ما الذي يقلقني؟

نفس الألم نفس الغصة نفس الحزن

لحظةماهذا المغص..انها هي ، اكان اليوم موعدها؟ هذا حالي كل شهر، نفس الالم ، نفس الغصة، نفس الحزن! شربت مهدئا لأستيقظ صباح الغد بحال افضل..وخلدت الى النوم .الساعة تشير الى السادسة صباحا.. ايقظتني دقات قلبي المتسارعة و ألم بطني الحاد..هل عساني أصرخ؟ لن يغير الصراخ شيئاككلنساء العالم مكتوب علي هذا الالم ! كابرت وكابرت كي أجهز نفسي للجامعة حتى خارت قواي وسقطت أرضا.الساعة تشير الى التاسعة صباحا..أيقظتني أصوات الاطباء والممرضات.

لماذا لايُعطى لهذا الألم الذي نعيشه نحن النساء حجمه؟

أين أنا؟ .. أنت في المستشفى.والجامعة؟ إرتاحي أولا ! لا أستطيع أن احصي عدد المرات التي حرمتني فيها  عادتي الشهرية من لحظات أردت بشدة أن اعيشها ..احيانا أتسائل لماذا انا مدينة للطبيعة بكل هذا الالم! كيف لمخلوق مثلي أن يتحمل هذا الكم من الحزن والكدر والوجع كل شهركيف لدورة الطبيعة أن تكون غير عادلةلهذا الحد! لكن لابأس لأتجاوز الطبيعة ! لماذا لايعطى لهذا الالم الذي نعيشه نحن النساء حجمه ، لماذا لا تغفر لنا المدارس والجامعات والشركات غيابنا في دوراتنا الشهرية ! لماذا لايأخدون بعين الاعتبار معانتنا ..لماذا أحتاج لشهادة طبيب على مأساتي؟

الا تكفي كل هذه الدراسات التي تتحدث عن ما نعاني منهعن السكاكين التي تغرز في بطوطنا ..! عن الهرمونات التي تلعب بنا كما تشاء، عن الدموع التي نذرفها بدون سبب سوى أن أجسادنا ليست بخير ناهيك عن ألم الحمل والولادة وكل مايصاحبهم من تغيرات في اجسادنا! نحن حقا كائنات نستحق أن نمجد على كل مانقاسيه في صمت..ونستحق ان تكون لنا حقوق استثنائية! كحقنا في التغيب عن المدارس والجامعات والشركات في ايام الدورة الشهرية! والتساهل معنا في  الادارات و التعامل معنا بشكل خاص ! نحن من نتحمل دهرا من الالم لننجب نساء ورجال الغد ومن لانتمتع بأي حق استثنائي ! بل على عكس ذلك تسلب منا حقوقنا ..حتى حقنا في الالم!

نحن النساء عظيمات في تحملنا ونجاحنا

قبل يومين صادفت منشورا لصانع محتوى يطعن في صحة ألم الولادة ويفسر ألم نساء المقبلات على الولادة بالتصنع الناتج عن توارثالاجيال لهذه الخرافة..يتحدث في مقاله بثقة دارويين ! وكأنه طبيب تدرع في الطب حتى اكتشف هذه الحقيقة المذهلة! رجل كهذا مصاب بفوبيا النساء لايستحق منا الرد بل يستحق منا الشفقة! يستحق ان نشفق عليه كنساء لأننا عظيمات! عظيمات في تحملنا ونجاحنا رغم ظلم الطبيعة والمجتمع الذكوري.

فيديو مقال لماذا نحن مدينات للطبيعة بالألم؟

 

أضف تعليقك هنا