سنة من التمرد

كبرت سنة

سنة من الخزي والتمرد على مجتمع شكلني كما يريد..مجتمع يجبرني أن أختنق في الجلابيب الطويلة كي لا أثير كائناً لايميزه عني  شيء سوى أنه صاحب السيادة والقرار ،الذي يقرر عني ويستعبدني ..يأخد حصصي من إرث احتاجه أكثر منه لأني قد أترك في الشوارع إنرفضت عبوديته سنة زاد فيها تعبي من مجتمع يجبرني أن اكون دمية..يعاقبني ان رفضت اشباع رغبات زوجي.. ماذا عن رغبتي؟ ويقلل من شأني إن لم أتقن الجلي والطبخ.

لم أعد تلك الطفلة التي تؤمن بالفارس الشهم

ماذا عن ما اتقنه؟ مجتمع يراني غير كفؤ لأشهد عن مارأيته بعيني..وغير أهل لأحكم واتخد القرارات..مجتمع يبرر خيانة الرجل وينصحني بالاهتمام بمظهري كي لايهجرني..ليهجرني..ليذهب الى الجحيم.

كبرت سنة ولم اعد تلك الطفلة التي تؤمن بالفارس الشهم والامير الباسل بل اصبحت الفارسة و الاميرة في حكايتي..ايقنت ان الفارس الشهم لايحقق الامنيات بل يسلبها وان الامير الباسل لايعزني بل يذلني ! فأصبحت محققة احلامي حتى لو كان الطريق طويلا والمعززة نفسها حتى لو لماملك التاج..

لم تعد تغريني حفلات الزفاف 

كبرت سنة و اصبح هدفي كسر القفص لا كسر قفله..تعريت من كل المبادئ التي لا تمثلني..ومن كل المخاوف التي كبرت فيها..وتغيرت كثيرا!  لم تعد تغريني حفلات الزفاف الفخمة و الفساتين البيضاء كما كانت تغريني في طفولتي..لاني ادركت متأخرة ان الحياة اكبر من ان تكون زواج..وان الفساتين و الزغاريد و الضحكات العالية ليست الا لحظة يتبعها عمر من التعاسة والتضحيات والتخلي..

اصبحت تغريني صور نساء يتربعن على عرش المجد..يصنعن المعجزات ويقولون لا للمجتمع الذكوري! اصبحت تغريني قصص لمناضلات افنو عمرهم في الدفاع عن حقوق المرأة..حتى الامومة لم  تعد تغريني ، اصبحت اخشى على ابنتي من مجتمع سيحجمها و يحجم احلامها..و ابني من ان يزرعوفيه افكارهم الذكورية فيفسدو طينته.

كبرت سنة واصطدمت أكثر بالحقائق

كبرت سنة واصطدمت اكثر بالحقائق المؤلمة..تلك الحقائق التي تختبئ وراء صورة  الزوجة الصالحة المرأة المحتشمة والبنت البارة، واكتشفتان الزوجة الصالحة ليس الا قالب يريد المجتمع ان يشكلني فيه ..وان المرأة المحتشمة ليست سوى امرأة يقتلها الخوف من ان تنهشها الذئابالبشرية..وان البنت البارة ليست الا فتاة مطيعة جدا ..وان كل هؤلاء النساء ليسو مثال لاقتدي به  بل ضحيات لاتعاطف معهم ! نعم لسن سوى ضحيات الخوف من ان يثور عليهم المجتمع ويلقبهم بالفاشلات والساقطات و العواق..كبرت سنة واسفقت من تنويم مجتمعي ! وقررت ان احارب ! و سأحارب لاخر قطرة دم.

فيديو مقال سنة من التمرّد

أضف تعليقك هنا