هيئة وعد الآخرة! في وطن يلفظ أنفاسه؟

مؤتمر وعد الآخرة في غزة

إن عنصر المأساة حين يبلغ الذروة، يلجأ الإنسان للضحك لتزويد النفس بشيء من المناعة النفسية، والتي تجعل الإنسان يستخف بما وقع، ويقول الحكماء: إنه ما تكاد المأساة لأي حدث تزيد عن الحد؛ حتى يصبح الموقف باعثاً على الضحك، وهذا ما جسده مؤتمر وعد الآخرة الذي عُقِدَ في مدينة غزة في 30 سبتمبر 2021، والذي جاء بعنوان “مؤتمر وعد الآخرة _ مؤتمر استشرافي لوقائع ما بعد تحرير فلسطين

إلى ماذا هدف مؤتمر وعد الآخرة؟

وهدف المؤتمر بحسب هيئة وعد الآخرة وهي الجهة المنظمة للمؤتمر إلى دراسة واقع فلسطين بعد عملية التحرير ودحر الاحتلال الإسرائيلي منها، وتناول (مؤتمرهم) محورين الأول/ المحور السيادي الذي ناقش القوانين والشرعية التمثيلية للشعب الفلسطيني والموقف الدولي المتوقع لحظة التحرير، وناقش (محورهم) الثاني/اللاجئين وسيناريوهات العودة وحصر المقدرات والتداول النقدي، وبيّنت الهيئة، في تصريح صحفي، أنّ المؤتمر يهدف إلى وضع تصورات واضحة لآليات تأمين وتوزيع مقدرات البلاد والاستفادة منها عند عملية التحرير، ووضع تصور لآليات ملاحقة المجرمين الصهاينة عبر العالم، ووضع اليد على مقدراتهم الاقتصادية المنقولة وغير المنقولة.

هل سيتحقق زوال دولة إسرائيل؟

هناك مسلمة واضحة لا تقبل التأويل أو التفسير أو حتى النقاش فيها وهي أن إسرائيل دولة معادية لكل أحرار العالم عامةً وللشعب الفلسطيني خاصةً، ونتمنى زوالها اليوم قبل الغد، ولكن هناك حقائق ينبغي أن نقف عندها، جاءت هذه الحقائق من دراسة “استشرافية لمستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي: مشروع استشراف مستقبل الوطن العربي محور العرب والعالم” ، والتي اكدت  أن زوال دولة إسرائيل لن يتحقق والمسلمين بأسُهم بينهم شديد، وان بعض حكامهم اشد قسوة على محكوميهم من إسرائيل ذاتها، وطالما أن أهل الحق هم دعاه الباطل في هذا الزمن، ودولة إسرائيل تزداد قوةً ونحن نزداد ضعفاً وهواناً، لأننا فرضنا على أنفسنا الوهن، زوال دولة إسرائيل لن يتحقق وقراءة موازين القوى العالمية يؤكد على متانة وقوة جدار الغرب الداعم لها، في مقابل تهالك وضعف الجدار الداعم للفلسطينيين يوماً بعد يوم.

ماذا يلزم فلسطين بعد التحرير؟

السادة في هيئة وعد الآخرة ردي على مؤتمركم الخاص بإدارة فلسطين بعد التحرير، بتفسير الإمام “ابن باز” لقول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، الآية الكريمة تدل على أن الله تبارك وتعالى لا يُغَيِرُ ما بقومٍ من خيرٍ إلى شر ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا؛ غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والقحط والتفرق وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت: 46]، وقد يكونوا في شرٍ وبلاء ومعاصي ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه ويندمون ويستقيمون على الطاعة؛ فيُغَير الله ما بهم من بؤس وفرقة ومن شدة وفقر إلى رخاء ونعمة واجتماع كلمة وصلاح حال ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال: 53].

الظلم ظلمات يوم القيامة 

أختم مقالي هذا بقول أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربك: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْتَقِمَنَّ مِنَ الظَّالِمِ فِي عَاجِلِ أَمْرِهِ، أَوْ فِي آجلة، ولأنتقمن مِمَّنْ رَأَى مَظْلُومًا يُظْلَمُ، فَقَدَرَ أَنْ يَنْصُرُهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ لَهُ.

اتقوا الظلم فإنه ظُلمات يوم القيامة؛ “لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً… فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ”.

فيديو مقال هيئة وعد الآخرة! في وطن يلفظ أنفاسه؟

أضف تعليقك هنا