إنسان يفكر(2)

قولوا عني ما شئتم ، سيظل يقيني يكفر بهذه المنابر التي جعلتني منقاداً لأفكارها، صرت لم أعد أذهب لأصلي الجمعة خوفاً من سماع تهديدات ووعيد الإله للمستضعفين، لم يعد هناك سوى سوط عذاب يُسمع صراخ من ذاق حدة طعمه، عندما اتصفح أصبح متحنباً حديث يتكلم فيه عن يوم القيامة لأن المواعظ أصبحت للزجر والعتاب فقط.
شعرت بالخوف والحزن أتخيل ذلك اليوم كيف سيصبح حالي فيه؟!!…..إنني خائف.

رحمة ربك وسعت كل شيىء

ولوهلة فكرت ثم فكرت ثم فكرت فعلمت أن الله قال وجوهاً يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة ، أي لا خوف أي لا قلق فما دمت على الصواب فأنت في خيراً على الدوام، وإن من عليه الخوف هو ذاك من جعل الدين بوابة للترويج والتسويق الإعلاني ، و من عليه الخوف هو ذاك الذي جعل الدين عسراً وهو يسراً.
ثم يأتي ناعقون ويقولون كثر الإلحاد!!!!!

لماذا كثر الإلحاد؟ ومن سببه؟

سأتكلم وأقول لطالما سيكثر الإلحاد وسيكثر حتى يصبح كطوفان نوح في الارض إذا ما زال هناك من ينظر لإبن سينا بأنه كافر ، سيكثر ثم سيكثر ثم سيكثر في بلدانكم وفي داخل بيوتكم من أصلابكم ومن تلاميذكم سيكثر حتى تقولوا بقينا قلة مؤمنة وكل هذا سببه بقاء اراذل العقول واصغرها حجماً وأقصرها نظراً الذين يقومون بتضليل و تشويه الإسلام .

كيف تريد ويأتي لك عالماً ملتحي يكفرك بمجرد أنك قلت أن الارض كروية وليست مسطحة ، ومن ثم تقول يا شيخ لما لا تذهب إلى الفضاء وتفعل ما فعله لغيرنا للتأكد ، يصبح كأنه لم يراك لأنه يحفظ ولا يفهم ، وعيبنا إننا أصبحنا حفاظ وليس فهام…..

رجال الدين المضللين ودورهم بابتعاد الناس عن دينهم و تشويه الإسلام ؟

نعود لما كتبناه في المقالة السابقة حول من أتخذوا طريق التفسير للقرآن ، قرأت أحد التفاسير (لا أريد ذكر أسمه) وإذا فيه من العجايب ما أذهلني ، وفي تفسير آية تتكلم عن الحدود فاصبح التفسير مبحثاً خاصاً بتبرير واقعة نزول الآية ، ثم لم يهتم بالحد وشروط إقامته وووووو…..إلخ وما يطول من كلام المفسرين بل إنشغل بشتم الطائفة الاخرى ، فقلت في نفسي عجباً أضاعني عن موضوع مهم وقد أتعرض للحد يوماً وأبينه لكم طالما وأغلب التفاسير هكذا.

حتى لو لم تكن هكذا فهي عبارة عن آراء فلان وفلان وأنت أيها القارئ لك رأي ولي رأي وللآخرين رأي فكلنا نريد أن نفسر ولذلك لا يعلم تأويله إلا الله ، ثم والراسخون في العلم يقولون ربنا إلى آخر الآية يعني أنهم لم يتعرضوا لتأويل القرآن.
إذا لم نحرر فكرنا ونتيقن أن هناك أناس يمارسون دور التحمير لسامعيهم فسوف نظل ننظر لإنجازات الغير وفي عيوننا حسرة عظماء في القدم.

تباً لجميع المفسرين من أكبرهم إلى أصغرهم ، فقد جعلوا ما تقدسه وتنظر إليه أنه إعجاز دينك ليأتي معمم ملتحي ويجعل مفهومه الكبير بقرآن من تأليفه منطلق لتدينك.
فكر أخي سوف تندم.

بقلم: إبراهيم الجودي

أضف تعليقك هنا