القيادة الناعمة في الإسلام هي التي وسعت دائرة المنتمين إلى الإسلام تاريخياً، فالملايين من المسلمين دخلوا الإسلام وتعرفوا عليه من خلال قيم الرحمة والرأفة والأخلاق الفاضلة وحسن الجوار وحرمة الدم والعرض والمال والبر بالآخرين، ولو تأملنا في التجربة الإسلامية التاريخية، لاكتشفنا بوضوح موقع ما يسمى اليوم بالقيادة الناعمة في انتشار الدين الإسلامي ودخول الناس أفواجا في دين الله، بدون فرض وقهر، وإنما بفعل الجاذبية الأخلاقية والسلوكية.. وثمة نصوص قرآنية عديدة، تؤكد هذا المعنى، وتحث عليه، بوصفه الوسيلة الفعالة لنقل الآخرين من موقع الخصومة والعداء إلى موقع الصديق والمؤمن والمنتمي إلى ذات المنظومة العقدية والأخلاقية.. قال الله تعالى: }وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ (سورة الحشر الآية 9).
فالقيادة الناعمة ليست قيادة مستسلمة أو بطيئة أو عمياء، ولكنها قيادة حازمة، حيث يعتمد فيها القادة على سهولة الاتصالات بثقة عالية، ومتعاونين معاً لتنفيذ المهام وصولاً للأهداف المرجوة.
هي عملية تحديد الأهداف والتأثير على الأفراد من خلال الإقناع وبناء مجموعات عمل قوية، والتفاوض معهم في حالة تضمن الراحة والربح للجميع، واحترام اخفاقاتهم، والأخذ بأيديهم، وتحفيزهم باستمرار، وتنظيم طاقاتهم وجهودهم، والاعتراف بمساهماتهم في تحقيق الأهداف والغايات التنظيمية، مع التركيز على المهارات الشخصية. وأيضا تعرف القيادة الناعمة بأنها قيادة مشاركة اتخاذ القرارات، وممارسة السلطة بالرجوع إلى مشاورة الآخرين.
ترتكز القيادة الناعمة على وجود ثلاثة أبعاد رئيسية تتمثل فيما يأتي:
توجد عدة سمات يتمثل فيها القائد في القيادة الناعمة ومنها ما يأتي:
هي أحد المكونات الرئيسية للقياديين الناعمين من خلال شخصيتهم القوية، حيث يقودون الأفراد من خلال التأثير عليهم وتوجيههم، إذ إن الناس بالعادة يقتدون بالقادة الذين يتمتعون بنزاهة لا تشوبها نائبة والذين يستطيعون إدارة حديثة…. كقائد أنت دائما أنت تحت الأعين، فأنت بحاجة لأن تكون قدوة صحيحة من خلال شخصية مستقيمة لكي تتطور كقائد، فالناس يميلون إلى النظر لنقاط الضعف بدلاً من نقاط القوة لدى الآخرين، وبالتالي من الضروري إظهار شخصية قوية للقيادة من المقدمة للتأثير بالآخرين.
وكما تقول ماريان وليا مسون الكاريزما بريقة في الناس لا يمكن للمال شراؤها، حيث إنها طاقة غير مرئية ذات تأثيرات مرئية.
فواحدة من أعظم خصائص القيادة الناعمة هي جاذبية القياديين، فالقادة الناعمون يصنعون من الآخرين أناسا أكثر أهمية وقيمة من خلال الجاذبية التي يتمتعون بها، حيث إن هذه الجاذبية تساعد القادة في التواصل مع الآخرين.
هو أحد المكونات الرئيسية للقادة الناعمين، لأن الضمير الحي يجعلهم متميزين عن القادة الآخرين، حيث يتوقع الناس من القادة أن يكونوا أخلاقيين ومسئولين كما أنهم يتطلعون إلى القادة أصحاب الضمائر اليقظة.
هي عنصر أساسي آخر للقيادة الناعمة والتي بدونها لا يستطيع القادة الناعمون القيادة بنجاح، إن قناعتهم هي التي تدفع بهم إلى الأمام، وتجعل موظفيهم يتقدمون نحو تحقيق الأهداف.
هي الفضيلة الأولى، لأنها تجعل كل الفضائل الأخرى ممكنة، فالشجاعة ضرورية للجميع، وأيضاً عنصر رئيسي للقادة الناعمين، حيث إنها تتطلب ثقة الموظفين.
يعتمد نجاح القيادة الناعمة على التواصل أكثر من أي شيء آخر، فبدون الاتصال الفعال لن يستطيع القادة التعبير عن أفكارهم وآرائهم وإقناع الآخرين باتباعهم، فالاتصال هو العمل الحقيقي للقيادة.
عندما ننظر إلى القادة الناعمين نجدهم ممتلئين بالعطف والرحمة بالآخرين، فلقد غيروا وجه العالم من خلال شفقتهم وتعاطفهم، فالتعاطف يعني أن تهتم حقا بمن هم تحت مسئوليتك دون انتظار أي عوائد.
يتمتع القادة الناعمون بخاصية عظيمة وهي خاصة الالتزام، إذ أن التزامهم الراسخ بقضايا الآخرين هو الذي يحظى بالإشادة، والالتزام هو مفتاح النجاح لأي أمر قد يبدأ به الإنسان.
يوجد عدة مهارات للقيادة الناعمة تتمثل فيما يأتي:
لكي تكون قيادتنا ناعمة في المجال التربوي على مستوى الإدارات أو مكاتب التعليم أو المدارس علينا أن نخلص إلى معرفة بعض من مواصفات القيادة في المجال التربوي كما يأتي:
ضرورة اختيار القادة ممن تتوفر فيهم مواصفات القيادة الناعمة، وممكن يمتلكون الخبرة والصفات والخصائص التي تؤثر على المرؤوسين لمواكبة التطورات في دول العالم خاصة المتقدمة منها، وممن يدركون بأن القيادة ليست إصدار أوامر بل إنها تنطوي أيضاً على القيادة بالقدوة واجتذاب الآخرين لتحقيق الغايات والرؤى المشتركة، كما نحتاج لممارسة قيادة تساهلية غير متشددة في جوانب متعددة في إدارة العمليات التربوية المختلفة وفي مختلف المستويات.
تتمتع القيادة الناعمة بسمات ومهارات مختلفة بشكل كبير عن القيادة الصارمة، وتتمثل هذه الفروقات فيما يأتي:
يمكن أن نجمل القول بأن القيادة والسيطرة الهرمية لم تعد تعمل هذه الأيام، فهذه هي أيام التواصل والتفاوض والتيسير والتنسيق والتعاون والتقدير والاعتراف بإنجاز المهام بنجاح، فالقيادة لا ينبغي أن تتمحور حول الذات بل يجب أن تركز على الآخرين، فهي ليست وسام شرف، لكنها وظيفة تنطوي على مسئولية اتجاه الآخرين. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد