يُعرّف التسويق الفيروسي بأنه مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى إنشاء رسالة تسويقيّة مثيرة للاهتمام وسريعة الانتشار بحيث تدفع العملاء والمستخدمين إلى ترويجها بالنيابة عن الشركة، يتميّز المحتوى الفيروسي بأنه يجذب اهتمام العملاء على الفور، ويدفعهم إلى مشاركته مع الأصدقاء والعائلة إمّا شفهيًا أو عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد يكون هذا المحتوى مضحكًا أو محزنًا أو مشوّقًا أو تعليميًا مفيدًا.
لقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص أهم قنوات التسويق الفيروسي، لِمَا تتيحه من سهولة المشاركة وسرعة الانتشار، وصحيح أن إنشاء المحتوى الفيروسي يمر بخطوات محددة، ولكن نجاحه قد يحتاج إلى شيء من الحظ.
فقد تضع بعض الشركات استراتيجية متكاملة لإنشاء المحتوى الفيروسي ولا تنجح في ذلك، وقد تنتج شركات -أو حتى أفراد- محتوى عاديًا ولكنه يتحول دون قصد منها إلى محتوى فيروسي نتيجة لسرعة انتشاره ومشاركته بين مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
لا يوجد تقسيم محدد لأنواع التسويق الفيروسي، فكل شكل من أشكال المحتوى يحظى بانتشار سريع وواسع يمكن وصفه بأنه “فيروسي”، مع ذلك يمكن القول إن التسويق الفيروسي يشمل الأنواع التالية ولا يقتصر عليها:
يتسم هذا النوع من التسويق بعفويته، إذ تنتج الشركة محتوىً تسويقيًا عاديًا -في ظنها- ثم يتحول بين ليلة وضحاها إلى محتوىً فيروسيّ يملأ مواقع التواصل الاجتماعي وتتناقله الألسنة في كل مكان، يعتمد التسويق العفوي على كثير من الحظ في ظل غياب التخطيط أو حتى النية والقصد من الشركة المنتجة له.
لقد لاحظت الشركات ما للتسويق الفيروسي من أثر هائل وفوائد جمّة، لذلك سعت جاهدةً إلى إنتاجه عبر سلسلة من الخطوات التي تقوم على دراسة الجمهور المستهدف، واختيار التوقيت المناسب والقناة التسويقيّة الملائمة، ولكن كل ذلك لا يضمن نجاح هذا النوع من التسويق، فميول المستخدمين وسلوكهم ما زال يمثل لغزًا يحيّر المسوّقين.
يُعد الإنسان كائنًا اجتماعيًا بطبعه، وعندما يتولد لديه شعور معيّن بالفرح أو الحزن أو غير ذلك، فإنه يحب أن يشارك هذه المشاعر مع الآخرين، وهذا هو المبدأ الذي يعتمد عليه التسويق الفيروسي العاطفي، يشمل هذا النوع من التسويق استغلال العواطف الإيجابيّة مثل الفرح والضحك والتفاؤل، وكذلك العواطف السلبيّة مثل الحزن والغضب، من أجل تشجيع المستخدمين والعملاء على مشاركة المحتوى مع أصدقائهم ومعارفهم.
يسعى هذا النوع من التسويق إلى إحداث ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وهو يشبه ما يفعله الممثلون والمغنون من إطلاق تلميحات -وأحيانًا أخبار كاذبة- قبيل إطلاق أفلامهم أو ألبوماتهم الغنائيّة من أجل الترويج لها.
لقد باتت العديد من الشركات تسعى إلى استغلال التسويق الفيروسي لما له من مزايا كثيرة وفوائد جمّة. مع ذلك، يمكن القول إن التسويق الفيروسي يتميّز عن غيره من أساليب التسويق الأخرى بكونه:
على غرار جميع الأنشطة والأساليب التسويقيّة الأخرى، ينطوي التسويق الفيروسي أيضًا على بعض العيوب إلى جانب مزاياه الأخرى الكثيرة، ويمكن تلخيص هذه العيوب في ما يلي:
ذكرنا سابقًا أن التسويق الفيروسي يعتمد في جزء كبير منه على الحظ، ولكن ذلك لا يمنع محاولة إنشاء حملات مخططة ملائمة لجمهورك المستهدف، واختيار التوقيت الملائم والقنوات التسويقيّة المناسبة، فكلها من عوامل نجاح هذه الحملات. وبشكل أساسي، يمر تصميم حملات التسويق الفيروسي بالخطوات التالية:
لجمهورك احتياجات واهتمامات خاصّة يجب عليك اكتشافها وصناعة محتوى يثيرها أو يلبيها، حتى تضمن انخراطه في حملتك التسويقية، لا بدّ أيضًا أن جمهورك يتواجد في منصات تسويقية محددة أكثر من غيرها، وهو ما يوجب عليك استهدافهم في هذه المنصات. على سبيل المثال، إذا كان جمهورك يستخدم منصة اليوتيوب بكثافة، فربما يجدر بك التفكير مليًا في كيفية إنشاء فيديو فيروسي على موقع اليوتيوب.
قد يكون إنشاء حملة فيروسيّة بدون الاطلاع على التجارب السابقة أو الاستلهام من تجارب الآخرين أمرًا صعبًا للغاية، يمكنك في هذا الصدد الاطلاع على الحملات التسويقية التي نفذها المنافسون في ذات المجال لاكتشاف اهتمامات الجمهور في مجال عملك، وأسباب تفاعلهم معها، ومحاولة محاكاتها.
من بديهي القول أن استلهام تجارب الآخرين يختلف عن تقليدها أو إنتاج حملات تسويقيّة مماثلة، علمًا أن هذا النوع من السلوك قد يؤدي إلى حملة فيروسيّة فاشلة، فالحملات الفيروسيّة لا تتكرر مرتين، كما أنه قد يتسبب بردود فعل سلبيّة من العملاء والمستهلكين.
تتنوع أهداف الحملات الفيروسيّة، فمنها ما يهدف إلى تحسين الوعي بالعلامة التجارية، ومنها ما يسعى إلى استقطاب عملاء جدد، ومنها ما يكون بغرض الترويج لمنتجات أو خدمات معيّنة قبل طرحها أو تدشينها. ولكن بأي حال، يُعد تحديد الهدف من أي حملة فيروسيّة ضروريًا لنجاحها، وصياغتها على نحوٍ ملائم للجمهور المستهدف، ناهيك عن تحديد المعايير المستخدمة في قياس مدى نجاحها.
المحتوى الفيروسي هو محتوىً مميّز قادر على جذب انتباه الجمهور، ويدفعهم إلى مشاركته مع الأقارب والأصدقاء. مع ذلك، قد يأخذ هذا المحتوى أشكالًا متعددة بحسب طبيعة جمهورك المستهدف والقناة التسويقيّة المستخدمة. لإنشاء محتوى فيروسي يساعدك على تحقيق أهدافك التسويق، ربما يجدر بك اتباع الخطوات التالية:
تمثل الإجابة على هذا السؤال مفتاح صناعة محتوى فيروسي ناجح. اعرف طبيعة المحتوى الذي يفضله جمهورك والمنصات التي يستخدمونها. هل يفضلون القراءة أم مشاهدة الفيديوهات؟ هل يستخدمون فيسبوك أم تيك توك؟ ما هي الموضوعات التي تثير اهتمامهم؟ الطبخ أم الموضة أم الترفيه. جميع هذه الأسئلة تساعدك على اكتشاف جمهورك على نحو أفضل وتمكّنك من صناعة محتوى ملائم لهم.
هل تسعى لتعزيز وعي الجمهور بعلامتك التجارية؟ استقطاب المزيد من الزوار إلى موقعك الإلكتروني؟ تحقيق المزيد من المبيعات؟ أيًا كان الهدف الذي تسعى إليه، فيجب أن يكون واضحًا لديك منذ اللحظة الأولى، لأن شكل المحتوى وطبيعته سوف يختلفان باختلاف الهدف.
ما هي المشاعر التي سوف تعمل على استغلالها؟ مشاعر الفرح أو الضحك، أم الحزن. تعتمد إجابة هذا السؤال على طبيعة جمهورك وكذلك على طبيعة الموضوع الذي يناقشه المحتوى، ولكن بأي حال، يجب أن يكون المحتوى قادرًا على لفت انتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى، إمّا باستخدام عناوين جذابة، أو عناصر بصريّة مبهرة، أو غير ذلك من أساليب الترويج.
إذا كنت تريد أن تضمن نجاح حملتك التسويقية، فيجب أن تتحيّن الوقت الملائم لنشر المحتوى والذي يتواجد جمهورك خلاله في المنصات المستهدفة، كذلك يجب أن يتزامن المحتوى الفيروسي مع الأحداث التي يناقشها ويتطرق إليها. على سبيل المثال، إذا صنعت محتوًى فيروسيًا تطلب فيه من الجمهور توقع نتائج مباراة كرة قدم للفوز بجائزة معيّنة، فلن يكون مجديًا نشر هذا المحتوى بعد انتهاء المباراة.
لإنشاء المحتوى الفيروسي، يمكنك اللجوء إلى فريق التسويق لديك، أو توظيف مسوق محترف من خلال موقع مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، لتصميم حملات تسويق فيروسيّة تراعي مواردك المالية وتلائم جمهورك المستهدف.
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد