مفهوم الضغوط المهنية وأسبابها

يقول الله تعالى في كتابه العزيز (لقد خلقنا الإنسان في كبد) سورة البلد:4، فالإنسان يعاني المشقة في أمور الدنيا، فيكابد ويعاني فيها مشكلاتها المختلفة، طبيعة هذه الحياة تجعله واقعا تحت تأثير مواقف ضاغطة، والأفراد على اختلافهم هناك من لديه سمات شخصية تجعله أكثر عرضة وتأثرا بتلك المواقف، ومنهم من لديه القدرة على التحمل والمواجهة لها، ولعل أكثر ما يكون سبباً لهذه المواقف الضاغطة هو مجال عمل الإنسان الذي يعتبر مصدر شعوره بالأمن واشباع حاجاته والذي يقضي فيه معظم عمره فيناله منه من الضغوط والقلق والإحباط ما يُكدّرُ عليه حياته ويُنهك جسمه وعقله. مقال يتحدث عن الضغوطات المهنية ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن علم نفس من هنا.

بداية، ما المقصود بالضغوط المهنية؟

يمكن القول بأنها “تلك الحالات التي تجمع بين القلق والتوتر والارتباك والتي تواجه الفرد العامل في مواقف حياته العملية، والتي تجعل العامل ينحرف عن الأداء المعتاد في عمله بالاتجاه السلبي، مما يؤدي به إلى عدم التوافق بين قدراته وإمكاناته كعامل وبين طبيعة عمله مقارنة بالإمكانيات المتاحة له” (النعاس، 2008)

وما العوامل المسببة للضغوط المهنية؟

إن العوامل المسببة للضغوط المهنية تتعدد بتعدد طبيعة المهن والأعمال في المنظمة التابع لها الفرد وأيضا تتعلق بطبيعة الأفراد أنفسهم وتكوين شخصياتهم وما يمتلكون من استعدادات وقدرات تجعلهم يتمكنون من مواجهة هذه الضغوط، ويمكن تصنيفها إلى:

  1. العوامل التنظيمية: ويقصد بها تلك العوامل المتعلقة بالمنظمة وإدارتها والتي تكون مصدر ضغط سواء للفرد العامل فيها كأعباء المهام والأدوار المكلف بها، عدم اتزان كمية العمل ونوعه مع قدرات الفرد وإمكاناته بالزيادة أو النقص كأن يكلف بمهام ومتطلبات أعمال كبيرة تفوق طاقته وقدراته مما يؤدي إلى الإرهاق الجسمي والنفسي أو الوقوع بأخطاء وحوادث في العمل أو نقص في أدائه وانتاجه، أو التقليل من مهامه والأدوار التي يمكن أن يقوم بها انتقاصا من قدراته فهذا سيشعره بأنه مهمل وليس له أهمية فيرتفع ضغط العمل ويحس بالملل وعدم الارتياح. (المرسومي، 2019)، ومن العوامل التنظيمية أيضا: (الاختلاف المهني، غموض الدور، تعارض الدور، عبء العمل، المسؤولية عن الأفراد، المستقبل الوظيفي، الافتقار إلى المشاركة في اتخاذ القرارات، المساندة الاجتماعية) (النعاس، 2008).
  2. الخصائص الذاتية للفرد: إن حقيقة الفروق الفردية يقرها علماء النفس والمنطق وأكدها الباحثون في دراساتهم، ومنها ما قام به الدكتور روزنمان المدير المساعد في أمراض القلب في مستشفى سان فرانسيسكو أنه يوجد فصائل للشخصية كما توجد فصائل للدم تدعى أنماط سلوك الشخصية فهناك أشخاص يتميزون بالإقدام والتنافس والمثابرة والاقبال على العمل، يتحدث بانفعال ويستعجل الآخرين  لتنفيذ ما يقولونه كما أنه يكافح لإنجاز أكبر عدد من المهام في أقل وقت وهو غير صبور ويكره الانتظار وفي صراع، لذا فإن صحته ضعيفة ومعرض أكثر من غيره للإصابة بمرض القلب وتصلب الشرايين والدورة الدموية نتيجة لتأثره بضغوط العمل واستجابته لها بقدر أكبر، بينما هناك نمط شخصية آخر هو هادئ الطباع مسترخي الأعصاب يتميز بحساسية الطباع والتفوق العلمي لذا يقل تعرضه لأمراض القلب والدورة الدموية. (المرسومي، 2019)

على ضوء ما تقدم، فإن الفرد والمنظمة هما المحوران الأساسيان في موضوع ضغوط العمل، حيث إننا نتكلم عن ضغوط العمل بصفة خاصة وليست عن الضغوط بصفة عامة، مع الاعتراف بوجود عوامل أخرى خارج هذين المحورين، الفرد والمنظمة، فإن هذه العوامل الخارجية والتي غالبا ما تكون مرتبطة بالبيئة من الممكن ربطها بهذين المحورين. (هيجان، 1998) (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

المراجع:

  • القرآن الكريم
  • النعاس، عمر مصطفى محمد (2008). دراسات في الضغوط المهنية والصحة النفسية. ط1. جامعة 6 أكتوبر، الإدارة العامة للمكتبات.
  • هيجان، عبد الرحمن أحمد محمد (1998). ضغوط العمل مصادرها ونتائجها وكيفية إدارتها. معهد الإدارة العامة، الرياض.
  • المرسومي، عبد المنعم جابر حامد (2019). الضغوط المهنية لدى أعضاء هيئة التدريس في كلية المعارف الجامعة. مجلد 29

بقلم: هيفاء رضوان ساير الأعرج

 

أضف تعليقك هنا