هل ساهمت السياسة بتمزيق روابط المجتمعات العشائرية في العراق؟

بقلم: عادل الشرار

عرفت السياسة بأنها العلاقة بين الحكام والمحكومين في الدولة، وعرفت أيضاً بأنها طرق وإجراءات مؤدية إلى اتخاذ قرارات من أجل المجتمعات والمجموعات البشرية، لكن السؤال هنا هل ساهمت السياسة بتمزيق روابط المجتمعات العشائرية وتعطيل الكثير من العادات والتقاليد في ظل استغلالها لتنفيذ أجندات وترويجها لبعض الشخصيات السياسية في العراق ؟

نظام دعاوى العشائر في العراق

عندما تعرض العراق للاحتلال البريطاني في عام 1914، وحينما دخل الاحتلال البصرة وضعوا فيها نظاماً للعشائر في عام 1916، وحين وصلوا بغداد أسسوا نظاماً عاماً أُطلق عليه اسم نظام “دعاوى العشائر” في عام 1918. وكان هذا النظام يمنح شيخ العشيرة السلطة في القضايا التي تحصل في الريف العراقي. ويشكل الشيخ مع مجموعة من وجهاء العشيرة “لجنة” فإذا حصلت جريمة أو اعتداء أو قتل، فاللجنة هي مَن يقرر “الدية” أو “الفصل” وقد يهجَّر المعاقَب من المنطقة لفترة معينة.

كيف أصبحت حال المجتمعات العشائرية العراقية من الماضي إلى الآن؟

تعتبر العشيرة من اقوى الروابط كونها تقوم على اساس بايلوجي يربط بين أفرادها الدم والنسب وتحكمها الكثير من العادات والتقاليد التي تشمل كافة المفاصل وتعالج جميع المشاكل وتشجع على التسامح والتواصل وتعزيز الكرم والعطاء من خلال إكرام الضيف او مساعدة الفقير والمحتاج لكن مع مرور الوقت بدأت العشيرة تتأثر بالواقع العراقي والتغيرات السياسة بعد حدوث الكثير من الحروب والصراعات الداخلية بين الطوائف والأحزاب الأمر الذي دفع بعض وجهاء وأفراد بعض العشائر للسعي نحو النفوذ والحصول على حصانة لحماية أنفسهم في البداية لكن ولأنه لا يوجد شيء مجاني بدأت الأحزاب في استغلال حاجة وميول الناس من أجل الترويج لمشاريعهم وحملاتهم الانتخابية وتطور الأمر إلى أن أصبح بعض وجهاء العشائر يملك سيارات دفع رباعي وحمايات وعقارات واموال طائلة دون الاكتراث إلى أهالي العشيرة التي يمثلها.

وبدأ هذا المرض بالانتشار في المجتمعات مع أننا نشهد وجود العديد من الشخصيات المعروفة بالنزاهة وعدم الخضوع للمال السياسي وتعرضت هذه الشخصيات للمحاربة واختطاف بعضهم واغتيال عدد من الشيوخ الذين تظاهروا ضد الفاسدين ، لكن فئة لا بأس بها تركت عباءة العشيرة وتجاوزت العادات والتقاليد من أجل المكاسب والمطامع الشخصية الأمر الذي جعل الكثيرين يشعر بالسخط وعدم الرضا بتعامل العشيرة في ظل إهمال مشاكل واحتياجاتهم التي كانت العشيرة في وقت ما متكاتفة ولا تميز بين الغني والفقير ولا بين القوي والضعيف وفي ذلك قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحق، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”. ويبقى السؤال في ظل انتشار الفساد والمال السياسي هل سنشهد نهاية لدور العشيرة والتوجه نحو المدنية ؟ أم هو دعم العشيرة لمواجهة السلطة والقانون؟ (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: عادل الشرار

 

أضف تعليقك هنا