التاريخ اليهودي والأسلوب الذي اتبعوه حتى وصلوا إلى فلسطين وأقاموا دولة بها

بقلم: سهيله عمر

أقسام اليهود

استعرض في مقالي هذا التاريخ اليهودي والاسلوب الذي اتبعوه حتى وصلوا الى فلسطين وأقاموا دوله بها: اليهود حاليا مقسمون إلى قسمن: سامين واشکیناز (غير ساميين). واليهود الساميون أصلهم مختلف فيه. من المؤرخين من جعلهم ساميون وينسبونهم إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي خرج مع والده من «اور» في جنوبي العراق.

وتوجهوا إلى حران شمالي سوريا. وهنالك توفي والد سيدنا ابراهم عليه السلام الذي يختلفون قي اسمه كذلك. ثم هاجر سيدنا ابراهيم إلى أرض کنعان حوالی سنة ۲۰۰۰ ق. م. ومن نسله جاء بعقوب (إسرائيل) ثم سيدنا بوسف عليه السلام الذي وصل إلى مركز كبير في مصر يشبه منصب وزير الزراعة في عصرنا. وبقى بنو اسرائيل لابثين في مصر حتى أخرجهم منها سيدنا موسی عليه السلام. وهذه الرواية هي التي يميل معظم علماء اليهود العلماء اليهود الى تأكيدها.

بينما يذهب مؤرخون اخرون ان اليهود هم خليط متنوع من الناس جمعهم الحرمان. كانوا يغيرون على الدول الكنعانية ومع الايام شكلوا فرقه من الناس. واصبحت لهم لغة من خليط من اللغات القديمة، لغات الاشوريين والفينيقيين والكنعانيين.

 دين اليهود

من الجدير بالذكر ان اليهودية دين مغلق في وجه أي منتسب حديد. والمبادئ التي تحكم السلوك اليهودي “التلمود” سريه ولا يجوز الاطلاع عليها لغير اليهودي.

تاريخ اليهود

إذا اخذنا تاريخ اليهود الساميين بدءا من النبي موسى عليه السلام معتمدين على روايات الكتب المقدسة نجد ان سيدنا موسى كان يعيش في مصر مع قومه لاجئين بني اسرائيل هناك. ثم خرج فارا على راس قومه هاربين من فرعون وجنوده باتجاه فلسطين. ومات موسى وقومه تائهون في الصحراء ولم يستطيعوا ان يدخلوا فلسطين.

ثم في زمن سيدنا داوود عليه السلام حوالي سنه الف قبل الميلاد دخلوا القدس ولكنهم لم يسيطروا على كل فلسطين. ولم يلبثوا بعهد سيدنا سليمان ان انقسموا الى دول وممالك. وممالكهم التي يتغنون بها لم تتعدى مدينه وعده قرى. أي انهم كانوا يطلقون على شيخ القبيلة لقب ملك. ومن اشهر ممالكهم مملكة السامرة ومملكة يهوذا.

ولقد اغار سرجوس الاغريقي على السامرة سنه 721 ق م واحتلها. واغار بختنصر على مملكة يهوذا التي كانت عاصمتها اورشليم عام 586 ق م وحطم الهيكل واقتاد اليهود أسري الى بابل. أي انه امه بكاملها كانت لاجئه في مصر، ثم تنقل بمجموعها اسيره مسببيه في بابل.

وهناك في بابل رسخ اليهود في اذهانهم قصه الوعد وارض الميعاد. كانوا يحاولون العوده الى فلسطين. ولكن فلسطين الحقت سنه 550 ق م الى دوله الفرس. وفي سنه 160 م احتلها الرومان وبقت كباقي دول الشام دوله عربيه محتله من قبل الرومان وتابعه لهم حتى فتحها المسلمون ودخل اهلها الاسلام ومازالوا الأكثرية حتى اليوم.

أصل اليهود الساميين والصهيونيون

هذا أصل اليهود الساميين. اما الصهيونيون الذين يشكلون أكثر من 82 بالمئه من سكان اسرائيل فهم اشكناز، اي يهود غير ساميين حنى بإقرار المصادر اليهودية. فقد توافدت في القرن الميلادي الاول مجموعات من العروق التركية المغولية والفنلندية قادمه الى اوروبا من اسيا عبر الاراضي الواقعة شمالي بحر قزوين والبحر الاسود وشكلوا في المناطق الواقعه الى شرقي اوروباما بين البحر الاسود وبحر قزوين مملكة قويه عرفت بمملكة الخزر. لهذا بحر قزوين كان يسمى ببحر الخزر. وكان الخزر وثنيين متساهلين دينيا ففضلوا اليهودية التي حرفت على يد الحاخامات اليهود على اليهودي والاسلام.

وقد عاشت دوله الخزر ما يقارب الخمسمائة عام وسيطرت على بلاد واسعه وبلغت ذروتها في القرن التاسع الميلادي. ثم تمكن السلاف بعد حروب طويله القضاء عليها عام 965 م. وتفرق الخزر اليهود الى جماعات متفرقه عاشت داخل المجتمع الروسي وكانوا وراء معظم الفتن في روسيا. وانتشر قسم كبير منهم الى دول اوروبا الشرقية ومنها انطلقوا الى كثير من دول العالم وخاصه امريكا. وهؤلاء هم اليهود الذين يتوافدون الى فلسطين ويدعون ان لهم حقا مكتسبا فيها.

المدّة التي أقام بها اليهود الساميون في فلسطين؟

اذن اليهود الساميون لم يحكموا فلسطين كلها يوما والفترة التي اقاموا بها مملكة هي فتره قصيره حدا هي فتره حكم سيدنا داوود وسليمان. والمملكة لم تكن تتجاوز مديه او قرية وضواحيها. أي كانت اشبه بالقبائل المستوطنة. ولم يكونوا سكان اصليون بل كان وضعهم طارئ بها. وان اليهود الذين قدموا الى اسرائيل السنوات الأخيرة سواء من دول واربا الشرقية او روسيا لا يمتون بصله الى العرق السامي او اليهودي.

هل كان اليهود وراء معظم الحركات السرية والطوائف المذهبية؟

ونتيجة طبيعية لعقيده اليهود وشعورهم بالنقص والحرمان مع اعتقادهم انهم متميزون تحولوا لعناصر فتن في كل دوله يحلون بها واشتهروا بتنظيم الحركات السرية وكانوا وراء معظم الفتن في التاريخ. وهم وراء معظم الحركات السرية والطوائف المذهبية التي شذت عن الاسلام لإضعافه.

عندما ضعفت اخلافه الإسلامية واضحت قياده العالم بيد الامم المسيحية نقلوا نشاطهم الى تلك البلاد. ولم يستطيعوا حتى شراء فلسطين بأموالهم. وقد قاد هرتزل الحركة الصهيونية في اواخر القرن التاسع عشر. وقد رفض السلطان عبد الحميد استقباله وأرسل اليه الكلام المذكور فيما بعد عن طريق صديقه نيولنسكي وورد في يوميات هرتزل. قال السلطان عبد الحميد لنيولنسكي ما مختصره:

((انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا))

تأسيس وطن قومي لليهود

بعدما يئس اليهود من السلطان عبد الحميد استطاعوا بواسطة يهود الدونما القيام بانقلاب عليه وحمل اليه خطاب الاعتزال يهودي منهم “قره صو”. ولم يكن السلطان عبد الحميد جاهلا للأسباب التي ادت الة عزله. فقال في كتاب الى الشيخ محمود ابو الشامات يذكر له فيه ما عرض عليه زعماء جمعيه الاتحاد (جون تورك) مقابل السماح لليهود بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. وهذا ما ورد في رسالته للشيخ محمود ابو الشامات:

((انني لم اتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما سوى امضايقه رؤساء جمعيه الاتحاد المعروفة ب “جون ترك” وتهديدهم فاضطررت واجبرت على ترك الخلافة. ان هؤلاء الاتحاديين أصروا على تأسيس وطن قومي لليهود في الارض المقدسة “فلسطين”. ورغم اصرارهم لم اقبل بصوره قطعيه هذا التكليف. واخيرا وعدوا بتقديم 150 مليون ليره انكليزيه ذهبا فرفضت هذا التكليف بصوره قطعيه. وقلت لهم:”انكم لو دفعتم لي ملا الدنيا ذهبا فلن اقبل بتكليفكم بشكل قطعي.

لقد خدمت الامه الإسلامية والامه المحمدية ما يقارب الثلاثين عام ولن اسود صحائف المسلمين ابائي واجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين. لذا لن اقبل بتكليفكم بشكل قطعي”.وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي وقالوا لي انهم سيبعدونني الى سلانيك ووافقت على هذا التكليف الاخير. وحمدت الله انني لم اقبل ان الطخ تاريخ الدولة العثمانية بهذا العار الابدي الناشئ  عن تكليفهم بإقامه دوله يهودية في الاراضي المقدسة فلسطين))

زعماء اليهود

كان زعمائهم يعقدون الاجتماعات السريه ليضعوا اسس التعاون فيما بينهم ويرسخوا الخطط التي توصلهم لأهدافهم. ولعل اهم اجتماع كشف امره وذاع سره هو مؤتمر بال في سويسرا سنه 1897 الذي اكتشف فيه امر “بروتكولات حكماء صهيون”.

كانوا ينقلون مراكز قيادتهم السرية لنقاط تركيز نشاطهم من فرنسا الى انكلترا الى امريكا. وكان محط رحالهم الاخير في الولايات المتحدة الأمريكية فهي القوه التي ستحكم العالم. وقد قال احد الكتاب المسيحيين ” شيريب سبيريدوفيتش” في كتابه:

((السيد برسبين يؤكد اننا لن نقبل بجماهير الاسيويين. غير ان الواقع يكذب ما ذهب اليه. اذ ان اسوا انواع اليهود المغول الاسيويين يتدفقون على الولايات المتحدة الأمريكية ليل نهار وكثير من المكاتب اليهوديه تزور جوازات السفر لليهود. فالمهاجرون الى نيويورك قلما يكونوا من غير اليهود ويتظاهرون انهم بولنديون او روس او أيرلنديون))

دولة إسرائيل

واليوم قطعت الصهيونية العالمية شوطا كبيرا في مخططاتها وجاءت اسرائيل مولودا غير شرعيا لتأمر الدولي على الحق العربي. ولكن احلام الشعب المختار أكبر من فلسطين. قال الدكتور ناحوم غولدمان:

“لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي  بالنسبه لهم. ولا لان مياه البحر الميت تعطي سنويا بفضل التبخر ما قيمته ثلاث الالاف مليار دولار من المعادن واشباه المعادن. وليس لان مخزون ارض فلسطين من البترول يعادل عشرين مره مخزون الأميركتين مجتمعتين. بل لان فلسطين هي ملتقى طرق اسيا واوربا وافريقيا. ولان فلسطين هي نقطه الارتكاز لكل قوى العالم. ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم”

تكبّر اليهود وغطرستهم

باختصار اليهود يعتقدون انهم فوق البشر وافراد باقي الشعوب يسمونها “غوييم” خلقوا ليكونوا عبيدا لبني اسرائيل. ومعتقداتهم تبيح لهم اسوأ الوسائل لتحقيق اهدافهم مما لا يقره أي دين سماوي او مبدا اخلاقي.

لقد خلقت اسرائيل في ظروف معينه جعلت الدول الكبرى التي لا تتفق على قضيه تتفق على ايجاد اسرائيل. ومع ان كثير من الزعماء كان لهم مصلحه مع الصهيونية العالمية، لكن كثير منهم كانت تسيطر عليهم فكره الشفقة. ومع كل مظاهر القوة لدى اسرائيل فهي ما زالت تعيش على المساعدات الخارجية. ولو انقطعت هذه المساعدات لفقدت الدولة الهجين تلقائيا مقومات وجودها.

عوامل ضعف إسرائيل

ان العقائد التلمودية اليهودية وعدم احقيه اسرائيل في ارض العرب وقله عدد اليهود في العالم وكون الدوله اليهوديه قامت على المساعدات الخارجية كلها عوامل ضعف لإسرائيل. لكن الدول الكبرى ما زالت تصر على موقفها من الكيان الاسرائيلي.

ان اسرائيل تحمل شعار “علي وعلى اعدائي”. ولا مانع لديها لجر العالم كله الى حرب عالميه ولكن لا تستطيع التورط في أي حرب بها دمارها. والتوازن الدولي ممكن ان يسمح للعرب مجابهه اسرائيل والمخططات الصهيونية منفردين.

واقع العرب وقوّتهم

ختاما ان قوه العرب الذاتية أكبر من كل تصور. فلدى العرب من العلماء والمهندسين والاطباء والضباط والمخترعين اضعاف ما لدى اليهود. وهم يجودون بأرواحهم رخيصة ثارا لكرامتهم وفي سبيل دينهم وارضهم وشهدائهم واسراهم. ان اتحاد العرب وتوحيد جيوشهم وكفاءاتهم وتوظيف طاقات الامه العربية كفيل ان يحول واقع الهزيمة الى نصر.

قال تعالى:”وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ” [email protected]

بقلم: سهيله عمر

 

أضف تعليقك هنا