النوم والدماغ

بقلم: إيمان جبر مخيرز

النوم يستغرق نحو ثلث حياتنا، لكن الكثير منا لا يعيره اهتماماً كبيراً، وهذا الإهمال نابع من اعتقادنا أن الوقت المستغرق في النوم يعتبر وقتاً ضائعاً، إلا أن فترة النوم هامة جداً حيث يوازن الجسم خلالها كافة أجهزته الحيوية ويضبطها، مؤثراً على التنفس وكل شيء معه.

النوم والدماغ

فالنوم ضروري جداً للدماغ، حيث أن خمس دم أجسامنا يُبث إلى الدماغ حالما نغفو، وما يحصل في دماغك وأنت نائم، هي ذروة النشاط لإعادة الهيكلة الضرورية لعمل الذاكرة.

عالم نفس هیرمن إبنگهاوس، أثبت أننا في العادة ننسى 40% من المعلومات الجديدة في الـ20 دقيقة الأولى، وتلك الخسارة تحد من قدرتنا على الاحتفاظ بالذكريات الخاصة بنا في الذاكرة طويلة الأمد، حيث أن الاحتفاظ عادة يكون بمساعدة جزء هام من الدماغ يُعرف بالحصين، فالحصين له الدور الأكبر في تكوين الذكريات طويلة الأمد، فهو معني بترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، مثل الحقائق والمفاهيم، أكثر من الذاكرة الإجرائية، المتعلقة ببعض المهارات الأدائية.

لماذا نتذكر بعض الأمور دون الأخرى؟

هناك عدة عوامل تُؤثر على حجم وفعالية الاحتفاظ بالذكريات، كالمشاعر التي تتولد تحت الضغط، فبالتأكيد سنتذكرها بشكل أفضل وذلك بسبب وجود رابطة بين الحصين والعواطف، لكن أحد أهم العوامل المسؤولة عن ترسيخ الذكريات في الذاكرة طويلة الأمد، هو النوم.

تأثير إهمال النوم على الدماغ

يتكون النوم من أربعة مراحل، أعمقها يعرف بنوم الموجة البطيئة، وقد وُجد أن النبضات الكهربائية تتحرك بين جذع الدماغ والحصين والمهاد والقشرة، والتي تعمل كمحطات نقل لتكوين الذكريات، وهذا ما أظهرته أجهزة الرسم الكهربائي للدماغ، كما أن المراحل المختلفة من النوم تساعد على ترسيخ أنواع مختلفة من الذكريات المعرفية والإجرائية.

لذا فإن إهمال النوم لا يضر صحتك على المدى الطويل فحسب، ولكن يقلل أيضاً من احتمالية قدرتك على المحافظة على كل المعلومات المهارات الأدائية التي قمت بها في الليلة السابقة.

حين تفكر في إعادة الهيكلة وتكوين الروابط العصبية الجديدة التي تتم خلال نومك، تستطيع أن تقول أن النوم المناسب سيجعلك تستيقظ كل يوم بدماغ صحي وجيد، قادر على مواجهة التحديات القادمة، و العمل بشكل أفضل.

بقلم: إيمان جبر مخيرز

 

أضف تعليقك هنا