أسباب الملك في القرآن..الشعب والجند والقوة

لنعلم أنه عندما يقيم الله الملك في الارض يقيمه بثلاثة أسباب.. الشعب ..والجند ..والقوة.. أول ملك أقامة سبحانه بتلك الأسباب هو ملك داوود قال (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) ياجبال أي أهل الجبال وسكانها فذكر المكان في اللسان كناية عن أهله كقوله سبحانه (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) ليس يعني معالم القرية وطرقاتها بقدر ما يعني اهلها قال (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) وقول اخوة يوسف (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا) ويعنوا بقروء الناس وجمعهم في الطريق لذالك قالوا (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) كونها فصلت عيرهم عن قروء الناس وجمعهم بقوله (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ).

ذكر المكان في القرآن الكريم

وذكر المكان كناية عن اهله في اللسان ايضا في قوله سبحانه (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) اي لم ييئسوا عليهم لا اهل السماء من الملائكة ولا اهل الارض من الناس كما قال (عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) كذا قوله سبحانه (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) اي رددي  معه بما يحكم كونه يحكم بما انزل الله..

ويعني اهل الجبال ان يعزروا داوود وينصروه، اي ان الله عز ملك داوود باهل المكان وابنائهم ويتضح ان داوود كان يحكم منطقة جبلية من جبال السراة وكانوا معه شيوخها من ساداتها وكبرائها يساندونه وابنائهم جند معه قال (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) تدبروا انه بعث للناس عليه السلام وليس كما قالوا ان الجبال الصم تردد ورائه والطيور البكم..

معاني الطير في القرآن الكريم

قال (وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) والطير في اللسان معنى متعدد وصفة لكل ماخف بحمله وسار وهنا يعني بهم الجند من اهل الصافنات الجياد كونه اول من الآن الحديد عليهم لذالك قال بعدها (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) كونه كان الحديد عليهم من قبل صفائح ثقال نقال بالكاد ان ينتقل بها الفارس على فرسة وبالكاد ان تحميه من الحر والبأس.

ومن ثم ان الله الهم عبده داوود التقدير في سردها وشكها وخردها من الحصانة والخفة فشك اللبوس على الجند حلق صغار دقها في جلها فاصبحت عليهم سابغات كاملات تامات واصبحوا على خيولهم مسربلين بها خفاف يطيرون كالطير كما قال (وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) وقال(وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ) وقال (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ)

ناهيكم انه سبحانه علمه طريقة تشكيلهم قال (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ) اي الجند كلن منهم امره لداوود راجع والحشر في اللسان هو حشر الناس وتنظيمهم افواج وجماعات وفئات ووفود كقوله سبحانه (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) وقال (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) وشد الله ملك داوود بذالك قال (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ) والملك لا يشتد الا باوتاده من الجند والناس من اهل الاستشارة والخبرة، فذالك منطق الطير وطريقته التي علمه الله لداوود، وهو تشكيل لبوس الجند وتشكيلاتهم العسكرية

المنطق في اللسان

(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) فالمنطق في اللسان معنى متعدد وياتي هنا بمعنى الطريقة وليس القول اي طريقة تشكيل لبوس الجند وتشكيلاتهم العسكرية.. بصفهم ..وبعثهم.. وبسطهم وقبضهم.. ونشرهم.. اسراب.. وسرايا ..وافواج.. وكتائب.. وفيالق.. واجنحة ..جناح شرق.. جناح غرب فذالك المنطق الذي تعلمه سليمان من داوود ،وخطاب سليمان كان  في الناس انه ممكنا ومستخلفا ووارثا للارض من بعد والده ،وانه مسددا بعلم من الله سبحانه ان يحكم بين الناس بالحكمه وفصل الخطاب

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) اي جن الناس من اهل الخبرة والاستشارة الذين يغلب عليهم الاجتنان والستر بجانب الملك عن مخالطة الناس.. وانسهم الذين يانسون ويستأنسون بمخالطة بعضهم البعض، وطيرهم من الجند من اهل الخيال والنبال والسهام والعدة والحديد.. وعلى هذا تقوم الممالك على خاصة الناس وعامتهم وقوتهم ..

ولا زال منطق الطير قائما في الناس الى اليوم بالشعارات.. والنياشين.. والرتب..تجد شعارات الدول بعضهم النسر وبعضهم الصقر وبعضهم العقاب وتجد رتب الجند تترتب على ذالك المنطق..ان ترقى احده نطّق ورتب بشعار الطير، ومنطق الطير هو تشكيل الجند قال (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) ومن ثم حصل ضرب انتقالي على الجند في الاية قال (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) وهذا المنطق العسكري لا زالت كل الامم قائمة عليه الى الآن.. واول من اسسوه هم آل داوود قال (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)

فيديو مقال أسباب الملك في القرآن..الشعب والجند والقوة

https://youtu.be/GpmUyeuxF5k

أضف تعليقك هنا