الأنبار بعد عوامل التعرية السياسية وفترة الاستقرار الجديدة

بقلم: إبراهيم السامرائي

ما تعرضت له الأنبار من مشاكل جعلها منهكة ومدمرة

لعلهُ لا يخفى على القارئ ما مرّت بهِ المدُن العراقية التّي سقطَت تحت قبضة التكفيريين والقوى الظلّامية وكمية الدمار المرعبة التّي وجدت عليه هذه المُدن بعدَ تحريرها على يد القوّات الامنية العراقية، حيث كانت هذه المدن خربة ومتعبة ومنهكه اجتماعيًا وعمرانيًا وهو شيئ متوقع بشكل كبير نتيجة للظروف القاهرة التي سطَت على تلك المدن الظروف التي لو مرّت بها أي مدينة على كوكب الارض لكانت قد نُخرت بالكامل وهو أمرٌ من المسلّمات، وإن الحصة الأكبر من هذا الدمار لعله كان من نصيب محافظة الانبار ومواطنيها، حيث كانت تتحمل الضغط الاكبر نتيجةً لسوء الإدارة وسوء التصرفات للحكومات السابقة التي تسلّمت المهام في العراق عمومًا وفي الأنبار خصوصًا إدارات فاشلة أدت إلى تراكم الفتن والاحتقان الديني والطائفي وانسلاخات اجتماعية متتالية كانت تشير بشكل أو أخر إلى حدوث فوضى عارمة لن يتكمن أحد من السيطرة عليها وفعلًا حدثت هذه الفوضى التي ابتلعت كلّ شيئ يقترب منها حتى الأرواح ابتلعت المجتمع بالكامل مشاكل دينية وفتن طائفية وثارات عشائرية ومخاوف شديدة من المواطن تجاه الدولة التي كانت تنتهج منهجًا دكتاتوريًا طائفيًا، مما أدى في النهاية إلى انعدام الثقة وتضخم مشاعر الريبة بين المواطن والدولة مما سهل عملية القوى الظلامية في استغلال هذه الثغرات الاجتماعية والانقلاب على المجتمع، وكل الأحداث التي تلَت أعتقد بأننا نعرفها جيدًا ولا حاجة لذكرها..

عودة الحياة إلى الأنبار  

بعد إعلان النصر على التكفيريين في زمن الرئيس حيدر العبادي كانت هذه المدن عبارة عن حطام أو أقل حتّى من ذلك وأصابنا اليأس من إعادة إحيائها وضخ الحياة اليها فأنا شخصيًا كنت لا اتوقع عودة الأهالي الذين نزحوا وهاجروا إلى مناطقهم ومنازلهم الامنة وضلّت افكاري كما هيَ حتى زرت مدينة الرمادي لأول مرةً عام 2021 فرأيت مدينةً عصرية حديثة خالية من آثار الحروب إلا نادرًا رأيت طرقًا وجسور وبنايات قيد الانجاز وآليات تمتد على طول الشوارع كانت مدينة آمنة وهادئة كإنها لم تخض ايامًا ضروس ولم تذق لوعات الحرب إن عملية التطور المستمر في الانبار هي عملية نموذجية لإعادة ضخ الحياة إلى المجتمع عملية حقيقية لإحداث التغيير الكامل فإن العقلية التي تدير هذه المحافظة هي عقلية واعية تشعر بالانتماء الحقيقي إلى الارض والعائلة والعشيرة برؤية شبابية سئمت من الافكار المزيفة التي ادت الى الكوارث السابقة.

ثورة التطور في الأنبار يجب أن تمتد إلى كل العراق

إن ثورة التغيير بقيادة محمد الحلبوسي والشباب الذينَ معه لا يجب أن تتم عرقلتها على الأقل خلال العقد الحالي فإنه على الخط الصحيح حتى اللحظة، وإن هذه الثورة التطورية يجب أن يتم الأخذ بها في جميع المدن المتبقية (ديالى، صلاح الدين، نينوى، كركوك) يجب فعل ذلك في اقرب فرصة ممكنه فإن الاوضاع وصلت إلى حدود خطيرة تستوجب الحلول الجذرية قبل أن يتطور الامر إلى فوضى يجب تقاد هذه المدن بقيادة متجددة بغض النظر عن المذهب قيادة تعرف الطريق وتنتمي إليه جريئة ولا تخاف لومة لائم وتعمل على إزاحة جميع الأصوات المشبوهه التي لم تجنِ سوى الدمار والفتن على طول السنين الماضية يجب على المنكوبين الأخذ بنموذج الانبار ك مثال حَي بغض النظر عن الشوائب وأن لا يرضوا بأقل من ذلك فإن الثورة الجديدة إن بدأت بالأنبار لا يجب ان تقتصر على ذلك المكان فقط وإن العراقيين في كل مكان يستحقون الافضل وان الافضل ممكن ومتواجد كل ما علينا هو النظر في الاتجاه المناسب فقط والتحرك نحو ما تمليه علينا المسؤولية الحقيقية.

بقلم: إبراهيم السامرائي

 

أضف تعليقك هنا