بيت الألم

بقلم: جيهان السيدو

قادمة إليك أحمل الألم أمي معي ، الخوف من عدم سماع صوت في  البيت .تنظر في المرآة شعر قد قصه الحرب ، يدين مليئة بالدم ، عيون منتفخة بالصعوبة ترى نفسها  ، الألم تآكل الروح قد تصل إلى العظام ، تكاد الآلم تخنقني ، ثم تتركني أتهاوى.

عاصفة قادمة إلى منزلي

عاصفة قادمة  إلى منزلي عاصفة على شكل الموت ، إنه الموت ثم تأخذ روح هذا البيت  ينتشر الألم على أفراد ذلك المنزل ، يصبح المنزل ملئي بالأصوات البكاء والصراخأغمض عيني أفتحها مرة أخرى قد يكون حلماً رغم إن لم أحلم يوماً ، صوت بكاء أمي يموتني موتين في وقت نفسه أكاد أن أفقد نفسي أمام أمي أتذكر أنا الوحيدة هناقوية.

أذرف دموعاً لم أذرفه أي مرة انه دموع الفقدان الأبدي ، لم يمسكني أحد عندما ضربت أيديا في الأرض عندما قلت وقفت على الحياة ، والوقت مات لم يبقَ أحد في هذاالحياة ، صوت بكاء أمي في المنزل ، هل أصبح هذا البيت جحيماً ؟؟ أما أنا أشعر أني في جحيم.

ألم الفقد

الفقدان يهدم الأرواح  يأخذني الى جانب الاشباح نعيش من خلال الظلام ، يغمض عينيه عن الحياة يكسر الروح إلى الأبد أمام بيته فقط .منزل لا صوت له شيئا الوحيد الذي  نخاف منه هو أن يصبح المنزل دون صوت ، أتذكر أيامًا كان الضجيج مصدر قوة وامانة يصبح على المراء أن يسمع صوت البكاء فيمنزل بدل الضحك ، رغم معرفتك بكل شيء لا تستطيع أن تفعل شيئا  ثم تسرق بهجة أيامك في طريق لا عودة منه ظن منها أنه تستطيع التجاوز الألم ، البيت يغرق فيبحر الألم.

وأنا جزء المكسور من بيت الألم وأنا أقرأ  كتابي متمسكة بها من بعدها سمعت صراخ أمي ، إنه تفقد نفسها في كل مرة ولكنها تبقى على قيد الحياة تتعذب عذاب الموتفي رحيل أحد أبنائها يصبح جسدها عبارة عن عظام تقف بصعوبة يكاد الألم أن تقتلها.

جرح القلب

جرح القلب أسوء من المرض لا تستطيع العيش وقلبك يؤلمك كل مرحلة تنسحب شيء من روحك هكذا تبقى جميع الأشياء ناقصة ، ناقصة الحب ، ناقصة الأمان ، للكلرحيل هناك عائلة تفقد نصف جسدها  تفقد بهجة أيامها.

أقول لها : لا تموتي فكم منا سوف يموت من بعدك إذا تعيش مراسيم موتك  وأنت على قيد الحياة فكل من حولك سوف يموتن ، تبكي تقول: تمنيت أن أفعل شيئا ليعودالماضي ، تكون روحي متكاملة لا ينقص من أيامي شيئا أطبخ شوربة العدس لكم في اياماً ممطرة تملئ بيتي باصواتكم يصبح بيتي بيت الأفراح.

لماذا رحلت؟

أما أنا رأسي مزدحم ، أنا مليئة بالألم في الليالي المظلمة والكوابيس تهاجمني قلبي مستاء من القدر ، لماذا رحلت ؟! دفنت في قلبي اياماً ملئية بك أيامي لا يمكن تحملها ، مرت سنوات عديدة على رحيلك الأبدي ما زلت كل الذكريات تقول أنه لم يغادر هذا ألعالم ، في الليل أنظر الىالقمر أفكر بك .

هل تسمع بكاء أمي في غيابك ؟

هل بمكانك أن تعود تمسح دموعها ؟!

أمي تبكي .

ولكن جميعًا نحترق

هل تعلم أن القمر أختفى من شباكي الظلام أصبح في بيتي ، أما أنا شاحبة الوجه شحوباً شديدة ، كأنه مرض يسيطر على جسمي من الألم ، لا يدري أحد أن هذاالبيت بيت الألم ، هنا في هذا البيت تحترق الأرواح هنا تتألم الجسد بعد موت الروح ، وباقي الأيام أرى أنني كجثة هامدة ميتة منذ زمن . يبكون على الأموات ولكنهم لا يهتمون بالاحياء

بقلم: جيهان السيدو

 

أضف تعليقك هنا