قيمتك ليست بظاهرك

الله سبحانه وتعالى خلقنا لا أحد منا يشبه الآخر وأخبرنا أن أفضليتنا عنده بالتقوى لا بأشكالنا ولا بالمقتنياتفلا مالك ومقتناك يجعلانك أفضل من غيرك عند الله سبحانه ولا جاهك وسلطانك يجعلانك أعلى من غيرك عنده سبحانه، فقط تقاك وما تقدمه من قولٍ أو فعلٍ يرضاه ويحبه سبحانه. 

لماذا أصبحنا نحارب بعضنا البعض؟

فلماذا أصبحنا نحارب بعضنا البعض من أجل المناصب أو من أجل الشهره ونقوم بصب حولنا وقوتنا في أمور شكلية وزائفة لا قيمة لها! فالمنصب أو الشهره ليسا مقياسًا لنجاحك أو تميزك عن غيرك، فليسا إلا سببًا في فتح باب التربص بك والاستفادة منك بقدر المستطاع فإذازال ماتملك منهما زالت حاجة من حولك بك، فزالوا هم من حياتك وأصبحتَ على رف النسيان،

والغريب أيضًا أنه من مقاييس النجاح لدينا العلامة التجارية للسيارة واللباس والساعة والقلم، وصارَ المبتغى والحلم الجوال الفلاني والحذاءالفلاني اعزكم الله؟ الغالب أصبحوا يتهافتون على شراء سيارة تصل الى 20 ضعف المرتب الشهري فقط ليقال أن فلان معه السيارة الفلانية، وشراء ساعةببضعة آلاف!

مقياس النجاح

وكأن السيارة أو الساعة ستعلمك صنعه تسترزق منها أو تزيدك علمًا أو تجعلك رجل أعمال ناجح!!! أصبحنا نتشابه في الأفكار والكلام والأفعال وفي اللباس والمقتنيات بسبب أن مقياس النجاح أصبح تافه لدينا فنجاحنا منوط بالكمالياتالزائفه التي لا تقدم لنا في حياتنا أي إضافة بل على العكس فقد تسببت للكثير منا بالغرق في ديون وأقساط تقسم الظهر، فظاهرنا الأناقةوخافينا الفراغ  والتفاهه والحاجة وتعسر أمور الحياة،

شخص يشح على نفسه وعلى أهل بيته حتى يشتري الساعة أو القلم من الماركة الفلانية بقيمة آلاف الدولارات، أو يوقع نفسه في ديون لشراءسيارة مستخدمه بقيمة نصف مليون حتى يقال فلان ابن عز، ولا تأتي نهاية الشهر ألا وبدء يشحذ من الناس حتى يسد حاجته إلى وقتنزول الراتب وعلى هذا يبقى عائمًا حياته كلها بين السُلف والديون! أين يسير غالبنا بعقولهم الفارغة ورغباتهم الطامعه وشهواتهم التي تقودهم لهلاك محتوم لا طاقة لهم به؟

نرى الكثير ممن أصبحوا أعزكم الله (كالكلاب المسعورة) يجري خلف المال والسلطان والشهرة بأي وسيلة كانت فلا يهم الطريق الذي يسلكهوما مقدار قذارته المهم أن يكون سريعًا موصلًا للغاية!

متى ندرك أن قيمتنا بما نحمله من دين مستقيم؟

متى ندرك أن قيمتنا بما نحمله من دين مستقيم في قلوبنا وبما نحمله من علمٍ قيمٍ نافعٍ في عقولنا؟ متى ندرك أن قيمتنا في خُلُقنا وتأدبنا؟متى نعلم أن مقياس النجاح بما نحمله من مبادئ وقيم تصوغ لنا نهجًا نسير عليه مبني على الأحلام والأمنيات القيمة والشريفة التي تجعللنا مكانه في التاريخ؟

يجب أن تعلم أن  ظاهرك لك وخافيك لك، ماتخسره تتحسر أنت عليه وماتكسبه تفرح به أنت، فأنا إن رأيتك بشكلك الزائف لن أقول سواالحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به من جريٍ خلف رغباتك الدنيويه ولذاتك الفارغة وشهواتك السيئة، ولا تظن أني ولله الحمد في يوم منالأيام سأتمنى ما أنت فيه لأنني لا أرغب في إضاعة وقتي فيما لا  ينفعني.

خاتمة

احذر نفسك الف مره واحذر رغبتك مليون مره، أما شهوتك فاحذرها العمر كله! فلا قائمة لمن تقوده شهواته، ولا نجاح لما تقوده رغباته، ولا سرور لمن تقوده نفسه، واعلم أنه لا نجاح بعد الله سبحانه إلا لمن سيطر على نفسهورغبته وشهوته واتزن بين عقله وقلبه! [فعظماء التاريخ لم يكونوا إلا أُناس بسطاء في حياتهم]

فيديو مقال قيمتك ليست بظاهرك

 

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالعزيز الحمدان

محمد عبدالعزيز الحمدان



snapchat: @xq2_1987