دوافع الحسد الإنساني في العصر الحديث

بقلم: عبدالإله عبدالله الحربي

الحسد الإنساني يزداد وينتشر بين العالم بوجود محفزات في هذا العصر وفي القرن 21 شهدنا تطورًا تقنيًا جعلنا نرى ونسمع ما هو موجود في الدول المختلفة ونقارن نفسنا بطقسهم ومعيشتهم ونقارن بين معيشتنا ومعيشتهم  عن طريق الأخبار والصحف ومع تطور الهاتف المحمول جاءت برامج التواصل الاجتماعي التي بالفعل خلعت عباءة الخصوصية في بيوت العالم واصبح التصوير ونشره عادة وتقاليد في المناسبات الخاصة والعامة بل وحتى تصوير ماتنعم به من ممتلكاتك. الحسد من الإنسان يزداد في وجود محفزات تحفز من حسد الإنسان على مميزات الغير والدوافع  للحسد تختلف باختلاف الشيء المحسود.

ما هو الدافع؟

وراء كل سلوك ينتج من الإنسان دافع مثلا أنت تذهب إلى الدوام لأجل الإنتاج والاستقرار الحياتي والمادي دافعك هنا هو سبب ذهابك للعمل مثل الإنتاج في العمل

دوافع الحسد في برامج التواصل الاجتماعي

نرى في مجتمعاتنا الافتراضية على برامج التواصل، اليوم الكثير من الانعام والترفيه يتمتعون به الغير، عن المشاهد نشاهدها في حسابات المشاهير في منصات التواصل، المختلفة الذي يدفع الحسد ويزيده هو التصوير ونشره عبر الحسابات المشهورة، وشعور الفرد بنقص، ويقال بأنه سبب في انتشار المشكلات الأسرية والنفسية، بل حتى أنه تسبب في ازدياد حالات الطلاق في مجتمعاتنا، مهما كان سوف تنظر الى المشهور و هوا محقق كل احلامك وكل ترفيه يعيش فيه، بينما انت تنظر فقط هذه تسبب عملية المقارنة إلى عقلك وعقل زوجتك والأسرة في عملية المقارنة  (فلان مسفر اهله حنا متى نسافر) فلان اشترى بيت جديد متى نشتري وعلى هذا الموال حتى تضيق الانفس وتزداد الشرارة ويتم بغض فلان الذي يصور وكره للزوجة وطلباتها المستفيضة اللاعقلانية.

دوافع حسد الإنجاز الشخصي

الإنجاز الشخصي مثل الترقية في العمل ،ونشر خبر الترقية في التواصل الاجتماعي، والذي يسبب ويدفع الحسد الإنساني، وهو الحسد في مثل هذا الموقف بدايته يدفع الحاسد للتفكير ، كيف حصل على هذه الترقية؟ او أوجه حسد الإنجاز الشخصي مثل  إنجاز رياضي او اكاديمي وكل انجاز شخصي.

في القرآن الكريم

سورة الفلق (الآية 5-6): “مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.

أقوال بعض علماء النفس عن الحسد

سيغموند فرويد: “الحسد هو اعتراف بأن هناك شخصًا آخر أكثر قوة أو نجاحًا أو سعادة منا، وهو شعور ينبع من مشاعر النقص والضعف الداخلية.”
ميلاني كلاين: “الحسد ينشأ عن الصراع النفسي بين الرغبة في التفوق والنجاح وبين الشعور بالقدرة المحدودة على تحقيقهما، مما يؤدي إلى الشعور بالحسد تجاه الآخرين.”
أبراهام ماسلو: “الحسد ينشأ عن الاحتياجات والرغبات الشخصية التي لم تتحقق، ويمكن أن يؤدي إلى شعور بالإحباط وعدم الرضا عن الذات.”

الدوافع والحوافز

الدوافع في الحسد هي التي تنتج عن شعور الاحتياج الداخلي، لدي الفرد مثل الطعام والشراب، والدوافع ممكن تزيد بوجود محفز خارجي يراه الإنسان دون الحصول عليه ،وهذا يحصل كثير خاصة في عصرنا هذا بوجود الهاتف المحمول، وبرامج التواصل تزيد المحفزات والدوافع. تفاوت دوافع الحسد في قوتها وتأثيرها على الأفراد. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الحسد ليس شعورًا صحيًا أو مثمرًا، بل هو شعور سلبي يمكن أن يؤثر على السعادة الشخصية والعلاقات الاجتماعية. يجب على الأفراد أن يسعوا للتعامل مع الحسد بطرق إيجابية، مثل تطوير مهاراتهم الشخصية والعمل على تحقيق أهدافهم الخاصة بدلاً من التركيز على مقارنة أنفسهم بالآخرين. يمكن أيضًا أن يكون من المفيد التعاون مع الآخرين والتعلم منهم بدلاً من الشعور بالحسد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العمل على تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات أدوات فعالة للتغلب على الحسد وتحقيق النمو الشخصي. في النهاية، يجب أن نتذكر أن الحسد ليس سوى شعور سلبي يؤثر على الفرد الذي يشعر به. بدلاً من ذلك، يجب أن نركز على تطوير أنفسنا وتحقيق أهدافنا الشخصية بناءً على قدراتنا وطموحاتنا الخاصة.

بقلم: عبدالإله عبدالله الحربي

أضف تعليقك هنا