الدم العربي

لا يمكن بأي حال من الأحوال لأي كيان كان أن يبخس ثمن الدم العربي في زماننا هذا الذي نعيشه ونحيا فيه بهامات مرتفعة، كرامتنا لم ولن تسقط وسط الكم الهائل من المؤامرات، وأشكال الخيانة المتباينة من سلام ووضع البعض منا أيديهم في الأيدي الأخرى الآثمة. من أجل المصالح الدنيا تعلو الابتسامات الخادعة الوجوه وتغل أثمان كراسي الحكم العربية، ومن ثم محاولة تثبيتها ومنها إلى تقديم الأموال والقرابين، سوط القوة مسلط على من يفرطون! يأمروا فيلبوا بأكثر ما يطلب منهم، تجويد في ميراث الدنيا فاق الحدود والأعراف والقوانين، مائدة اجتمع عليها كل أصناف الخيانة من أشباه الرجال، المحاولات مستمرة لبيع الدم العربي الذي هدر في الماضي ويريدون أيضا هدره في الحاضر، ورسم خريطة المستقبل للأجيال القادمة معلنين لا دين لا قضية لا ثأر ومرحبا بالجبن والذل والهوان عنوانا، ودستور عملنا الجديد غلق صفحات النضال والكفاح وأفول الحقيقة واشتداد لجام الباطل. لمن لا يفقهون نقول لهم في لغة حادة وتصميم جاد أن أمتنا العربية قادرة رغم ما تمر به من محن على جميع الأصعدة من الوقوف مرة أخرى في وجه عدوها الأساسي والحتمي، رغم ما يحاك ضدها في الخفاء، والعمل الحثيث على تركيعنا من جانب القوى الإستعمارية الكبرى وأذيالها.

رفض البيع للدم العربي

كلمات نابعة من القلوب التي ما زالت تحتفظ ببعض الإيمان ترفض بيع الدم العربي، وتتوهج المشاعر الغاضبة في كل البقاع تعلن مولد جيل جديد من الثائرين، لن نبيع شرفنا بأي أثمان، علاة القوم رفعوا رايات التسليم وباعوا القضية مقابل التمسك بحطام الدنيا الزائل، أما نحن الشعوب فرافضون بكل قوة وصامدون، مرت علي النفس أهوال وتوجعات وإنكسارات ولكن يبقي النبض في قلوبنا مستحيل أن يؤخذ منا ولا يقدر مخلوق علي نزعه من بين ضلوعنا فدمنا أبدا لن ينثر بدون مقابل، يا روحي علي الحق تمسكي ويا لساني عليك بصون عرضي ومكاني، غضب في صدري كالبركان ينتظر لحظة التضحية والفداء، لماذا نفرط في حقوقنا ونحن علي مابقى من أرضينا ثابتون، لماذا نكون مثل النعام وندفن رؤوسنا في الرمال لعدو آثم إمتاز بالقتل والتعذيب والتنكيل والجور والامتهان والاغتصاب والتمثيل بجثثنا وأسرانا وقذف شيوخنا ونسائنا وأطفالنا ورحالنا بالقنابل والمتفجرات والغازات والكيماوات والشطائر المحرمة وأقام المقابر الجماعية لأبنائنا والمجاذر البشرية التي ارتكبت وما زالت.

نسمات المسجد الأقصى

حلم شعوبنا العربية من المحيط للخليج واحد وقطرات دمائنا واحدة وطريق نهضتنا واحد ومستقبلنا واحد ولغتنا واحدة وإرادتنا واحدة، تذهب الأجيال تباعا وتبقى القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس أرض وممشى الأنبياء المدينة العتيقة هي منية النفوس، وروح القلوب وغاية الغايات والقضية المركزية التي يلتف حولها الدم العربي من مشارقه إلى مغاربه، يحذونا الأمل في تحرير المسجد الأقصى الشريف أولي القبلتين وثالث الحرمين، ألم تخفق قلوبنا يوما لأقصانا، تهويد مقدساتنا أصبح على المشاع، إنه الأقصى يا كافة المسلمين الذي صلى به النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم بالأنبياء إماما وأعرج منه إلى فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى والتي رأى عندها جنة المأوى ورأى الآيات الكبرى، وفرضت على نبينا والمسلمين الفريضة الأسمى ألا وهي الصلاة.

كيان صهيوني مغتصب فجر فجرا فجارا ورسم الخطط الجهنمية لقتل القضية الأولى للمسلمين ثم نزعها من إسلاميتها، ومن ثم جعلها قضية عربية في الشرق الأوسط، ولم يهنأ حتى أصبحت قضية فلسطين الداخلية حتى لا تجد نصير عالمي أو جار عربي، لقد تبوء هذا الكيان الغاشم مقاعد سامية لم تكن له حتى في أضغاث الأحلام، وظن أن شعوب العرب جميعا قد ماتوا أحياء على ظهر الحياة، ولكننا نملك العزيمة والإصرار والتحدي الذي يلين معه الحديد، ولا نخاف قط من الأشواك التي قد تدمي أقدامنا مؤقتا وأبدا لن يتوقف سريان الدم في عروقنا، ومهما سقط وتناثر على أراضي مباركة تستحق الفداء، ونحن مستعدين للتضحية بالمزيد من دمائنا لعودة الحقوق إلى أصحابها، وأن تصان المقدسات وإن شاء الله رد الصاع صاعين فداء لمصابنا وشهدائنا الأبرار، الذين لم يدخروا جهدا في الدفاع عن الدين ثم الأوطان. .

اقتلاع أشجار الزيتون

ها هي أشجار الزيتون تنادينا، تعلو الصيحات بالتكبير، التاريخ لا يكتب بالهوان من الجديد، أصول الشرف باقية إلى يوم الدين، لماذا نبيع ونحن محتلون وتم اغتصاب أراضينا وامتهنت مقدساتنا! لمن ستصبح اللعبة رابحة لأصحابها؟ فداك يا أقصى مهما دنسوا ساحاتك، مآذن القدس في الحق ستظل شامخة ولن تنكس هاماتها يوما، قضيتنا راسخة وليست لعبة في يد العملاء لكي تصبح مباحة للتهويد، نجح العدو في شراء الأنفس والذمم لعدد قليل من الأوغاد المتحكمين في مصائر العباد، أما الأكثرية فقلوبها متآلفة على حرمان بيع دمنا العربي بأي مقابل ممكن، وسوف يدفع هؤلاء المرتزقة ثمنا باهظا لأفعالهم الدنيئة، الأرض الطاهرة مهما أعطيناها من دم لا يكفي، حتى نحررها من قبضة الضآلين المضلين الذين علوا في الأرض فسادا وشرورا، لذا وجب عند كل هذه المعطيات تعظيم فرض الجهاد على كل مسلم مازال بداخله شعرة من الإيمان تسكن قلبه وعقله، ومواصلة السبيل والتضحية بكل ما يملك.

يا بلادي يا مهد الحضارات القديمة والحديثة ايقظي الروح في أجسادنا، لماذا دروس الحاضر غافلة عن معارك الماضي! أشواك كانت في الصبا تجرح أقدامنا وتذوقنا المر بحلقنا وأصبح كالعسل المسموم، وهنيئا لمن شرب ومن يسير على شاكلته، المعركة قادمة لا محالة وليتعظ المؤمنين، نفس الإنسان تسوقه إلى حيث لا يريد فإن أطعتها أصبحت عبدا للشياطين والمعاصي، وإن قاومتها وتحملت وساندت الحق فلن تصبح دماؤنا يوما ما مستباحة من قبل أعدائنا وما أكثرهم كل يوم، يتحد المغرضون وزبانية الشر ويلتفون حولنا كالثعابين، فهل هناك رجال أشداء بأسهم شديد وإرادتهم صلبة ومتجمعين على سيف الحق ودرع العدل، وعندئذ سوف ندهس رؤوس وأفكار من يريد بنا سوء تحت أقدامنا، الحياة أصبحت متناقضة وتغيرت الأسس والمعطيات حتى أتت النتائج غير مرضية لنا جميعا، في المشارق والمغارب كانت اللحمة العربية تاج فوق رؤوس الأشهاد، أمثال الانتفاضات شرفا ووساما على الصدور وتاجا على الرؤوس، فبلا شك ودون مواربة أصبحت الحجارة الصغيرة ومن ثم نار المقاومة ترعب الأفاقين، وتجعلهم يدخلون الجحور غير مأسوف عليهم، قلوبنا قبل عقولنا تتسابق شوقا نحو الصلاة في المسجد الأقصى ونتمناها قريبة قبل الموت والفناء، روحنا تتوق وتطير بنا إلى أطهر بقاع الأرض تقاوم الرياح العاتية في سبيل مجد الأمة العربية والإسلامية.

ألا إن نصر الله قريب يثلج صدورنا وينير بصيرتنا ويفرج كربنا ويزيل همنا وغمنا، وغدا سيفرح المؤمنين بنصر الله تعالى، سيدنا عمر بن الخطاب فتحها والقائد الفذ صلاح الدين الأيوبي حررها من جديد، ألا من مولد للمنقذ الجديد الذي تتسارع خطواته مع خطواتنا ويقودنا نحو شروق الشمس، وقد زالت الغمة من على عيوننا وانكشفت الحقيقة الدامغة وأنار القمر طريقنا المقدس نحو تحرير القدس، اللهم اجعلها نارا على المستبدين والظالمين أينما وجدوا وأينما حلوا، اللهم انر طريقنا وأثلج صدورنا بذكرك، اللهم إننا نتوكل عليك وأنت حسبنا فلا تردنا خائبين يارب العالمين، اللهم توفنا مسلمين ونحن علي الحق والعدل صامدون، اللهم اجعلنا شوكة غليظة في ظهر كل متكبر استخدم الحديد والنار والمطرقة والسندان في شق الصفوف، ونثر بذور الفتنة والتشتت والتفرقة والتشرذم بين العباد بلا حساب.

فيديو مقال الدم العربي

أضف تعليقك هنا