الحب وأنواعه

‏النصف الآخر ماذا يعني لنا وماذا نتوقع عند سماعنا مثل هذا التعبير، وضع هذا الأمر عندما نسمعه فهو يعني شراكة فردية تتكون من شقين مذكر ومؤنث، هذا الامر عندما نسمعه نهتم بمعناه السطحي وهو التكوين الزوجي، لكن لم يخطر ببالنا يوم من الايام بأن هناك أوضاع وتكوينات في الحياة قد يطلق عليها النصف الآخر من الحياة والوجود التكويني، فلن تجد شيء في الحياة وحيد التكوين.

الفرق بين الروح والنصف الآخر

‏فالإنسان نفسه مشتق من تكوين لحمي دموي حيث يتكون في بطن امه لصيق النفس والاحساس والحركه والتغذيه، فتجد هذا الجنين يعيش على مكونات دمويه ونفسية وروحية من امه مع حمل كروزومات والديه وهذي الكروزومات لا يمكن مشاهدتها او حساب تكوينها لانها تكوين إلهي خلوي هذا في حالة الروح ومشتقاتها التي نسمع عنها ونعرفها، ‏فالروح مشقوقه من عند الله ونسبها له سبحانه في قوله ‏{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}

‏اذاً الروح اشتقاق هذا في مرحلة الخلق، اما النصف الاخر من الحياة فهي أشياء كثير في جسم الإنسان، ففي حالة خلقه فله عينان وكليتان وأذنان يسمع وير فيما ‏فهما أشقاء حياة، ‏اما في حالة المخ وهو اعظم شيئ في الانسان وموقعه في جمجمة واحده، وهناك مخ وهناك مخيخ تنمو وتكبر مع الانسان حتى في حالة المخ لن تجده وحيد فله شيئ آخر قد يكون يوازيه او اكثر وهو المادة السائله الهلامية المغلفه لها العضو المهم في تكوين الانسان.

الاختلاف بين الناس

‏شيئ آخر من النصف الآخر الا وهو وجود الانسان نفسه والارض التي يعيش عليها فهي جزء مهم من حياة وتكوين الإنسان، فالاختلاف باختلاف الموقع فتجد الانسان له الوان واشكال مختلفه والسبب الحقيقي من تلون البشر هو طبيعة ارضهم فالأرض والموقع الجغرافي هو اساس تكوين الانسان وتاثيره، فالأرض شق الانسان وتكوينه كما نشاهد بان هناك عرق اصفر وأسمر وكل الألوان الإنسانية والسبب في كل هذا هو الارض فهي تؤثر وتتأثر وفيها يموت الانسان ويموت ثم يتحلل فيها ويصبح احد عناصرها وتكوينها

التكوين البشري

‏النصف الاخر خلاف ما ذكرنا هو التكوين البشري وأساسه النفس البشرية من ذكر وأنثى، فهل الزوجان هم اساس الانسجام والارتباط الناجح في الحياة بان الترتيب العام للحياة هو النقص فكل واحد يحمل نقص في شيئ يكتمل به عند الطرف الاخر، هذي النظرية جداً منقوصة، ففي الزمن البعيد كان الزواج أسرياً وكانت الحياة ذكورية ورغم كل هذا سمعنا في العصر الجاهلي قصص حب كانت اشبه بالجنون مثل مجنون ليلي وعنترة بن شداد وغيرهم من الشعراء، ويجب أن نذكر هنا الحب الجنوني الذي وصل مرحلة الموت مثل ما حدث للشاعر الجاهلي قيس بن ملوح.

‏كل هذا وهم يعرفون بعضهم اما خلف ماشية او عند سقياها، السؤال المهم هل كانت هذي الحالة ذروة التكامل العاطفي والفكري الشديده عن المحبان حتى وصلت بهم درجة الاندماج إلى الاحساس بهذي الحالة بحيث اعتقدا بانهم جسد واحد صعب انفصاله، كل هذي الحالات تجعل الانسان يشك في امره وانا اعتقد بان هذي المرحلة من الحب والإصرار على الشريك الاخر هي حالة نفسية شديدة التعلق بما تتصوره في الحياة.

أنواع الحب

واعتقد ان هذي المرحلة من الحب هو تصور وجداني شديد الانفعال بل ابعد من هذا كله بل هو مرحلة من حالة التصور وحرمان النفس الشديده بحيث يوجد فيها مرحلة من العذاب تجعل الشاعر يبدع في ادبه وما ينتج فكلنا نعرف بأن الفن اي كان نوعه معانات خاصة وصور نفسية يراه الانسان في عالمه الخاص، فقد يكون الحب والمعاناة في أرض يسكنها او وطن كما كان في السابق حيث اعتبر بعضهم بان الهواء إذا اتى من جهة ارضه المعشوقة تعتبر منحة من الله وكرم بان جعله يتذكر ويشم رائحة ارضه.

كما يقول الشاعر مروان ابن ابي الأصغر

‏سقى الله نجدا، والسلام على نجد
‏وياحبذا نجدا على النأي والبعد
‏نظرت إلى نجد وبغداد دونها
‏لعلي أرى نجدا وهيهات من نجد
‏ونجد بها قوم هواهم زيارتي
‏ولا شيء احلى من زيارتهم عندي

‏ويقول الشاعر النجدي

‏ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجدِ
‏لقد زادني مسراك وجدا على وجدِ
‏رعى الله من نجدٍ أُناسا أحبهم
‏فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودّي
‏سقى الله نجدا والمقيم بأرضها
‏سحاب غوادٍ خاليات من الرعد

الحب والتكامل

‏إذاً الحب والتكامل في هذه الحالة ليس بواقع ملموس بل تخيل عاطفي، ويجدر الذكر هنا بان هناك افراد يحبون من أول نظرة فهل هذا تكامل فكري وعاطفي ونفسي ام هو درجة شديدة من الإقناع للنفس من اجل الابداع، موضوعنا يحتاج الى وقت ومساحة للكتابة اكبر مما نحن نكتب فيه،

نختم الى هل النصف الاخر انثى او ام او وطن او هي حالة من الاقتناع الشديد بتصور معين سواء اكان حي او جماد وهل تذهب الى القول بان الانسان تصور واقتناع وانت وما تقف عنده وتقتنع فيه، فمن هو نصفك الاخر هل هو جماد ام انسان، انت وما تتخيل وتتقن

‏”انتهى ولم تنتهي الفكرة والحدث”
‏⁧‫#فهد_الماضي‬⁩
‏⁧‫#الحب‬⁩

فيديو مقال الحب وأنواعه

أضف تعليقك هنا