رحلة النضج

الأدب محاكاة للواقع وصورة للحياة التي نعيشها في مجتمعنا الذي يحمل الكثير من التناقضات والتحديات. ما كتب في الماضي يعبر دائما عما نعيشه اليوم لأنه يعكس مجالات الحياة المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في مقالي هذا سأعكس ما جاء في مسرحيات ثلاث للأديب الإنجليزي العظيم، وليام شكسبير. سأركز وألقي الضوء على مشاهد خالدة من هذه المسرحيات وتعتبر master scenes. لنرى معا كيف يصل الإنسان في لحظة ما لمعرفة حقيقية لذاته أو لأمور لم يكن يعلمها جيدا أو منتبها لأهميتها. كيف يصل الإنسان إلى نضج حقيقي في رحلته من السذاجة والطيبة إلى قمة النضج من خلال التأمل والتفكر؟

كيف يصل الإنسان إلى النضج الحقيقي؟

سأقتبس مشاهد ثلاثة كما وردت في المسرحيات التالية: هاملت وماكبث والملك لير، لن أترجم هذه المشاهد لأن قيمتها بالطريقة واللغة والأسلوب الأدبي الذي كتبت به. تمعنوها جيدا وبعدها سأحلل هذه المشاهد لأربطها بحياتنا ورحلتنا نحو النضج. ستمكننا هذه المشاهد أن نرى الامور بشكل وزاوية مختلفتين.

المشهد الأول من مسرحية هاملت وهذا soliloquy لهاملت

(from Hamlet, spoken by Hamlet)

To be, or not to be, that is the question:

Whether ’tis nobler in the mind to suffer

The slings and arrows of outrageous fortune,

Or to take arms against a sea of troubles

And by opposing end them. To die—to sleep,

No more; and by a sleep to say we end

The heart-ache and the thousand natural shocks

That flesh is heir to: ’tis a consummation

Devoutly to be wish’d. To die, to sleep;

 

المشهد الثاني من مسرحية ماكبث

?MACBETH  50 Speak if you can. What are you
FIRST WITCH: All hail, Macbeth! Hail to thee, Thane of Glamis!
SECOND WITCH: All hail, Macbeth! Hail to thee, Thane of Cawdor!
THIRD WITCH: All hail, Macbeth, that shalt be king hereafter!

BANQUO

 Good sir, why do you start and seem to fear
55 Things that do sound so fair?—I’ th’ name of truth,
Are you fantastical, or that indeed
Which outwardly you show? My noble partner
You greet with present grace and great prediction
Of noble having and of royal hope,
60 That he seems rapt withal. To me you speak not.
If you can look into the seeds of time
And say which grain will grow and which will not,
Speak, then, to me, who neither beg nor fear
Your favors nor your hate.

أما المشهد الأخير فهو من مسرحية الملك لير

LEAR:  Ha! Goneril with a white beard? They flattered
me like a dog and told me I had the white hairs in
my beard ere the black ones were there. To say “ay”
and “no” to everything that I said “ay” and “no” to
was no good divinity. When the rain came to wet me
120 once and the wind to make me chatter, when the
thunder would not peace at my bidding, there I
found ’em, there I smelt ’em out. Go to. They are
not men o’ their words; they told me I was everything.
’Tis a lie. I am not ague-proof.

يعيش هاملت صراعا بين الحياة والموت.. بين المواجهة والهروب.. بين تصديق الواقع أو محاولة التشكيك. السؤال هنا: هل نتبع ما هو سهل ونهرب أو نواجه ونتحمل نتيجة ذلك؟ ربط القيم شيء مهم في هذا المشهد عندما استخدم هاملت كلمة nobler

هل مازال النبل موجود هو وقيم اخرى نفتقر إليها في هذا الزمن؟ نحن بحاجة للعودة لقراءة الأدب من جديد بدلا من ملاحقة الترند والقصص التي لا تشبهنا ولا تشبه واقعنا. لن أحلل أو أعلق أكثر على هذا المشهد لأترك لك المجال أن تربطه بما تعيشه.

ماكبث

يرسل لنا القدر إشارات كثيرة بين الحين والآخر لنتأمل ما يحدث معنا أو ما سيحدث في المستقبل ولكننا للاسف لا نأخذ هذه الإشارات بعين الاعتبار، وهذا ما حدث مع ماكبث في الفصل الأول، المشهد الثالث. هذه المسرحية مليئة بالمشاهد المؤثرة التي تحمل معاني كثيرة وتبين النفس البشرية وما تخفيه من مشاعر مختلفة من الطموح والأمل والقوة ونقيضها من الشر والكراهية والطمع والحقد.

مسرحية الملك لير

من هنا أنتقل معكم إلى المسرحية الثالثة، الملك لير ومشهد من أروع ما كتب فيها. في معظم الاحيان نرى حقيقة الاشخاص والأشياء وحتى الأحداث المتوقعة ولكننا نتحاشاها أو نتجاهلها وكأنها ليست موجودة. في طريقنا للنضج محطات كثيرة وأشخاص ينتظرونا أو يعيشوا معنا هذه الرحلة. لنتأملهم جيدا قبل فوات الآوان وقبل أن تنتهي الرحلة دون تحقيق أهدافنا.

فيديو مقال رحلة النضج

أضف تعليقك هنا