آخر محاولة

بقلم: منيرة الراجح

لقد رميت بكل ما في قلبي من حمل وثقل عليه، لقد صافح قلبي بود كما لو أنه سحابة بيضاء، شعرت للحظة أنني بخير وأستعدت طاقتي لقد عاد شغفي بالحياة من جديد،

أنا لا أتكلم عن حب لا بل شي أنقى من الحب وهو الدعم، لقد منحني الدعم بكافة أنواعه حين استهان الكل بمواهبي صفق لي وحين استنزف الجميع طاقتي اعارني طاقته، وحين امتلأت بالسلبيات اغرقني بإيجابيتي، إيجابيتي في العمل إيجابيتي في التفكير إيجابيتي في المحاوله في كل مره افشل،

الدعم الذي قدمه لي

لقد منحني دعماً نفسياً ومعنوياً، أشاد على كل مواهبي وعانق عيوبي وصحح لي أخطائي،جعلني أشعر بالأمان كان حريص على أن يجعلني سعيدة، يخفف من وجعي ويخبرني دائماً أنني جميلة جدآ، يقرأ أفكاري ويثني على كل ما اقوم به، أنه الأمان الوحيد الذي شعرت معه بأنني لست تلك الفتاة الحزينه ولا الجبانة ولا التي تخاف المحاولة، لقد جعلني أشعر بأنني أستطيع أن أكون أفضل مما عليه أنا، لم أراه يوماً إلا بنظرة الأب والمرشد الروحاني لي.

لقد علمني بمن أثق وكيف أثق

لقد آمنت له وكنت ارتجف من خوفي على نفسي وعلى قلبي خفت من أشياء لا أستطيع التحدث بها، لكن رغم هذا لمن استسلم بفضله حاولت وبالاحرى استطعت أن أحاول من جديد، لقد علمني بمن أثق وكيف أثق وعلمني أن أبتعد عن كل شخص يحمل صفة سيئة لقد علمني أن لا أقدم تعاستي على سعادة غيري، لقد جعلني أفهم ما مدى أن الحياة لا تستحق الحزن ولا البكاء ولا الخوف.

علمني كيف أبتسم وكيف أعيش السعادة

لقد علمني كيف ابتسم وكيف اضحك وكيف اعيش السعادة لقد اخذ بيدي إلى طريق مليء بالأمل كان مرشدي في الحياة وطبيبي حين أمرض وأبي حين أبكي وأخي حين أضحك وعوني حين انكسر وضلعي حين ينخلع كتفي. لقد فهمت من خلاله إن طريقي مواجهة لطريقه ، وإن الطرق مهما تعرجت لن تفترق وإننا على نفس السفينة مرسانا واحد، نعم جعل مني أنثى مختلفة تماماً عن تلك الأنثى اليتيمة التي لا حول لها ولا قوه.

تلك الأنثى التي تعرضت للتنمر طوال حياتها، تلك الأنثى التي تخاف مواجهة العالم وترتاب وتخطئ في الحديث، تلك الأنثى التي تبكي على اتفه الأسباب وتحزن من أمور في نظر الكل إنها لا تستحق الحزن أو أنها أقل من سخيفه، تلك الأنثى التي ترتجف حين تتحدث وتتلعثم في الكلام،

جعلني أشعر بأنني أنثى مختلفة تماماً

لقد جعلني أشعر بأنني أنثى مختلفة تماماً عن تلك الأنثى التي أحدثكم عنها، جعلني قوية جعلني أشعر بالسعادة لقد منحني الأمل لقد جعلني أثق وأنا التي لا تثق، جعلني أؤمن بأن كل شيء وله حل وكل مشكله يمكن أن يكون فيها حسنةولقد وجهني في كل مره شعرت بالخطأ يأخذ بيدي إلى الصواب، كما قلت تماماً جعلني أحاول وهذا هو السبب الرئيسي في كوني أتحدث لكم عن محاولتي التي تعد الأولى في حياتي والأخيرة نعم حاولت وكما قلت فشلت نعم فشلت أنا التي اعتادت على الفشل كيف توقعت أنني سوف أنجح، كيف آمنت أنه هناك أمل سيجعلني سعيدة، أشعر بأني فرطت نفسي بنفسي، كما أشعر أيضا أنني  لست كما أنا كيف أقنعت نفسي أن أتغير إلى هذا الحد، كيف انتزعت منيرة القديمة وتحولت إلى منيرة جديدة كلياً

من أنا؟ لماذا نسيت من أنا؟

كيف تحررت من شخصيتي الحزينه كيف آمنت أنه يوجد سعادة تنتظرني، لقد رحل ورحلت معه المحاولة الأخيرة أغلقت الأبواب وعدت مطأطأة الرأس أعتذر لشخصيتي الحزينة عن مدى غباي وجهلي ابكي على صدرها بحرقة أندب حظي في هذه الدنيا وأحمل نفسي الذنب، أعود يتيمة إلى غرفتي وأبكي بصوت منخفض وأنا أدفن رأسي بالوسادة، أبكي لأني خرجت من شخصيتي الحزينه،

عدتُ وحيدةً إلى غرفتي بعد رحيله

أبكي لأني وحيدة ولن يحمل ما في قلبي سواي، أبكي لأني بوحت بكل ما في داخلي، أبكي لأني يتيمة تستحق البكاء، أبكي لأنني حاولت أول مره أن أخرج من حزني لأول مره أحاول وتفشل محاولتي الوحيدة

انا من أخطأت بحق نفسي وأنا من عاقبت نفسي وأنا من خذلت نفسي وأنا المتسبب في كل ما يحدث بنفسي، لكنها المحاولة الأخيرة وأغلقت على نفسي في دائرة حزني. سأتذكر دائمآ إنها المحاولة الأخيرة وفشلت.

بقلم: منيرة الراجح

 

أضف تعليقك هنا