الحُلم وعام خارج سلطة العقل

أحداث جسيمة مر بها العالم مؤخراً

عشنا بأيامه وثوانيه، ولم ننل قسطاً من الراحة فيها، عام ملأه الحزن وخطوب الأحداث الجسام والأخطر منها جرائم حرب احتلال إسرائيل لاسيما بعد السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى الذي تكالبت بعدها دول عُظمى كشفت عورتها غزة، وكأن أفضل الأفلام وسوؤها في هوليود تُترجم على أراضيها، وقد غطت على أحداث أوكرانيا وقبلها كورونا، وانقسامات ليبيا والسودان وسوريا والعراق وأفغانستان وغيرهم من دون عانت الأمرين بحروب لا ذنب لهم فيها، فهناك دول انهارت وأخرى بزغ نجمها، علا صوت التحالفات، وانتهى صلاحية أخرى تم تدشينها، وسط أفدح الكوارث وأبشع المصائب، أو شخصية العام سلباً أو إيجاباً.

صراعات شهدها عام 2023 

تتمثل أشكال التنظيم الاجتماعي البشري الأولى بالعائلات، والتجمعات ذات العصبة كمجتمعات، ابتعد عام 2023، عما هو مألوف خاصة العيش بسلام في مناطق الصراع العالمي مؤثرة على ما حولها من قوى، وذلك بحُكم التعقيدات البشرية، التي تختلق قرارات نندم عليها جميعاً لكنها مفيدة لذوي المصالح. المستفيدة من خيرات الشرق الأوسط، على مر الأعوام وكأنه احتلال بصور مختلفة، خلقت حروب ضارية فاندلعت وشب نيرانها ببراءة البشرية، وأخرى مُزمنة مفتعلة استمرت وستستمر إلى الأبد ومنها ما ينتهي بانتهاء المنافع كهروب اميركا المخزي من أفغانستان، وكل المؤشرات تفيد بأن النهايات السعيدة لا وجوه لها إلا بالتهجير والموت والتعذيب والتدمير سواء بمظاهر الطبيعة كإعصار دانيال وغيره، أو بالحروب والصراعات النفوذ.

السلطة لا تكون بالمال والسلاح فحسب وإنما بالاختراعات والابتكارات 

ولعل عامنا القادم قد يكشف المخبأ، وما لم يذكر في أعوام أمثاله السابقة، على مبدأ «حط عينك في رأسك.. تعرف خلاصك» نظراً لعدم وجود الشفافية والوضوح في عالم يحكمهُ سلاح القوة، وكأنه عُملة نادرة، فما نقرأه أو نسمعه أو نشاهده، غموض لا يُصدقهُ عقل ولا يوصفهُ قلم، لكن الصورة ليست كلها قاتمة، بل أسوأ مع كثير من الأحداث في واقع ليس بشعارات، وحوارات بل سجالات من تضخم قاتل وارتفاع أسعار الفائدة مرات ومرات، قد تجعل عام 24 عام القتامة والجوع، وكأن ما يحدُثُ في أهل غزة من تجويع وتهجير يتحول بلعناته على البشرية دون استثناء، مخالفاً كافة الحسابات الدقيقة وتقاريرها كما لم يتوقع العالم طوفان الأقصى ولم يحسب لهُ حساب، “ما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”.. هكذا اختصر حالنا أمير الشعراء أحمد شوقي، فكان عامناً هذا مليئاً بالحروب والأزمات، وأيضاً بالحلول والاختراعات والاكتشافات، أهمها إزاحة الحجاب عن مفهوم أعمق وأوسع للسُلطة والقوة التي تحتمل قوة التأثير والابتكار إلى جانب قوة المال والسلاح.

تعديلات وتحولات جذرية شهدها الاقتصاد السعودي

ففي السعودية كان حصاد 2023.. عام تعديلات جوهرية بأسواق المال السعودية وزيادة الكفاءات وجذب الاستثمارات العالمية وكُبرى الشركات؛ للوصول بأسواق المال السعودية لمصاف أكبر الأسواق العالمية من خلال تطوير قوانين السوق المالية، وتشجيع الشركات على الإدراج، بالسوق الرسمي الموازي وإيجاد بيئة استثمار جاذبة تدعم نمو الاقتصاد الوطني وتعزيز الإجراءات الرقابية ومستوى الكفاية المالية لتلك الجهات، ورفع كفاءة إدارة موارد تلك المؤسسات بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.

ليشهد الإنجاز السعودي في عام 2023 المنخلع، جملة من الأحداث الاقتصادية، تبقى في الذاكرة سنوات عديدة، كالفوز باستضافة كأس العالم 2034، وكأس آسيا 2027، ومعرض إكسبو 2030، والألعاب الآسيوية الشتوية 2029. والدورة 21 لمؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” 2025، وكأس آسيا لكرة السلة 2025، ما جعل عام 2023 عام مليء بالفرص للمملكة، وهو ما جعلها تحتل المركز الأول بين دول مجموعة العشرين، والثاني عالميًا في نسبة نمو عدد السياح الدوليين بنمو 50% في الأرباع الثلاث الأولى من عام 2023م مقارنة بنفس الفترة من عام 2019م وفقًا لتقرير السياحة العالمي “باروميتر” لشهر نوفمبر الماضي، لتكون المملكة بطاقاتها وقياداتها الحكيمة قيمة مضافة في سجلات الحالمين، برؤية يتبعها نجاح.

فيديو مقال الحُلم وعام خارج سلطة العقل

كان حصاد 2023.. عام تعديلات جوهرية بأسواق المال السعودية

https://cdn.pixabay.com/photo/2015/02/27/14/41/jeddah-652162_640.jpg

يشهد الإنجاز السعودي في عام 2023 المنخلع، جملة من الأحداث الاقتصادية

https://cdn.pixabay.com/photo/2017/04/03/04/48/riyadh-2197496_640.jpg

أضف تعليقك هنا