الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا أقدام بعد معارك قاسية، أمرٌ بطوليٌّ .. و هذا لا يختلف عليه اثنين، كيف و إن كان النهوض من الرّماد، “كما تقول أسطورة الفينيق”.

و من هنا، كان لابُدَّ لنا من جولةٍ تلسكوبيةٍ على الانتشار و الضجّة اللذان تحدثهما #الدراما_السورية لهذا العام 2024، و إن كان البعض يختلف معنا بهذا الموضوع، لكن سطوع الشمس لا يمكن تكذيبه، و إن وضعنا الإصبع أمام العين. و جولتنا تضمُّ بعض الأعمال، معتمدين على نواحٍ عديدةٍ منها: النصّ، النظرة الإخراجية، براعة الممثل، دقة المشهد، مراعاة التفاصيل…

مسلسل #تاج أنموذجاً تاريخياً

بعدسة أقرب ما تكون إلى الهوليودية (إنْ صحَّ التعبير) ينقلك المخرج #سامر_البرقاوي بسحر الإضاءة و روعة المكان المعدّ خصيصاً لهذا العمل، و الذي يمثّل دمشق في فترة الأربعينيّات من القرن المنصرم، و ما تملكه تلك الفترة من كنوزٍ غثّة، و التفاصيل هنا تتكلم: الترام القديم – محطة الحجاز – الجامعة السوري و حضور الشاعر عمر أبو ريشة – عمود ساحة المرجة و غيرها … ، ليكمل طاقم العمل سلسلة الإبهار البصري بأداء محكم بدءاً من البطلين: #تيم_حسن و #بسام_كوسا، مروراً بجيل مهيب من فنانين شباب، لعبوا بأمانة ما كان قد خطّه المؤلف #عمر_أبو_سعده لِنراه كملحمة هادئة/مشتعلة بآنٍ معاً.

مسلسل#أغمض_عينيك أنموذجاً اجتماعياً وجدانياً

يأتيك مسلسلٌ اجتماعيّ ليتناول قضية، ربما تناولها البعض في الآونة الأخيرة، لكن جُلّ الظنّ أنها لم تأتِ بمكانها السليم، و ذلك لأسباب عديدة ، منها: الضخّ المركّز حول فكرة التوحّد بعينها دون غير جوانب أُخرى، و منها ما هو بهدف الاستعطاف.. و… و..

أما أمام أغمض عينيك، وجدنا قضية طيف التوحّد خافية على الرغم من ظهورها، و ظاهرة على الرغم من اختفائها، لتثير قضية السجن و التباعد بين الأم حياة (#أمل_عرفة)، و ابنها #جود : (#ورد_عجيب ، و #زيد_بيروتي : صغيرا) المحتاج لكل تفاصيل الأمومة مع هكذا وضع، فكان لكتاب العمل: #لؤي_النوري و #فادي_محمد_المنفي حبكة قوية، كما لمخرجه #مؤمن_الملا قدرة ملامسة واقعية جعلت المشاهد يعيش بداخل الحدث أو ربما يعتبر نفسه أحد شخصياته.

مسلسل #ولاد_بديعة نموذجاً اجتماعياً قاسياً

ربما أخذ العمل المذكور مساحة واسعة، و لَهُ ما لَهُ من لازمات كلامية و حركية، حفرت لدى جمهوره العريض نقوش لن تزول بسرعة، لكن كنّا أمام جرعة عنف كاوية، و أمام توظيف لانحطاط أخلاقي بعيد عن الواقع نوعاً ما، فالواقع و بأسوأ أحواله لن يكون بنسبة خمسة و ثمانين بالمئة سيء، لكن هذا ما أظهره المسلسل، بكل أحوال لا مجال للشك بإبداع الممثلين و منهم #إمارات_السعدي التي ظهرت بصورة مختلفة عن السابق هنا، و هنا يجب أن ننوه إلى عودة البطولة الجماعية التي امتازت بها الدراما السورية منذ زمن ليس بالبعيد، كذلك مخرجة العمل ابنة شيخ الكار #رشا_هشام_شربتجي و مؤلفيه: #يامن_الحجلي #علي_وجيه.

دعونا في كلمة ختامية و -للتاريخ- فقط، أن نقرّ بأن: “نعطي الخبّاز خبزه و لو أكل نصفه” كما تقول المقولة الشعبيّة، و هذا حال الدراما السورية بنهضتها، فلنعطيها خبزها… و نحن واثقون بأنها ستعطينا كل شيء.

فيديو مقال الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

أضف تعليقك هنا