تفكيرنا بكراهية سبب لمشاكلنا

منظومة الفكر البشري المعقدة

إن الفكر البشري أداة جبارة تستطيع أن تتحرك وفق منظومة معقدة وظيفياً ومنطقياً، وهي بحركتها هذه تقدم الكثير من المقدمات، وتستوعب الكثير من النتائج، والفكر البشري فيه سر لا يعرفه الكثير من الناس ربما، وهو أنه يتصرف ويفكر في كثير من الأحيان بطريقة غير مقصودة فالمتعارف عند الناس أن الإنسان يستطيع أن يتحكم بتفكيره دائماً، فهو قادر مثلاً أن يفكر في حل أحجية معينة في وقت ما، وهو قادر كذلك على إيقاف تفكيره فيها في وقت آخر، وهو قادر على انتقاء المسائل العلمية وقادر على الإستذكار أو التناسي.

هو يقوم بهذه الأفعال كلها وفق تخطيط مُسبق وإرادة، لكن ما لا يعلمه الناس أن الأفكار ليست دائماً يُتحكم فيها وخاصة أفكار المنبع النفسي (أي التي تكون للنفس حصة مهمة فيها )، فإنها غالباً ما تكون خارج نطاق سيطرة الفكر. فتفكيرنا بكراهية يعني أن نفوسنا قد استغرقت في صناعة جزءٍ من أفكارنا وهذا يعني أن أفكارنا ذات الكراهية صارت خارج نطاق سيطرة منظومتنا الفكرية.

تفكيرنا بكراهية يغير العالم من حولنا

لأن النفس هي مَنْ صنع جزءاً كبيراً منها والتحكم فيها صار بنسبة كبيرة ليس ضمن نطاق تفكيرنا. فإذا صار الأمر كذلك دخل الفكر في مرحلة الانطلاق وعدم الضبط، فصار يفكر وفق مقدمات غريبة ونتائج أغرب من دون إرادة واختيار تفرضان على الفكر المقدمات، وتفرضان عليه النتائج. فإذا حصل هذا تغير العالم من حوله بسبب تغير أفكاره لأن أفكاره الجديدة (الممزوجة بالكراهية) ذات تأثير قوي على العالم لأنها (أي الكراهية) ضد الحب، ولأن الحب أقوى قوة في الكون فإن ضده (الكراهية) هي أقوى قوى الكون بالاتجاه المعاكس (إذ إنها استفراغ للحب).

فنبدأ بعد حصول كل هذا نقع في مشاكل كبيرة لا نعرف كيف وجدت تلك المشاكل وكيف وقعنا بها، والسر هو تفكيرنا بكراهية فقط. والتفكير بكراهية ينعكس على سلوكنا وأفعالنا من دون أن نعلم بذلك، أو نلتفت إليه فنسبب فوضى كبيرة حولنا وأفعالاً غير محببة تصدر عن الأشياء التي نتعامل معها لا بسببها، بل بسببنا نحن.

فيديو مقال تفكيرنا بكراهية سبب لمشاكلنا

الفكر البشري فيه سر لا يعرفه الكثير من الناس ربما، وهو أنه يتصرف ويفكر في كثير من الأحيان بطريقة غير مقصودة.

 

لأن الحب أقوى قوة في الكون فإن ضده (الكراهية) هي أقوى قوى الكون بالاتجاه المعاكس (إذ إنها استفراغ للحب).

 

أضف تعليقك هنا