بقلبي ممرضة (الجزء التاني)

نظرت إلي تلك الممرضة بنظرة قاتلة و الدمع تدرف من عيناها ،ثم واصلت صمتها لمدة و قالت لي تفضل، جلست بجانبها ثم نظرت إلى السماء هذه السماء التي كنت ألاحظها كل ليلة من السطح عن خروجي لإجراء مكالمة هاتفية مع الذين تركونا نتخبط دون أن يسألوا عن حالاتنا هذا البدر الذي يختفي ليالي وما إختفاؤه إلا لعدم توافقنا في نفس الوقت.

و ما إختفاؤه إلا لعدم خروجنا في وقت واحد، نظرت كثيرا إلى أن سقطت قطرة من المطر هذا المطر الذي يطبطب على كتفي كيف أخبره أن الحريق بالداخل ثم نظرت إلى الممرضة و قلت لها لما تبكين يا أيتها العشرينية أنت زهرة في شبابك و بسمة في حياتك.

خرجت الممرضة عن صمتها ثم قالت

خرجت الممرضة عن صمتها ثم قالت ما لا أستطيع قوله أهو حفاظ للسر أم مبادئي لا تمكنني من الإفصاح بها فعلا قتلتني تلك الفتاة الأرملة العشرينية لم تدق زهرا من ربيع شبابها و لا دفئا من حنين شتاءها ما ذاقته إلا جفافا من صحراء صيفها و سقوط من شجرة تأويها في خريف جوفها.

تناولت أطراف الحديث معها

تناولت أطراف الحديث معها لأنني عشت من الحزن ما يعادل و يفوق ما تقوله كسر قلبي و لا يزال ينبض بصوت لا يسمع و إذا ركضت يتأتر بفقر الدم ليس فيزيولوجي فقط بل مشاعر قتلته ثم سألتها هل يمكن للقلب الجريح أن يحب مرة آخرى بكت و لم تجب فقلت لها إنني أتألم أكثر منك فقالت لي هل الأسد يظهر ضعفه أو يزأر بالليل فقلت لها هي نقطة ضعفي إذا لمست شعرة مما أحب سأضع كل ما أقدر عليه لمحاربتك لكن هذا لا يقلل من كوني أسد.

خرجت من المستشفى في تلك اللحظات

خرجت من المستشفى في تلك اللحظات و أنا لا أملك أي شيئ أستعمله كي أتصل بالفتاة العشرينية لكني سأقف لها كل مرة فلا أنسى قطرة واحدة أضافتها لي في دمي فعلا خرجت من المستشفى هاربا من إستكمال العلاج إنه مؤلم.فعلا هذا مؤلم هل كان علاجا نفسيا أو علاجا جسديا لا أدري ما أتدكره فقط أنني دخلت إلى المستشفى مكسور القلب لم يكترت لي أي شخص و لم يقف معي أي شخص ما أتدكره فقط رنات من صوت بعيد كان يقول لي لو تموت أمامي لا أرحمك بصوت آخر يقول لي لا تسقط و تفقد وعيك كعادتك.

لا نريد هذا و كأني أتحكم فيه بصوت آخر يسبني و بصوت آخر يقول لا دخل لي به حتى و إن مات ،فعلا كل هذه الأصوات كانت قريبة لأننا نتأتر بالصوت القريب أنا مشوش العقل لا أتدكر إلا أنني دخلت المستشفى بفعل فتاة أدت قلبي بخيبات أمل ثم خرجت منه أتذكر فقط أنني طلبت المساعدة من هذه الفتاة فلم تقبل طلبي إلا أن الممرضة العشرينية منحت لي الدم تأترت كثيرا من أناس منحنا لهم قلوبنا جميلة فأرجعوا لنا قلوبنا مليئة بالجروح و فتاة لا تعرف عني شيئا منحت لي دماؤها الحزينة

فيديو مقال بقلبي ممرضة (الجزء التاني)

أضف تعليقك هنا