تعويذة حب

بقلم: فاطمة الزهراء كمال

بهذه الأرض الخشنة تعويذة حب، قد تغزوا الديدان جثت العشاق لكن الحب أبداً لا يموت !

هواجس عاشق

تأخد بيده ويمضيا معاً، هكذا تخيلها تستعيره من نفسه، من قلبه المنزوي في أعماقه، خيل له جسدها الهزيل وهي تجرف  الظلمة من صدره، تطفئ مليون حريق وحريق بدواخله وكأنها سبيله الوحيد للخلاص، وها هو بلا طواعية يصيح : انتظري…!
اندثرت كل الأمنيات أمام  وجهه الشاحب ما عدى أمنية واحدة : تمناها شمسا في أفقه تستأذن الرحيل، يلتف المشهد الدرامي لرحيلها بسخرية على عنقه وكأنه حبل مشنقة، يسرح في خياله البائس، يرى أنه قتل المشهد أو على الأقل جره نحوه وصفعه في محاولة جد فاشلة لينتقم من خياله .

ذكرى وشوق وحنينٌ وحرمان

اضطرب إيقاع مجريات دمه، اشتهى نوماً عميقاً على بقعة أكثر اتساعاً من ضيق صدره ربما، أو  كان جائعا إلى حضن يرممه يحييه، يعيد مسامات جسده لعملها الطبيعي: فرز أطنان من الإنتماء للحياة، لو أنها بجانبه لما تنكر له العالم بأسره يعلم ذلك بلا ريب، مؤمن به كمثل إيمانه بأن امرأة مثلها حتما لم تخلق بعد، وكم أراد أن تطفو معجزة احياء العظام وهي رميم على سطح شوقه لكان هذا الإحياء بالنسبة إليه عدالته السماوية الوحيدة والمتبقية .

بعيداً في الفراغ ينظر و كأنه يتعقب سنين عجاف قضاها وهو يقتات على ذكرى محبوبته، سنين كانت كافية لترمي بكومة من الحياة في قبضة موت ساخنة، بجمراتها  أذابت كل أمل بجوارحه، هاهو ذا ينظر لجسده مرة أخرى ،يبدو الأمر داميا مخيفا كيف للرحيل أن يشرح جسده ويفقده القدرة على المضي وكأن شئ لم يقع.

آخر المطاف ونهاية الحكاية

يريد بشدة أن يخلد  وجودها ،وحده وجودها من سيستيق رغبته نحو العيش ، وحدها خدودها من  ستشنق خياله ..في غفلة من أمره صاح من جديد: ارجعي إلي راضية مرضية، عادة ما يغادر الشفق احمراره في آخر المطاف، لا أمل باق له، يمد  للوجود سواعده وكأنما يقول: اسحبوا المزيد من الدم ،المزيد من الحياة،  ولأنه سادج سيتعطش مرة أخرى لدم الحياة، سيشرب من دناسة  ينبوع دمائه، مرشح لخوض تجربة الموت الدنيوية ،مشتت كمحبرة دم على قصيدة حرب ، لا يقوى على صراع البقاء ، بالكاد البقاء يصارعه.

بقلم: فاطمة الزهراء كمال

أضف تعليقك هنا