بقلم: إسراء عماد الدين
اصطفيتهُ
اصطفيتهُ من بينهم لـ يَنعم بـالتمتع تحت سماء مدينتي ،
لم يكن به شيئًا مميزًا سوى أنني أحببته ،
فتى نحيف البنية ، شاحب الوجهِ
ذو عينين عندما أرى إنعكاس
ضوء الشمس بِهما
أردد في وضح النهار :
” ربّ اغفر لـي ثملي “
تتطاير خُصلات شعره – البنيّة – على عينيهِ مُحاوِلةً
أن تمنع خطيئةً ما على وشكِ الحدوث ،
أُسرعتُ فـأزحتُ تلك الخصلات اللعينة
لكي أفسِح مجالًا لـ تلك الخطيئة أن تقع ،
نظرت في عينيهِ بـ ثباتٍ مُصطنع ،
تنفستُ الصعداء حين
أحسستُ بـ شعاعٍ من عينيه ينعكس بداخلي ، و تلاهُ آخرًا و آخر ،
حتى أصبحتُ أشبه بـ مرآة مُقعرة القلب
ما عليها سوى استقبال كل تلك الأشعة بداخلها ،
تتسارع دقات قلبي شيئًا فـ شيئًا
يتوهج قلبي بشدة ،
يعلن قلبي حينها عن ارتداد أول شعاع منه نحوَهُ ، و تلاهُ آخرًا فـ آخر ،
شعرتُ بالوهن على غير عادتي ،
أتنفس بصعوبة بالغة ،
نظرت إلي وجهه مرة أخرى فلم أعد أرى ذاك الشحوب المخيف!
أحسست بأن صنيعي معه صنيع من أعاد
الحياة لمن سلبها ، و رد النبض لمن فقده
حينها تناسيتُ ما حدث ،
ابتسمتُ بهدوءٍ ،
أغمضتُ عينايَ ،
أدركتُ الآن أنني أحيا بداخله