كتاب الجيزاني كعلاج وباء التبديع

بقلم: مبارك يوسف

أنواع العبادات

بسم الله الرحمن الرحيم.. تأمّل ما يلي:

  • أمرُ الله تعالى بالصلاة في قوله “وأقيموا الصلاة…”.
  • أمر الله تعالى بالذكر والدعاء في آيات “اذكروا الله…” و “ادعوا ربكم…” و “استغفروا ربكم…”.
  • أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين في قوله “وبالوالدين إحسانا…”.
  • أمر الله تعالى بالأكل والشرب في قوله “كلوا واشربوا…”.

إذا فرضنا أن امتثال أوامر الله عبادة، فالعبادة أنواع:

  1. عبادات مقيدة تعبّدية
  2. عبادات مطلقة تقرّبية
  3. عبادات تعليلية
  4. عادات/عاديات صارت طاعة بالنية.

أما النوع الأول فالأصل فيه الإتيان بها مقيّدة، حيث أنه أتى مشروعا بكيفيته وأركانه ووقته ومقداره، كالصلاة والصوم والزكاة …الخ. وأما النوع الثاني فهو كالتعبّدية ولكنه مطلق، حيث يمكن للعبد أن يأتي به على ما تيسّر له من كيفية وعدد وزمان …الخ. إنما يجب في فعله الإنقياد بما جاء به الشرع من شروطه وآدابه، مثل الأدعية ونوافل الأذكار وما إلى ذلك مما شُرع مع التوسعة. ومن أدلة ذلك الكثيرة: حديث “ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو” بعد التشهّد، وحديث “أعرضوا علي رقاكم..”.

وأما النوع الثالث والرابع (العبادات المعلّلة والأفعال العادية) ففيهما التعليل. والتعليل مناط التعدية والتوسعة. فالتوسعة والقياس داخلان وجائزان فيهما طبعا، مثل سنن الفطرة، والأفعال المستحبة، وصالحات العادات المباحة والأكل واللباس، وكل ما يُعرف مقصده أي هو معقول المعنى. إنما تجب في فعلهما مراعاة الآداب الشرعية مع النية المخلصة. وإحكام العرف في هذين النوعين وارد. من أمثلة ذلك: التطيب يوم الجمعة “بطيب الأهل” أو “طيب البيت” أو “ما قدّر الله من طيب”، في أحاديث استحباب التطيّب (مع بقاء الأفضلية للمسك لأنه مختار النبي)، والوزن والمكيال وأساليب البيوع ولو كانت جديدة، ما لم تخالف شروط إحلال البيع.

الاقتداء بالرسول والبدعة   

وعلى هذا، فليعلم القارئ الكريم أن المتابعة التامة بجميع عناصرها من زمان ومكان وترتيب وعدد وكيفية.. إنما تجب في التعبّديات المقيّدة، وأن صيغ الدعاء غير ما نصّ عليه الكتاب والسنة ليست بدعة إذا لم يكن فيها ما يخالف الشرع، وأن العرف محكم في الإحسان والصالحات، وأن الاجتماعات الدينية ليست بدعة والمجتمعين للدعاء في أوقات مخصوصة أو أيام مخصوصة (كآخر الأسبوع..) مسلمون وأهل السنة وليسوا بمبتدعين ما دامت مضمونات ما يقولون ويفعلون لا تخالف الشرع. وكل ما جمع عليه المسلمون من أنواع البرامج تجاه امتثال أمر الله بتعزير النبي وتوقيره صلى الله عليه وسلم أو لإعلام كلمة الإسلام، ولا يُجاب فيه السؤال “هل فعل النبي أو الصحابة مثل هذا؟” ما لم يخالف مضمونات الفعل شرع الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وما زاد المسلمون في العقيقة والنكاح من تنظيم مجالس الوليمة على هيئة شائعة عندهم فلا بأس به إلا ما خالف الشرع مما يفعلون فيه. ومن ظنّ أن كل عبادة تجب فيها المتابعة في الكيفية فلينظر في كيفية التعلّم والتعليم والجهاد (المعركة) ومأمورات دينية أخرى كثيرة في عهد الوحي والآن، فقد تغيّرت كيفيتها (لا أقول الآلات) إلى ما هو أقرب للنتيجة وأكثر فعالية، وحاش لله أن يجعل جميع المسلمين أو أكثرهم مبتدعين.

أما تبديع المسلمين من أجل كل ما سبق وسلب لقب أهل السنة منهم.. ليس حرصا على السنة، إنما هو إفتان المسلمين وإزعاجهم وسلب شرف نسبتهم إلى أهل سنة حبيبهم والتضييق على المسلمين وتفريقهم وتعييب السنة بدعوى قلّة أهلها. وبالإضافة، نفي ما ليس حراما من تحسينيات الدين تنفير الناس من دخوله. ولا أظن أن المتشدّدين يعلمون ما يفعلون للدين! نسأل الله السلامة.

الأصل في العبادات

أرغّبك (زادك الله وإياي هداية) في قراءة كتاب “دراسة وتحقيق قاعدة الأصل في العبادات المنع” للشيخ محمد بن حسين الجيزاني (جزاه الله خيرا)، حتى لا يهمّك هجوم المتعالمين الذين يبدّعون المسلمين تكفيرا وتفسيقا، ويخرجون من دائرة أهل السنة (تعصّبا أو جهلا) كل من لا يهتمّ كثيرا ببعض ما اهتمّوا هم به من جوانب هذا الدين الواسع الرحيب الرحيم. ففي هذا الكتاب بيان لبعض القواعد الأصولية المهمة منها:

  • الأصل في العبادات المنع
  • الأصل في العبادات المقيّدة الإتيان بها مقيّدة
  • الأصل في العبادات المطلقة التوسعة
  • الأصل في العادات الإباحة.

ويمكن الكتاب على إنترنت.. هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)
مبارك أكومنكيو يوسف الإلوري.
[email protected]
١٨ جمادى الأولى ١٤٤٤ هجريا.

بقلم: مبارك يوسف

 

أضف تعليقك هنا