مازالت تمطر

بقلم: محمد خضير

شريط ذكريات المصوّر مايو..

ذهبت إلي ذلك الشاطئ البعيد وما إن وصلت بدأ المطر قطره قطره في النزول إلي أن أصبح كثيف وكأن السماء ترحب بي بطريقتها الخاصه ،تذكرت أعواماً مضت بتفاصيل اعتقدت أنني نسيتها.

ذكريات مايو مع ياسمين بائعة الورد

ورد يا صديقي ورد، ورد جميل تعطيه لحبيبه أو صديق، وكنت مبتسماً بتلقائيه كان الرد نعم أريد الورد ولكن ليس لي حبيبه أو صديق، ولكن من أجلك فقط أشتري الورد ، وماذا تعمل يا من تريد الورد ولا تعرف لمن ستعطيه، هل يمكنك كل هذه المراكب العائمه أعمل فيها كمصور، أصور اللحظات الجميله والذكريات ثم بعد ذلك أبيع هذه الصور لأصحابها، وهل يشتري الجميع ، ليس الجميع ولكن من يحب فقط الذكريات يشتري ومن لا يحب لا يشتري، عملك مثل عملي أيها المصور أنت تبيع الزكريات وأنا أبيع الورد وكلها لحظات جميله ، نعم يا بائعة الورد نحن نبيع اللحظات . وما إسمك ؟، تريدين التعرف الآن إلي بائع الذكريات والصور أنا مايو وأنت، أنا ياسمين. أنا المصور بائع الذكريات باعت لي ياسمين الورد، باعت لي زكري جميله ثم ذهبت بعيداً لم أراها مجددا ، بحثت وبحثت ولكن لم أجد ، قالوا عادت إلي وطنها بعد أن ملت العمل.

لقاء مايو مع صاحب عمله السابق

مازالت السماء تمطر ولكن ذهبت أنا إلي الذكريات والصور، ثم ناداني شخص هناك كنت أعمل عنده سابقاً في الماضي، مايو وقت طويل لم نرك هل تبحث عن عمل، كان هذا الشخص متعجرف غير متعلم ولكن أجبرتني الظروف في وقت ما أن أعمل عنده، لا أريد العمل شكراً لك ، ولكن ما هذه السياره الجميله هل هي لك ، نعم لي وأمتلك غيرها الكثير والكثير، عدت ولكن هذه هي عودة بطل منتصر، وكان هو منصدم تماماً له الحق فيكف أمتلك كل هذا وأنا من كنت أعمل عنده سابقاً، لم يجد ما يقوله فذهب، افسد هذه اللحظات الجميله التي كنت أعيشها.

قسوة صاحب العمل ما زالت عالقة في ذاكرة مايو

الآن أتذكر كيف كان يعاملني، لماذا لم تصور هذا وهذا ولماذا هؤلاء الأشخاص لم يشتروا الصور وصوته يكاد البحر يسمعه، وأنا أقول لا يريدون صور لا يريدون زكريات ماذا أفعل وأيضاً معهم منقبات لا يحبون الصور فماذا أفعل، يجب أن أحترم رغباتهم، تحترم رغباتهم، نحن هنا لا نحترم شئ، نحن فقط نحترم المال، إن كنت تريد أن تكمل في هذه الوظيفه يجب أن تحترم المال مثلنا وتستنكر أي مبادئ أخرى، لم أجد شئ أقوله فكنت في هذا الوقت مضطر إلي العمل معه، ولكن وعدت نفسي سيأتي الوقت الذي أكون أنا فيه هنا ولكن ليس كمصور ولكن كسائح وعندما يأتي من يعمل معه ليصورني سأقول أرسل لي صاحب العمل ليصورني بنفسه وسأعطيه من المال ما يريد، وعندما سيأتي سأعلمه أن يحترم المال بالشكل الصحيح.

حادثة مأساوية كانت سبب ترك مايو للعمل

مازالت الدنيا تمطر ومازالت كل الزكريات تأتي إلي دفعه واحده لا تتوقف، كنا هناك في انتظار ذلك القارب الصغير لينقلنا إلى المركب الكبير فنقوم بالعمل، ولكن ما حدث سقط زميلي في البحر ولم يعد أبدا، عاد ولكن جثه هامده لا تنطق ، وكان هذا هو اليوم الأخير لي في هذا العمل، فقد ذهب زميل العمل ولم يعد فقريبا يحين دوري أنا الآخر.

مازالت تمطر، حتي وجدت بائعة ورد تنادي ورد للمحبوب ورد للصديق فاشتريت الورد، ولكن لم أتعرف عليها فلم تكن ياسمين ولا أحد مثلها، اشتريت الورد من أجل جبر الخواطر.. مازالت تمطر زكريات وقصص ولكن الآن لنذهب ولنعود يوماً آخر.

بقلم: محمد خضير

 

أضف تعليقك هنا