موقع مقال موقع تواصل اجتماعي يتخذ من المقال وسيلة تعبير وتفاعل، وينتج فيديو عن كل مقال
إحياء الأمم المتحدة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية
في حدث تاريخي، تنوي الأمم المتحدة احياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، لتنتعش ذاكرة النكبة الفلسطينية الكُبرى عام 1948، التي هي من صنع الاحتلال الإسرائيلي، وليست كارثة طبيعية ولا ضربة ربانية، ولنردّد القول بأن الانتصار لفلسطين هو انتصار للإنسانية جمعاء.
ولعلّ اعتماد الأمم المتحدة قراراً بإحياء الذكرى 75 للنكبة في 15 أيار/ مايو 2023 في قاعة الجمعية العامة، لهو أقوى رد أممي على الرواية الصهيونية الزائفة، وتثبيت لحضور الرواية الفلسطينية في المشهد الدولي، ما يتطلّب تركيز كل الجهود نحو حصاد دبلوماسي متين تخليداً لذكرى النكبة الخامسة والسبعين.
هل سيكون لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية تأثيراً في دعم القضية الفلسطينية؟
ويشكّل هذا الحدث فرصة تاريخية لصالح القضية الفلسطينية، لدعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وتحرير شعبنا وكامل أراضيه، ويوفر مساحة هامة من أجل فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في كافة الميادين، والمستمرة منذ نكبة عام 1948، وما صاحبها من مجازر وصلت إلى أكثر من خمسين مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية، وهدم لـ529 قرية فلسطينية وتهجير وطرد لأكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي عملياته الاستيطانية وأعمال الهدم والقتل ، هذا فضلاً عن استهداف الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، والاعتداءات والحصار لمدننا ومخيماتنا وقرانا، في كل الأرض الفلسطينية.
كيف تعاملت إسرائيل مع حدث إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية؟
وفي هذا السياق تسعى دولة الكيان الإسرائيلي بكل وسائلها الممكنة في محاولة لإفشال هذا الحدث التاريخي الهام، وكل ما يتعلق بالفلسطينيين في الأروقة الأممية، وقد أرسلت خطابات لممثلي مختلف الدول وناشدتهم عدم المشاركة في الحدث. وكان مسؤول إسرائيلي قد قال في وقت سابق للقناة 13 الإسرائيلية: “إذا لزم الأمر – رئيس الوزراء سينضم إلى الجهود للضغط على الدول بعدم المشاركة”.
وبالرغم من محاولات التشويش والتحريض الإسرائيلية، فإنه لا يمكن لقوة على وجه الأرض أن تقفز عن الحقيقة، وأن تتجاوزها، خصوصاً بعد تسلّم اليمين المتطرف مقاليد الحكم في “إسرائيل”، ونهجه الذي عرّى الرواية الإسرائيلية المزيّفة أكثر فأكثر. حيث أن سياسات الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في التصعيد غير المسبوق في عمليات القتل والإعتقال، واستمرار بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية والقدس، و إقرار رزمة من القوانين العنصرية تجاه الفلسطينيين، إضافة إلى تصريحات وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير والتهديدات المتكررة الصادرة عنهما، تعدّ انقلاباً على قواعد اللعبة والصراع حتى في المنظور الغربي.
إحياء ذكرى النكبة سيشكّل نقطة انطلاق تدعم المساعي الدبلوماسية الفلسطينية
وإن افترضنا جدلاً أن الإعلان الأممي عن هذا الحدث هو استجابة لتحولات الرأي العام الدولي الإيجابية لصالح القضية الفلسطينية، وإن كانت تحت مسمى “ترضية”، لا سيّما في ظل انفصام الشخصية السياسية لدى البعض أمثال أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الاوروبية، التي هنأت الإسرائيليين بـ “عيد الاستقلال”، فإن إقامة هذا الحدث بحد ذاته، إلى جانب واقع توفّر كافة مقومات الدولة الفلسطينية، وأن فلسطين قد أثبتت منذ الاعتراف بها عضواً مراقباً في العام 2012، أنها دولة مسؤولة، فاعلة، وقادرة على العمل مع المجتمع الدولي، يدحض حجّة أي دولة أوروبية أو غير أوروبية ما زالت ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي الختام، يمكن القول أن هذا الحدث سيشكّل علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية الفلسطينية، ونقطة انطلاق بروح عمل جديدة في المسارات الدبلوماسية المختلفة: الشعبية، والأكاديمية، والبرلمانية، والأهلية، نحو تشكيل جبهة دولية تدعم المساعي الدبلوماسية الرسمية الفلسطينية، الرامية إلى تحصيل الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرّف.
فيديو مقال إحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة: علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية الفلسطينية
