عقول البعض تحتاج أوتماتيكي!

بقلم: عبد الله المحنا

أنظُر لهذا الشاب الوقِح، يستعمل النَت والتيليفون 4 ساعات باليوم، ولديهُ ضوءٍ كهربائيًّ حديث، ويدرسُ في مدرسةٍ خاصّة، ولهُ مُدرسين خصوصيين، ومرتاح 24 ساعة، ولا يعملُ، ولا يهلكَ تعباً، ثُم ينجح من الدور الثاني! بينما جدَّة الخامِس كانَ يدرسُ على ضوءِ الشَمس، ويعمل، ويتعب، ويدرُس في مدرسةٍ مُتهالكة، ويضربونهُ، ثم ينجح بأمتياز من الدور الأوّل.
لا زِلنا نسمعُ تِلكَ المُقارنة السَخيفة، ولا يعرفُون إن الزمن تغيّر؛ فلا عَتب على مَن يُقارنون الجدّ الخامس بالابن فهذا يدلُ على سذاجة عقلهُ وسخافتهُ وعوقهُ، فما سأذكرهُ بمكتوبي ليسَ لمعاقي العَقِل؛ إن الإنسانَ لا يبقى على حالهِ، لا بُدَّ مِن تطورهُ وتطوِّر الإنسانِ كالموتَ فالأثنان نتيجتان معروفتان.
في زمن جدِّنا الخامِس لم يَكُن هُناك نت ولا تيليفون ولا ضوء، لذلكَ كان يدرُس على الشمس، فلو كانَ يمتلِكُ كل ذلك لكان مثل الحفيد يدرُس على ضوءٍ كهربائي. يعني إن ذلِكَ لا يدُلَ على وقاحتهِ فهذا تطوّر وهو أمرٍ طبيعي.
فلا تجعلَ عقلك حاوية نُفايات، ما أن تكلموا في شيء تمليء عقلك بهِ.
وكذلك مقارنتهم بالمرأة، حيثُ يقولون سابقاً كانت المرأة تغسُل ملابِس البيت على الشاطِيء، واليوم لديها غسّالة كُهربائيّة وتكون المرأة مُتعبة رُغمَ إنَّها لم تفعل شيئاً! ولا أعرف كيف إنّها لم تقعل شيئاً، ونسوا تربيتُها، وسهرتها على أطفالها.
وإذا كتبت؛ الوردُ جميل .. يقولون لك، أنت عميل لإسرائيل لأن إسرائيل مشهورةٍ بالورد والعربُ مشهورٌ بالنخل ولم تذكر نخل بلادك. إذن؛ أنت خائِن لبلدك وطائفي فلا يتشرفُ بك وطنك!
كل ذلك ﻷنك أبديت رأيك بوردة، لو كنتج تدعم إسرائيل فعلاً لما فعلوا ذلك، فأغلبَ حُكّامنا هُم عملاء لإسرائيل ولم يفعل العرب لهُم شيئاً. وللأسف ذلكَ كان إنموذجً بسيط لسخافة العقل وإعاقتة الإجتماعيَّة.
برأيي إن المسؤول عن سَذاجة بعضِ الناس هو مربيَّهم، لو كانوا مُربين بدائياً بتربيّة تختلفُ عن تربيّة آبائِهم لكانوا الآن في قمَّة الترّفع، هُناك قول لعليُ بِن أبي طالِب؛
لا تجبِروا أخلاقكُم على أولادِكُم، فأنّهم عاشَوا بزمانٍ غيّر زمانِكُم.

بقلم: عبد الله المحنا

أضف تعليقك هنا