القُدْسُ تَصْرُخ وَالعُرُوبَةُ تَحْتَضِرْ!

القدس

مِنْ القَضايا الجَوهَرِية بَيّنَ طَرَفَي الِصِراع في العالمْ ….لِذلِكْ من فطرتنا أن نرفض فكرة وضِع اسم القدَس مَكانْ في بِقاع الأرض بجانب اقذر الأسماء عندكْ !!!…..يكفي ان تَعلَمْ أنَّ القدس عاصمة قضاياك و محور صِراعَك وقضية تَسكُن إيمانك وعَقيدَتِك وليسَ مَدينةً و شَوارِعٍ وأبنية فقط ،فهي فكرة تَسير في عُروقك ، تجتاحُ عَقلَك ، وتَسكن في داخل قلبك ، فهل هناك من يَسمَح باحتلال عقلة و قَلبة وحبس الدم في عروقة …!!!!

لا يمكن أي يقاوم السنان  بالكلام ، لكننا أمة عاجزة!!! ، غير قادرين على الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا ، لكن لا يحق لأحد أن يصمت ، يكفينا أن نرفض الفِكرة و نعلي صوتنا برفضها …. بكفي أن نُكثفَ لأجلها الجهود، أن نتحرّك في كلّ المجالات، أن نعتصم ونتظاهر ونكتب ونشجب ونقاطع ونندد ، فكما أن للقدس رب يحميها ، كذلك لها شعوب لا تسكت على الظلم وتدافع عن مقدساتها.

موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

من المواقف التي تستحق الوقوف عندها ، و التي تستحق الإحترام و التقدير، هو موقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي أعلن عن خطوات جادة ، سيقدم عليها في حال أصر ذلك الأرعن على نقل السفارة الى القدس الشريف ، وإعلانة  أن القدس عاصمة لدولة اسرائيل ،والذي اعتبرة إعلان حرب على الاسلام وعلى المسلمين،و من هذه الخطوات، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وطرد سفرائها من بلادة ، وعلى طرف الطاولة ،لم يتعدى موقف الدول العربية الشجب والاستنكار الناعم ، الذي تريد من خلالة الدول العربية حفظ خط الرجعة مع حليفها الاستراتيجي في أي وقت أرادت …!!

لقد تَخاذل العرب تجاه قضيتنا و قدسنا ، لقد اعتبر العرب القدس شأن فلسطيني ، لا يُمكن الحديثُ عنه ، وساروا في طريق السلام المزعوم دون البت في قضيَّة  قدسنا في كُل حوار من حواراتهم ، لقد تَركونا في طريق مظلم ، نواجة أعداءنا لوحدنا و بلا سلاح ولا قوة ، في زمن اعتادوا قمع شعوبهم بحجج المواجهة مع اسرائيل …!!!

ستبقى القدس لنا

رغم تخاذل العرب ، وتقصيرهم وسكوتهم المخزي بحق قضيتنا ، ستبقى القدس لنا ، وإن تآمر علينا اليهود العرب ، وسيبقى نور الإسلام ساطعاً وإن أظلمت واشتد سوادها ،وسيكون النصر للمسلمين ، وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال:

“لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود” ….

القدس مكان مُقدّس

ومن الضروري الوقوف ملياً ولو للحظات  قليلية ، فالقدس مكان مقدس ، حُفظ بِعناية الرحمن عز وجل فالقدس لها رب يحميها ، وشعوب تدافع عنها ، فلا قيمة لذلك الاعتراف ، في وقت تقع القدس تحت احتلال منذ 70 عاماً … وفي وقت اعترفت معظم الدول العربية بدولة اسرائيل و أجلوا البحث في أقدس مكان عند المسلمين  وهم يَلهثون خلف السلام المزعوم ، فلا قيمة لهذا الاعتراف ونحن نقبل بجزء من الحق المسلوب !!!، نقبل بالقدس الشرقية عاصمة لنا !!! …. لكننا بوعينا و معرفتنا بقدسنا  يُمكن أنْ نحميها ، وبوعينا  بضرورة تحريرها يُمكن أن  نوقف ذلك التهويد المستمر ، وبوعينا بأن النصر قادم لا محال يمكن أنْ تظهر متغيرات جديدة في زمن الهزائم الفجة المتلاحقة .

لكن ، رُب ضارة نافعة كما يقولون …!!!

لقد كان قرار نَقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف ، كَشف لِتِلك الأقنعة الفاسدة التي تتستر خلفها الأنظمة العربية ، وبهذا القرار سقطت ورقة التوت التي سترت عورة الأنظمة لفترة طويلة جداً ، ، و التي بَرَرت قمع شعوبها واضطهادهم بحجج محاربة  هذا الكيان …!!! كذلك أثبت هذا القرار أنَّ القدس هي قضية عامة لكل الشعوب العربية ، وإن راهنت عليها الأنظمة الفاقدة للشَرعيّة ،و التي تَخشى على مقاعدها وعروشها من غضبة الوحش الاسرائيلي ، وتُصعد بشَكلٍ يَحفظ خَط الرَجعة مع البيت الأبيض .

فيديو مقال القُدْسُ تَصْرُخ وَالعُرُوبَةُ تَحْتَضِرْ!

أضف تعليقك هنا