الأخلاق القوام المجتمعي

قد ذكر الله تعالى محبته لمن يتخلق بالأخلاق الحسنة، والتي منها الصبر والإحسان والعدل وغير ذلك،

فقد قال الله تعالى: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195].

وقال أيضًا: وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ

[آل عمران: 146].

وقال أيضًا: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطين [المائدة: 42].

وقال صلى الله عليه وسلم:

(أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقًا)

وقال صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)) رواه الترمذي.

الخُلُقُ الحَسَن عَلى حَدٍ سَوأ لِمَن هُوَ مُسلِمٌ أو غَيرَ مُسلِم، يُعتَبَرُ جُوهَراً إنسَانياً لا غِنى لنا عَنه ولا شَيءَ أقوى مِنَ الأخلاق فِي أسرِ القُلُوب، وَمَن مِنا يستَطيع مُقاوَمَة صَحِب الخُلُق الحَسن الّذي يَحتَرِمُنا فَقَط لأنهُ خَلُوق؟ حَتى وإن أخطأ نَلتَمِسُ لَهُ بَدَلَ العُذرِ ألفَاً.

الأخلاق تُعَلِم

الصِدق وَالإخلاص، الأمانة، العدل، والكَثير من الصِفات الحَسنه كالصبر والاحترام والاحسان، وَهَذِهِ الصِفات تُعتَبَر مِن أهَم وأسمى الصِفات الّتي تُسَاهِم فِي النَهضَة المُجتَمَعية، وتُساعِد عَلى نَماء وَتَطور الاقتصاد وإرتِفَاع الشَأن الدَوْلِي في العَالَم.

البَعض يَتَعجب مِن كَيفية أن تَكُون مِثل هَذِهِ الصِفات سَبَباً فِي رَفع وَخفض المُستَوى المُجتَمَعي وأنا كُنت مِنهُم!سَأتَحدَث بِإيجَاز عَن بَعض هَذِهِ الصِفات وَمَدى تَأثِيرِ كُلاً مِنها:

الصِدق وَالإخلاص

المُوظف أياً كَانت وَظِفَتُه، حِينَمَا يَكونُ وَاضِحَاً فِي عَمَلِه وصَادِقاً فِي أنه يَبذُلُ جُهدَاً لأنجَازِ مَهَامِهِ اليَومِيه، ومُخلِصاً فِي أن يَجعَل  مَقَر عَمَلة مُتَقَدِماً فِي إحراز أكبَرُ قَدرٍ مِنَ العَطاء المَبذُول لِلمجتَمَع، سَتَجِد الفَساد يِندَثِر وَهَذا أوَل مُسَبِب للإنهِار قد إنتهى، ونجد المُنشآت الحكُومية أو الخاصة في أزدِهار وهذا يَرفع مِن نسبة الدَخل العَام، ويُساعِد فِي خَلق الكَثير مِن فُرص العَمل والقَضاء عَلى نِسبة البَطاله في المُجتمع! وَهَذا القَلِيل جِِداً مما يُمكِن أن يَفعل الصِدق والإخلاص في نماء المُجتمع.

الأمانة

بِِأختِصار، إذا كَان الشَخص أميناً يَموت الإختِلاس والتَعَدي عَلى المال العام وهُنا يكُون الفائض السَنوي أعلى، مما يَصنع بذلك مَشاريع تَطويريه لِلدولة والمُجتَمع ويَخلُق ايضاً فُرص وظيفية تُحَسِن مِن الدخل الخَاص للمُوَطِن.

العدل

ولا يَخفى عَليك عَزيزي القارئ أن العَدل فِي إنصَاف المَظلوم وَمُحاسَبة الظَالم، وإعطاء كُلَ ذِي حَقٍ حَقه، يَجعل الفَاسادَ يَمُوت فلا تَجِدُ مُفسِد يَرتشي أو يَسرق أو يَتعدى على حقوق غيره، ولن يَكون هُنالكَ ظَالمٌ يَظُنُ أنَ لا أحد أعلى مِنه، فَيتنمى الإقتِصاد بِموت الفاسد والظالم، وتَحيا فُرص العمل وتَموت البَطاله ويتحسن الدَخل العام والخاص.

لم يَضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بالأخلاق بأنَ صَحِبَها هُوَ أحبُ العِبادِ إلى الله سبحانه عَبَثاً! لا أقول أنَ الخُلُقَ والأدب أندَثَرَت فِي مُجتَمَعي، وَلَكِن أصبَحَت في إنخِفاض مَلحُوض وبِالطَبع سَيَكون ذا تأثِير كَبير فِي المُستَقبل، فِي أغلب دُول العالم الشَرقِية مِنها والغَربية قَد قَاموا بِإضافة مَادة تَعليمية تَختَص بالأخلاق والأدب، فَيَتِم تَعليم الطَالِب مُنذُ الصِغَر وَترسيخ هذه المَبادئ بِه في دَاخِل وخَارج المَنزِل.

ومَع الأسَف نَحن أصبَحَت الأجهِزه اللوحية هِي مَن يُعلم الكَثيرَ مِن أطفَالِنا عَن الحَياة، ولا يَخفى عَليكُم ان الغَالِب مِن رواد ومَشَاهير التَواصُل الإجتِمَاعي هُم إما: { حَمقى أو مُفتَقِرين للأخلاق }.

أهمية التربية

غَياب دَور البَعض مِن الأباء والأمَهات في تَربية وَتعليم أطفالُهُم هُوَ الشَرخ الأكبر واساس فِي ظُهُر جِيل يَتَفشى بِه الفَساد الشَخصي وبالتأكيد سَيَكون سبباً فِي إنتِقال الفَساد إلى المُجتَمع كامِلاً، بِالخِتام لَستُ مِمن نُزِهوا عَن الخَطأ، وَلَكِن تَعلمت بأن الخطأ هو قَرين البشر، وأيضاً تَعلمت بأني إن أخطأت أعتَذرت ومن ثُمَ أُصحح.

عَلِموا أطفَالَكُم كَما عَلمنَا النبي صلىالله عليهِ وسَلم.

فيديو مقال الأخلاق القوام المجتمعي

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالعزيز الحمدان

محمد عبدالعزيز الحمدان



snapchat: @xq2_1987