لا تتفيضل

راجع من العمل الساعة الحادية عشر ليلاً، أسوِّق على الخط السريع، بسرعة لا تتجاوز المائة وعشرين (١٢٠) كيلو متر في الساعة. فجأة، سيارة تتجاوزني من خلف الخط الأصفر وهذا مخالف للقانون وبسرعة جنونية، أثار فضولي! فتحت الضوء العالي حق سيارتي عليه، تعبير مني بعدم الرضا بما قام به.

المداهمة بالسيارة ليلا

هدئ السرعة! قطع عليا الطريق، وأوقف السيارة. تحمستُ جداً، هممتُ بالنزول من سيارتي، لكي اتقاتل معه، وأنا أحدث نفسي: من ما كان يكون مكسكاني، أمريكي أبيض، أمريكي أسود المهم انه عمل خطأ وقطع الطريق عليا. رأيتُ أثنين نزلوا من السيارة، وفِي أيديهم سلاح(مسدس). أغلاقتُ باب السيارة، ورجعتُ بالسيارة إلى الخلف. باشروا في إطلاق النار عليا، رجعتُ بسرعة أكبر، ولأنني في الطريق السريع ليس أمامي سوى حل واحد .. أعكس الخط .. عكستُ الخط، أنطلقتُ بأسرع ما يمكن، وهم بعدي بسياراتهم.

خرجتُ من الخط السريع، دخلتُ المدينة- على أمل أن ترانا الشرطة- قطعتُ الإشارات الحمرا، وطلعت فوق الرصيف حتى لا أضطر للوقوف، لكن للأسف لم ترانا الشرطة. ولأن هناك الكثير من السيارات(زحمة) في سان فرانسيسكو، لابد من الرجوع الى الطريق السريع، حتى لا يتمكنوا من الإمساك بي، رجعتُ إلى الطريق السريع، وهم لايزالون بعدي. أسرعتُ سرعة جنونية، وأفكر، مالذي يتوجب عليا فعله؟.
قررتُ أن أعمل بالقول المشهور“عليا وعلى أعدائي”، قررت أن أصطدم بهم ونموت كلنا. انطلقتُ بسرعة خرافية، حتى أصبح بيننا مسافة تمكني من جعل سيارتي مقابلة لهم.

الفضول قتال

بدأتُ أسرع نحوهم، وأراهم مسرعين، متجهين إليا. وفِي لحظات، دخلتُ في غيبوبة التفكير، قلتُ: كل هذا يحصل لي لأني تفيضلتُ وفتحت الضوء العالي، الآن أموت بسبب فضول بسيط. كل السيارات الذي كانت إلى جانبي لَم يتفيضلوا، وهم الآن في بيوتهم بين أهلهم، وأنا أودع الحياة!! أمنيتي أن أرجع إلى تلك اللحظة الذي رأيتهم فيها، ولن أتدخل. يسرعوا، يخالفوا مش من أختصاصي. لو أقدر أنصح كل فضولي أن لا يتفيضل فيما لا يعنيه حتى لا يفقد حياته بشيء تافه.
وقبل الاصطدام، صحيتُ من النوم، علشان أوصل الرسالة للفضولي. بأن الفضول قتال. عِش حياتك واهتم في طريقك، لا تتدخل في حيات الآخرين سوى كانوا على صح أو على غلط.

فيديو مقال لا تتفيضل

أضف تعليقك هنا