مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 2

ضياع نقود حمود

تركْنا حمّود في محل مخير للجوال وهو ينازع الإحراج، فبعد تفتيشه في جيوبه بل وكل خرق في ملابسه لم يجد المال، نظر وابتسامة بلهاء ترفرف في محياه المتغضّن إلى البائع وأخبره أنه لا يدري أين ذهب المبلغ الذي كان معه، فما كان من البائع إلا أن نظر إليه نظرة إشفاق تخالطها ظلال الشك وأخبره أنه يمكن له العودة مجدداً بعد البحث عن فلوسه الغائبة !!

سلّم حمّود الجوال الذي كان يقلبه بين يديه بنفس محروقة متألمة، ورآه يعود أدراجه في خزانة المعرض الزجاجية ويستقر هناك، تحرقت نفسه شوقاً إليه، وأخذ يفكر بمصير المال الذي كان يجمعه لمدة أشهر،  فخرج من المعرض يجر أذيال الخيبة والهزيمة.

امتلأ حال حمّود وتراكبت على صدره الهموم والغموم، دمعت عينه وهو يسير على الطريق، قاطع الشارع الرئيس وهو ساهم مفكّر، داعبت أنفه رائحة الكعك اللذيذ والقوية إلا أنه لم يُعر الأمر أي اهتمام.

وفي لحظة غياب عن الوعي بما حوله مرّ  من أمامه وهو يقطع الشارع تكتك مسرع وكاد أن يصدمه لولا أنّ السائق انعطف انعطافة شديدة ولاحقه بالشتائم والسباب، فقد كاد حمّود أن يصنع بسرحانه حادثة أليمة لولا لطف الله عز وجل.

عودة حمود الى البيت

عاد أدراجه إلى البيت، كان لا يدري ما الذي سيقوله لوالديه، لقد سمع عن السرقات في غيل باوزير لكنها كانت سرقات للبيوت، أما عملية النشل فلم يسمع بها مطلقاً، ثم إنه لا يتذكر أبداً أن أحداً ما احتكّ به أو اصطدم به عمداً، وهنا داعبه الأمل بأنه يمكن أن نسي الفلوس في البيت، لو أنه اتصل من هناك لكان اطمأن، لكن لم تخامره الفكرة وهو في غمرة الهم والغم.

دقّ حمّود جرس المنزل، وبسرعة فتحت والدته والقلق ينهشها نهشاً، لما أن رأته ورأت علائم الحزن بادية عليه عرفت القصة، إنها أم والأم تعرف ما الذي يحصل لك وإن لم تتحدث علانية.

بكى حمّود بين يدي أمه بحرقة، بينما كانت تمسك ضحكتها عليه دون أن يشعر بها، وبعد أن هدّأت من روعه قامت وأحضرت مغلفاً بنياً، لما رآه حمّود انهار من هول المفاجأة ..

لماذا انهار حمّود من هول المفاجأة ؟

… تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله …

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 2

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن