عندما بكَي القرش!

أسباب الهجرة للشباب العربي

حروب وفقر وتشريد ومشاكل معقدة إستعصت علي الحل تَجعل شبابنا يفكر في الهجرة وكأنها الملاذ الوحيد لكي يحيا حياة طبيعية،قديماََ كان التنقل بين الدول سهلاََ بدون قيود ولكن في عصرنا الحديث أصبحت الهجرة أمراََ صعباََ ، حيث أنها تَتطلب المال واللغة ومهارات مختلفة ، فيتجة البعض الي الهجرة يطريقه غير شرعية التي تبدو وكأنها الخيار ألاسهل!

وفي الفتره الاخيرة تزايدت أعداد المهاجرين الأفارقة الي أوروبا من خلال عبور البحر المتوسط بالقوارب ،ومع نجاح نسبة قليلة من المهاجرين إلي الوصول الي اوروبا يزداد الأمل للأخرين لخوض التجربة بالرغم من أن الكثير قد غرق أو تجمد أو هَشمت عِظامة الحيوانات المفترسة! وتختلف أماكن تجمع المهاجرين علي حسب النطاق الجغرافي المتواجدين فية وستناول بالتحديد رحله المهاجرين  بين مصر و ليبيا من خلال تجارب لأشخاص حقيقين خاضوا التجربة وينحدر معظم المهاجرين من دول أفريقية مجاورة كاريتريا والسودان واثيوبيا والتشاد فضلأ عن المهاجرين من مصر وليبيا !

ليبيا

مع تسارع أحداث الربيع العربي انفلت عِقد النظام في ليبيا وأصبحت بلدأ تعمها الفوضي في كل الجوانب ،مجموعات مسلحة متفرقة تسرق وتنهب المهاجرين وتخطفهم لطلب الفدية مما شكل معضلة كبيرة للمهاجرين.

لماذا العبور من خلال ليبيا بالتحديد؟ نظر أ لقربها الجغرافي من أوروبا والأقلها خطرأ فلأمر لايتطلب سوي ساعات قليلة للوصول الي الشواطئ الاوربية.

شاء القدر أن اتعرف علي بعض المهاجرين ممن ينوون الهجره عبر القوارب وتحدثنا مع زميل لهم عبر الأنترنت، قد نجح أخيرأ في الوصول الي ايطاليا من خلال ليبيا.

عودة العبودية من جديد

كان ينحدر صاحبنا من أرتريا وقرر  خوض التجربة من خلال عبور الشواطي الليبية ومنها الي أوروبا كانت الخطة هي المكوث في ليبيا بضعة أشهر لتوفير المال المناسب لدفعة لصاحب القارب ومن ثم الانطلاق ولم يكن في الحسبان أي مشاكل أخري ، ووصل صاحبنا ليبيا ،وكانت المفاجأة! تم القبض علية من خلال مليشيات مسلحة غير نظامية، وطالبوة بفدية بمبلغ لم يستطع صاحبنا دفعة  ولا حتي أهلة ! فما كان من تلك المليشيا إلا أن أخذوة الي مزرعة لهم ليعمل فيها جبرأ بدون أي مال يطعمونه فقط وكان صاحبنا عندما يتعب من كثرة العمل المستمر يضربونةُ بالسوط علي ظهرة!

في الاونه الأخيرة ظهر مصطلح العبودية الحديثة وهي الاوقات الطويلة في العمل أو قلة الاجور لكنني لم أعتقد يومأ أن أري عبودية بذلك  الشكل عبودية علي الطراز القديم حرفيأ! وظل صاحبنا علي هذه الحالة يعاني من الألأم والاصابات في ظهره فضلأ عن يأسه من النجاة لمدة سنة حتي استطاع أن يهرب بحيلة ما ووصل الي الشاطئ الليبي ومن ثم عبر البحر المتوسط حتي وصل الي ايطاليا لتبتدي رحلة أخري من المعاناة ولكنها  الأسهل!

مصر والمهاجرين

تختلف معاناه المهاجرين في مصر فليس هناك مليشيات غير نظامية كمثيلتها في ليبيا فهي أكثر أمناََ بمراحل ،ويتجمع معظم المهاجرين في المناطق الصناعية من الجمهورية ،وهدفهم المكوث بضعة أشهر لتجميع المال المطلوب لدفعة لصاحب المركب لبدأ الرحلة.

ومنذ أن يدخل المهاجرين الأفارقة مصر يتعرضون للعنصرية بشكل عجيب في العمل وفي التعاملات اليومية فيكونون مجتمع خاصأ بهم ليساندوا  بعضهم البعض بعيدأ عن المصريين الذين لا ينالهم منهم سوي السرقة والسباب!ويعتبر المصري الأفريقي علي أنة قوي البنية فيضغط علية ويعطية الاعمال الشاقة القاسية دون أي اعتبار لإنسانيتة فضلأ عن أوقات العمل الطويلة! ولكن المهاجر مع كل ذلك يتحمل ويتحمل لكي يمضي الوقت ويكمل المال المطلوب ويبدأ الرحلة!!

يختلف ساحل البحر المتوسط في الناحية المصرية عنة في ليبيا فهو أبعد جغرافيا عن الشواطئ الايطالية وأكثر قسوة في ظروفة أيضا فيتضائل احتمال الوصول الي الشواطئ الأوروبية لكن هناك احتمال في العبور ولو كان الأحتمال10% ولو كان 1% يدرك المهاجرون ذلك ومع كل هذا لا يتخذون خطوة للوراء! فالرجوع بالنسبة لهم غير موجود في الحسبان حتي لو كانت النتيجة الحتمية هي الموت !

إن أصعب مرحله عند المهاجرين ليست مواجهة البحر أو إحتمالية الغرق أو خطر الاسماك المفترسة لا إطلاقأ إنما هي تلك المرحله التي يمكث فيها في بلد العبور وما يتعرض له من ذل وإهانة وعنصرية فضلأ عن المشاكل في بلدة الأم فيصبح خوض البحر الملاذ الأخير لهم وينظرون الي الرحلة وكأنها نزهة مقارنة بمشاكلهم!

الوصول الى ايطاليا

ينجح في الوصول الي الشواطئ الايطالية نسبة قليلة من المهاجرين فكثيرأ ما نسمع عن غرق القوارب وموت أعداد كثيرة من المهاجرين ،ومن ينجحوا في الوصول الي الشواطئ الايطالية تستقبلهم السُلطات بوضعهم في أماكن مغلقة يحاوطها أسلاك شائكة(معسكرات اللاجئين) منعأ لخروج المهاجرين،  ويمكث المهاجرين مده ستة أشهر أو ثمانية أو أكثر لفحص المهاجرين والتأكد من عدم انتمائهم لأي جماعة ارهابية،ويتعلمون في ذلك الوقت  اللغة و أي مهارة يختارونها ومن ثمَ يتم منحهم صفة لجوء فيتجهوا بعد ذلك بحرية شمالأ  نحو الدول الأوربية.

يُخيل للمهاجرين أن خوض البحر والوصول الي الجنة الاوروبية هو الخيار الوحيد للنجاة والذي يبدو وكأنة طريق مختصر  ولكن الواقع مختلف تماماََ،فنسبة من ينجحوا في الوصول لأوروبا نسبة قليلة مقارنة بأعداد المهاجرين الهائلة!فإن إتخاذ قرار الهجرة الغير شرعية ليس مجازفة غير محمودة العواقب فحسب بل يُعتبر محض انتحار!

الهجرة قد تُعتبر حل لكن ليس بهذة الطريقة فالهجرة الشرعية أصبحت صعبة خاصة مع عدم إعتراف العالم المتحضر بتعليم العالم الثالث! لكنها ممكنة فقط الأمر يحتاج بعض الجهد في تعلم اللغة أو تعلم مهارات جديدة مطلوبة في سوق العمل ونحن في عصر الانترنت والتعليم الذاتي يُعتبر حلاً ناجعاََ لمشاكل التعليم في العالم الثالث! الأمر صعب نسبياََ ويحتاج الي وقت وجهد لكنة حلأ أفضل كثيراََ من خوض تجربة الأستعباد مقابل الفدية أومواجهة العنصرية والأهانة أو خوض غِمار البحر مع أسماك القرش!

فيديو مقال  عندما بكَي القرش!

أضف تعليقك هنا