بُعبع الدولاب

“إذا قلت لك ان هنالك بعبع في الدولاب سيُخيفك هذا بضع الوقت، ولكن إذا قلت لك أن هنالك  انعكاس خيالي لمخاوفك الشخصية نابع من إدراكك لنقاط ضعفك واحتمالات سقوطك في بئر الفشل والضياع في الدولاب، فهذا قادر علي أن يُخيفك طول العمر.” – أنديل

صراع وسائل التواصل الجتماعي والانعزال عنها

قررتُ منذ شهر أن اقفل جميع حسابات التواصل الإجتماعي الخاصة بي، رغبة مني في الراحة العقلية ووعياً بأن خلافات و جدالات السوشيال ميديا تسحبني في صراع أنا لست به طرفاً مضروراً أو مستفيد هي مجرد ساحة معركة دون عراك ودون فائز في النهاية. السوشيال ميديا من المفترض أنها منطقة آمنة تعبر فيها عن رأيك بحرية لم تجدها في حياتك اليومية ولا مساحتك الشخصية وبالتبعية تساعدك في التحدث عن فكرك وما يدور من حولك.
ولكنها الآن تحولت إلي مكان تعُبر فيه عن رأيك لكي يقرأه الناس ويوافقون بسببه أن تدخل دائرتهم الحياتية وما إلي ذلك من لايك وشير و متابعة. فأصبحت وسيلة التواصل هي وسيلة إيصال فقط. أن أنشر وغيري ينشر فيتبعه اعجاب بما رأيت ثم متابعة وكأن الوضع مجرد صورة رمزية في البطاقة يراها أمين الشرطة ليدعك تمر في سلام. تحولنا من كوننا نريد التعبير بحرية عن رأينا إلي التعبير من وجهة نظر ما سيتقبله الآخرون دون أن يجعلنا نتحصل علي بلوكات أو ريبورتات.

هل بعد أن تركت السوشيال ميديا بشكلها الحالي عشتُ بهناء؟

ولكن هل بعد أن تركت السوشيال ميديا بشكلها الحالي، عشتُ بهناء و راحة بال بعيداً عن صراعات الحجاب و النسوية، صلاح ام وردة، الامتحان الماضي كان صعباً أم سهلاً علي الجميع أم انني فقط الذي أراه صعباً. وها أنا اواجه الحياة الطبيعية وصراعاتي الخاصة بدون انخراط في مشاكل غيري وهواجسه.

اتضح لي أننا لانستطيع العيش بدون وسائل التواصل الجتماعي

اتضح لي أنني بحاجة إلي العودة إلي ملاذ الميديا وحتي بشكله الحالي، لا لأنني احبه ولكن لأنه يعطيني مُخدر ربما لن أستطيع ولن يستطيع غيري في هذا العصر أن يعيش من دونه، مُخدر الإلهاء، بينما تنتظر نتيجة امتحانتك يلُهيك،بينما تنتظر انتهاء ورقة من مصلحة حكومية يُلهيك، بينما تتعرض لمهانة كل يوم و كرُبة كل يوم يُلهيك.
بينما تعيش في المدينة الصاخبة السريعة يُلهيك عن ماهية وجهتك وما تريد وحتي يُلهيك عن فشلك وهواجسك الليلية، خائف من امتحان الغد؟ ادخل تعرف عن أفضل ١٠ أماكن يفضلها أصدقائك بعد السابعة في مدينة نصر وأي أغنية يشغلها صديقك وهو محشور علي المحور، أو ادخل لتشاهد كيف يقوم نجم الشباك الأول بمشاهد الأكشن دون دوبلاير إلا في المواقف الخاطرة بسبب انتظاره لمسلسله القادم ٢٠٢٠ المنقول من مسلسل أجنبي و دعنا نعيش في صراع هل هو توارد أفكار أم تناقل أفكار كما هو المعتاد.

فيديو مقال بعبع الدولاب

أضف تعليقك هنا