التغير المناخي والصحة في مصر

المالاريا

في قرية ما في صعيد مصر، طفل رضيع لديه حرارة مرتفعة بسبب المالاريا، لكن لا يعرف الطبيب السبب وراء حرارته المرتفعة، لأنه لم يتلقى التمرين لكشف مرض المالاريا الذي حتى وقت قريب لم يكن له وجود في مصر، مودياً بالطفل لمصير مجهول.

فيضان النيل

على بعد بضع من الكيلومترات، على ضفاف النيل، يمرض الكثير من سكان قرية آخرى بسبب تلوث مياه النهر نتاجاً لفيضان النيل بمعدل غير معتاد الذي نتج بدوره عن تغير معدل هطول الأمطار. يمرض المزارعون في القرية فلا يرعون محاصيلهم مما يؤدي لتبعات اقتصادية مؤسفة لهم وللقرية ككل.

مصر والتغيير المناخي

هذان سيناريوهان متخيلان قدمتهما الوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية في فيديو على يوتيوب في شكل أكثر تجريداً. تحذر الوزارة فيه من المخاطر الصحية للتغيير المناخي على المناطق النائية بالذات وعدم استعدادها لمحاربته. مصر دولة تطل على البحر المتوسط في مناطق ويجري فيها نهر النيل ومناطق أخرى بها مناخها جاف للغاية، هذه الظروف تجعل مصر في عرضة كبيرة لمساوئ التغيير المناخي، حيث أن معظم السكان يقطنون في دلتا النيل مما يجعل أي تغيير في ارتفاع مستوى النهر تهديداً للأمان الزراعي والمائي والإقتصادي للبلد.ارتفاع الحرارة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات الأمراض المعدية والأمراض المنقولة بالحشرات وحتى سرطان الجلد.

أصدرت منظمة الصحة العالمية في 2015 تقريراً خاصاً بالعديد من الدول منهم مصر وخصت فيها تأثير المناخ على الصحة. ففي سيناريو التقليل من الانبعاثات الكربونية من الأعوام 1990-2100 سترتفع الحرارة بقدر 1.6 درجة مئوية أقل بـ4 درجات كاملة من سيناريو عدم تقليل العوادم.

الأيام التي بها موجات حرارة ستنخفض من 195 يوم في 2100 إلى 45 يوماً فقط. عدد المصريين الذين سيؤثر عليهم الفيضانات نتيجة لارتفاع مستوى البحر من 2070 إلى 2100 هو 2.4 مليون شخص وإذا قللنا الانبعاثات سيصبحون 700 شخص فقط. تواجه مصر أيضاً خطر فيضان النيل، وفق سيناريو الذي نسير على مساره الآن، يتوقع أنه بحلول 2030 سيزيد عدد الناس المعرضين لخطر فيضان نهر النيل 1.1 مليون شخص سنوياً. بالإضافة للغرق، الفيضان يؤثر على الإنتاج الغذائي، احتياطي الماء، ويؤدي لاضطراب النظام البيئي وزيادة الأمراض المعدية، والأخطار طويلة الأجل تتضمن إزاحة السكان وإصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة.

ماذا لو قللت مصر انبعاثات SCLPs؟

يقدر أنه لو قللت مصر انبعاثات SCLPs ستتجنب وفاة 13200 شخص من تلوث الهواء، وأن تقليل انبعاثات SCLP بشكل كبير سيخفض حرارة الجو بمقدار نصف درجة مئوية بحلول 2050. أيضاً بحلول 2050 يقدر أن سوء التغظية في العالم سيصيب 20% من سكانه.

يذكر أن مصر وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغيير المناخي في 1992، واتفاقية كيوتو في 1999، واتفاقية باريس في 2016.

اعترفت وزارة الصحة بالتغيير المناخي كنقطة محورية يجب التركيز عليها. وشرعت في إنشاء استعدادات مؤسسية وتقنية للتعامل مع التغيير المناخي والصحة. لكن مازال أمام الدولة شوطاً كبيراً تقطعه، لا يوجد استراتيجية تكيفية ضمن أمثلة أخرى موجودة داخل التقرير.

على العالم أن يتحرك في اتجاه مهتم بالصحة أكثر، نحن نشاهد آثار التغير المناخي بأنفسنا والأمور ستزداد سوءاً فقط، وعلينا أن نكون جاهزين، من الناحية الصحية على الأقل لمواجهة التغييرات التي ستنشأ على المناخ وتأثيرها على ساكني المناطق التي يتوقع أن يحدث فيها أكبر ارتفاعات للحرارة أو فيضانات.

التغير المناخي له ارتباط شديد القوة بالصحة واستعداد الدول للوضع الصحي الجديد الذي سيفرضه علينا التغيير المناخي هو في أهمية استعدادها لتقليل الانبعاثات الكربونية أو استخدام الطاقة النظيفة.

فيديو التغير المناخي والصحة في مصر

أضف تعليقك هنا