من اهم الأسئلة التي على كل الشباب في مرحلة البلوغ ان يتوجه بها الى نفسه، وهو لماذا ادخل الى النادي الرياضي؟ عن ماذا ابحث؟ ما هو هدفي من اتقان احدى الألعاب الرياضية وخاصة تلك المتعلقة بكمال الاجسام والفنون القتالية؟
من خلال ما لاحظته ومن خلال ملاحظات الرياضيين ايضاً، وجدت ان النسبة الكبيرة ممن يتوجه الى هذه الرياضات هو لغرض ابراز نفسه، فهو يجد نفسه ضعيفاً مقارنة بالآخرين، ويجد في كمال الاجسام او الفنون القتالية ملاذاً ودرعاً يحتمي فيه من مخاوفه، ولكن بسبب هذه المخاوف التي يشعر بانها ستزول مع بروز واضح للعضلات وظهور القوة في الضرب والايذاء، يتحول الشباب بشكل تلقائي الى أدوات لصنع المشاكل.
من المهم جداً على جميع الرياضيين والمدربين في النوادي، ان يضعوا النقاط على الحروف، وان يرسموا الطريق الصحيح امام الشباب اليافع الذي لجأ إلى النادي من أجل حل عقدة النقص في نفسه، من خلال إعادة الثقة الى هؤلاء الشباب، وتحويل هدفهم من إحلال العقدة الى تنمية للقدرات، ليتم استخدامها في الخير والفائدة، لا ان تكون سبباً في تفشي الجريمة والاعتداء وانتهاك حرمات الناس البسطاء والتهجم على الضعفاء.
للمعلم والمدرب دور كبير جداً، ومن المعيب ان تجد هم المدرب وصاحب النادي الرياضي هو الاستفادة المادية فقط، وهذا على حساب انتاج مجرمين بلا اخلاق وبلا التزام، بل والأكثر معيباً ان تجد المدرب يشجع الشباب على تعاطي المنشطات والبروتينات دون الاهتمام الفعلي بصحة المتدربين الشباب، واستغلال طموحهم وضعفهم وقلة وعيهم.
ليس من الصعب ان يضع كل مدرب لائحة او اعلان في النادي للشباب الجدد، يتحدث فيه عن لماذا جئت وماذا تريد ان تكون؟ بعد ان أصبحت قوياً وصلباً كيف ستتعامل مع شيخ كبير او غلام ضعيف البنية؟ كيف ستكون ردود افعالك مع أناس مرضى او معاقين؟ كيف سترد على عجوز يضربك بعكازه ويسبك ويلعنك امام الناس؟ على المدرب ان يكتب كراساً يعلم فيه الاخلاق اولاً، وعلى المدرب ان يصبح اخ وصديق واب وناصح ومعلم، وعليه الا يكتفي بإعطاء جدول التدريب واخذ الاشتراكات فقط.
اما شبابنا فعليهم ايضاً ان يجيبوا بمصداقية عن هذا التساؤل، وان يعوا سبب التحاقهم بالنادي الرياضي، وان يجعلوا من هذه الرياضة سلماً للارتقاء الى طبقات الخلق الرفيع، فيترك كل شاب ما اعتاد عليه او يفكر في فعله من تهور وتسرع، وان يضع نصب عينيه ان هذه القوة التي ستظهر على بنيته الجسمية هي نعمة من انعم الله تعالى، ودوامها يكون بالشكر وتقدير هذه النعمة.
على الشباب ان يلاحظوا ويتفكروا في أحوال غيرهم من الشباب، حيث تجدهم قد حرموا من نعم كثيرة، وأصبحوا بلا حول ولا قوة بسبب المرض او الحوادث، وهم يتمنون ولو شيئاً بسيطاً مما يمتلكه الرياضيين، او حتى الشباب العاديين.
لنجعل هدفنا هو مساعدة أنفسنا ومساعدة الناس، لاسيما أهلنا واصدقائنا وزملائنا، لنكن شاكرين للنعمة بالعطاء، ولنترك ما دون ذلك من سوء الخلق وعبوسة الوجه والتنمر والاستهتار.
والحمد لله رب العالمين
فيديو مقال لماذا أدخل إلى النادي الرياضي؟
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد